بالصور.. اكتشاف مقصورة الملك رمسيس الثاني بـ"المطرية" في مصر
رئيس البعثة يوضح الكشف عن مجموعة مهمة من الجدران اللبنية، عثر بداخلها على جرّار تخزين كبيرة من الفخار لا زالت في موقعها الأصلي.
كشفت البعثة الأثرية التابعة لجامعة عين شمس المصرية، والعاملة بمنطقة عرب الحصن بالمطرية، برئاسة الدكتور ممدوح الدماطي، عن مقصورة احتفالات الملك رمسيس الثاني كاملةً، أثناء أعمال الحفر الأثري للبعثة.
وسبق الكشف عن جزء من المقصورة في موسم الحفائر الماضي مارس/آذار 2018، ثم استكملت أعمال الحفر الأثري هذا الموسم، ما أسفر عن كشف باقي المقصورة مع الكشف عن مجموعة من أعتاب الأبواب المؤدية إليها لتتضح الصورة الكاملة عنها.
ووصف الدماطي الكشف بـ"المهم" لتفردها، إذ أنها مقصورة فريدة من نوعها من عصر الدولة الحديثة في رحاب معبد رع بمنطقة عين شمس، مشيرا إلى أن هذه المقصورة استخدمت لجلوس الملك رمسيس الثاني أثناء الاحتفال بأعياد تتويجه وعيده اليوبيلي المعروف عند المصري القديم بـ"حب سد"، وربما استمر استخدام هذه المقصورة لهذا الغرض طوال عصر الرعامسة.
وحسب الدماطي، جرى الكشف عن مجموعة مهمة من الجدران اللبنية، عثر بداخلها على جرّار تخزين كبيرة من الفخار لا زالت في موقعها الأصلي من عصر الانتقال الثالث، تشير إلى أنها كانت منطقة اقتصادية، استخدمت في ذلك العصر لإمداد المعبد باحتياجاته من الغلال.
وأوضح الدماطي أن البعثة كشفت أيضا عن العديد من القطع الأثرية الأخرى منها جعارين، وأواني فخارية، وبعض الكتل الحجرية ذات نقوش هيروغليفية، حفر على إحداها خرطوش الملك رمسيس الثالث.
احتفالات عيد "حب سد" وطقوسه
في العصور القديمة قبل التاريخ كان عيد "حب سد" عادة قديمة تقضي هذه العادة بألا يسمح للحاكم بأن تزيد مدة حكمه عن 30 عاما فإذا أتمها كان يقتل، لارتباط خير القبيلة بحالة الحاكم الصحية ومدى فاعليته وقوته، لكن سرعان ما خرجوا من هذه العصور البدائية وتحولت هذه العادة لاحتفال يحتفل به الملك بعد إتمام 30 عاما من الجلوس على العرش ثم يكرر ذلك كل 3 سنوات، وطابع هذا العيد هو أنه بإمكان الملك أن يطيل مدة حكمه بأداء بعض الشعائر التي تعينه على تجديد حيويته وشبابه فهو عيد لتجديد طاقة الملك.
كان الاحتفال بالعيد الثلاثين للملك يصاحبه بعض الطقوس منها وضع تمثال الملك في المقصورة، ثم أقامة عمود الجد رمز أوزير، وهو طقس رمزي لإعادة الحياة من خلال إعادة الولادة، وكان يرمز لإعادة الاستقرار للملكية المصرية، وتتويج الملك ومبايعته، ثم يطلق الملك السباقات الرياضية حول القصر الملكي، وكان يهرول خلف ثور بالقرب من القصر مرتديا نقبة صغيرة تنتهي بذيل ثور، كما تقام بعض الرقصات العنيفة أمام الألهه، وتقدم الأضاحي والذبائح الحيوانية وأخيرا عند نهاية الاحتفال يطلق الملك 4 سهام في الجهات الأربع الأصلية.
كان العيد الأول يقام في الشهر الأول من اعتلاء الملك للعرش، ثم يكرر كل عدة سنين مرة أخرى في حياة الملك، فالملك رمسيس الثاني احتفل به 14 مرة أثناء حكمه لمصر، ولم يكن هو مجرد ذكرى لتتويج الملك، فهو تجديد الطاقة الكهنوتية له ونفوذه على الشعب أيضا، فضلا عن كونه تجديدا لشبابه وقوته، وحافظ أغلب ملوك الدولة المصرية القديمة على إقامة الاحتفالات بـ"سد حب" مرات عدة في حياتهم وأثناء اعتلائهم العرش الملكي.