مفاجأة.. تعقيم الأسطح ليس أهم إجراءات مكافحة كورونا
في بداية جائحة كورونا، كانت منتجات التنظيف والتعقيم تنفد بسرعة، إذ كان تطهير الأسطح من أهم الإجراءات الاحترازية التي أوصى بها الخبراء.
لكن على مدار هذا العام، عرف العلماء الكثير عن فيروس كورونا المستجد، وكيفية انتقاله، واتضح في النهاية أن فرك وتعقيم الأسطح "ربما لا يكون ضروريا"، بحسب الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية "إن بي آر".
ونقلت الإذاعة الأمريكية عن إيمانويل جولدمان، عالم الأحياء الدقيقة في جامعة روتجرز، قوله إنه إذا عطس مصاب بـ"كوفيد- 19"، أو سعل أو تحدث بصوت عال، يمكن للقطرات التي تحتوي على جزيئات الفيروس أن تنتقل عبر الهواء وتهبط في النهاية على الأسطح القريبة، لكن خطر التقاط العدوى من لمس سطح ملوث بالفيروس منخفض.
وأضاف أنه تم فحص الأسطح بالقرب من مرضى "كوفيد- 19"، في المستشفيات، ولم يتم تحديد أي فيروس معد، وأن ما وجد هو الحمض النووي الريبي الفيروسي، والذي يشبه "جثة الفيروس"، وهو ما يتبقى بعد موت الفيروس.
وقال: "لم يتم العثور على أي فيروس معد، لأن الفيروس هش للغاية في البيئة، إنه يتحلل بسرعة كبيرة".
وبالعودة إلى يناير وفبراير الماضيين، اعتقد علماء ومسؤولو صحة عامة أن تلوث الأسطح خطر ومشكلة كبيرة، إذ يمكن أن يعيش فيروس كورونا عليها لأيام ما يزيد من انتقال العدوى وانتشارها بوتيرة سريعة، لذلك كان ينصح بتعقيم الأسطح ومقابض الأبواب بصفة مستمرة وأي عبوات أومنتجات يتم شراؤها من المحلات التجارية، حتى إنه كان يتم تعقيم الشوارع والمدارس والمراكز التجارية والمطارات وغيرها.
وبات العلماء يعرفون الآن أن الدراسات السطحية المبكرة التي توصلت إلى هذه النتائج، أجريت في ظروف معملية بدائية باستخدام كميات من الفيروسات أكبر بكثير مما يمكن العثور عليه في سيناريو الحياة الواقعية، ويوصون بدلا من ذلك بضرورة تطهير الهواء مع ملاحظة أن انتقال العدوى عن طريق الهواء يكون أكثر احتمالا في الأماكن العامة الداخلية مثل المطاعم، وأنه سيكون من الأفضل استخدام مبيدات الجراثيم والأشعة فوق البنفسجية التي نعلم أنها يمكن أن تقتل هذه الفيروسات في الهواء.
من جانبها قالت دلفين فارمر، كيميائية الغلاف الجوي في جامعة ولاية كولورادو، إن رش المعقمات لا جدوى منه، بل أيضا يمكن أن يكون خطيرا، موضحة أن الاستخدام المفرط للمعقمات والمطهرات مثل الكلور وبيروكسيد الهيدروجين يمكن أن ينتج جزيئات سامة نتنفسها بعد ذلك.
وأضافت أن الأمر يشبه تنفس السم، فاستنشاق الجزيئات السامة يمكن أن يؤثر على صحتنا، إذ يمكن أن تتفاعل الجزيئات مباشرة مع الخلايا في أنسجة الرئة وتسبب الإجهاد التأكسدي.
وأخيرا، ينصح خبراء الصحة بضرورة ارتداء أقنعة الوجه الطبية خارج المنزل باستمرار، والابتعاد قدر المستطاع عن الأماكن المزدحمة وعدم قضاء وقت طويل في مكان مغلق مع أشخاص لا تعرفهم جيدا ولا تعرف من خالطهم، بالإضافة إلى غسل اليدين بصفة مستمرة.
aXA6IDE4LjIyMS42OC4xOTYg
جزيرة ام اند امز