إقالة مفاجئة وعودة أقوى.. هل انتهت أزمة الثقة بين «OpenAI» وألتمان؟
بعد إقالته المفاجئة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عاد سام ألتمان إلى موقعه بمجلس إدارة شركة OpenAI مطورة تطبيق ChatGPT.
شركة أوبن إيه آي "OpenAI"، قالت في بيان الجمعة 8 مارس/آذار 2024، إنها ستعين أعضاء جددا إلى جانب ألتمان، هم سو ديزموند هيلمان، الرئيسة التنفيذية السابقة لمؤسسة بيل وميليندا غيتس، ونيكول سيليغمان، الرئيسة السابقة لشركة سوني إنترتينمنت، وفيدجي سيمو، الرئيسة التنفيذية لشركة إنستاكارت.
ترحيب "سام"
ورحب ألتمان، الذي أضحى رمزاً للذكاء الاصطناعي في سيليكون فالي، بأعضاء مجلس الإدارة الجدد وقال على موقع إكس، "أنا ممتن للجميع في فريقنا لكونهم مرنين ولمواصلة التركيز خلال هذا الوقت المليء بالتحديات.. أمامنا أعمال مهمة، ولا يمكننا الانتظار حتى نقدم لكم التالي".
وسينضم ألتمان والأعضاء الجدد لمجلس الإدارة المكون من آدم دانجيلو، الرئيس التنفيذي لموقع كورا "Quora"، ووزير الخزانة الأميركي السابق، لاري سامرز، وبريت تايلور، الرئيس التنفيذي المشارك السابق لموقع سيلز فورس "Salesforce".
هل عادت الثقة وانتهت الأزمة؟
وقد خلص تحقيق أجرته شركة ويلمرهيل "WilmerHale" القانونية إلى أن أزمة إقالة ألتمان في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي لم تتعلق بالشؤون المالية لشركة OpenAI أو سلامة المنتج، ولكن "نتيجة لانهيار العلاقة وفقدان الثقة بين مجلس الإدارة السابق والسيد ألتمان".
ومنذ ذلك الحين، بدأت "أوبن إيه آي" بالدخول في طور الإنعاش، ونمت علاقتها بمايكروسوفت لتبلغ قيمتها 13 مليار دولار، ويعود الفضل لذلك إلى عمل ألتمان مع عملاق التكنولوجيا لحوالي أسبوع بعد طرده.
وتنوه الشبكة الأمريكية "سي إن إن" إلى أن تلك العلاقة أحكمت قبضة مايكروسوفت بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي الناشئة التي تقدمها "أوبن إيه آيه" من خلال أشهر برمجياتها، "تشات جي بي تي".
وأشارت OpenAI في بيانها إلى أن التحقيق توصل إلى أن مجلس الإدارة السابق سعى إلى تخفيف تحديات الإدارة عن طريق إقالة ألتمان "ولم يتوقع أن أفعاله ستؤدي إلى زعزعة استقرار الشركة" مضيفًا أن "سلوك ألتمان لم يستلزم الإقالة".
كانت OpenAI المدعومة من مايكروسوفت شهدت حالة من الفوضى في نوفمبر/تشرين الثاني بعد الإقالة المفاجئة لألتمان، ثم عودته بعد أيام لمنصبه كرئيس تنفيذي للشركة.
ولوح نحو 500 من موظفي شركة OpenAI بالاستقالة واللحاق برئيسها التنفيذي السابق إذا لم يُعده مجلس الإدارة إلى منصبه، في الأزمة التي انتهت بعودة ألتمان والاتفاق على تشكيل مجلس إدارة جديد من تايلور ودانجيلو وسامرز.
وبحسب تقرير نشرته "أسوشيتد برس"، تُعد الإجراءات الأخيرة وسيلة لشركة الذكاء الاصطناعي ومقرها سان فرانسيسكو، لإظهار للمستثمرين والعملاء أنها تحاول تجاوز الصراعات الداخلية التي كادت أن تدمرها العام الماضي وتصدرت عناوين الصحف العالمية.
وقال ألتمان: "أنا سعيد لأن الأمر برمته قد انتهى"، مضيفًا أنه يشعر بالإحباط لرؤية "أشخاص لديهم أجندة" يسربون معلومات لمحاولة الإضرار بالشركة أو مهمتها و"تحريضنا ضد بعضنا البعض". وفي الوقت نفسه، قال إنه تعلم من التجربة واعتذر عن نزاع مع عضو سابق في مجلس الإدارة كان بإمكانه التعامل معه "بمزيد من المسؤولية والرعاية".
وتعود جذور الكثير من صراعات شركة OpenAI إلى هيكلها الإداري غير العادي؛ حيث تأسست كمنظمة غير ربحية تهدف إلى بناء ذكاء اصطناعي مستقبلي يساعد البشرية بشكل آمن، وهي الآن شركة كبيرة سريعة النمو لا تزال خاضعة لسيطرة مجلس إدارة غير ربحي ملتزم بمهمتها الأصلية.
ولا تزال الشركة تواجه مشكلات أخرى يتعين عليها مواجهتها، بما في ذلك الدعوى القضائية التي رفعها الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الذي ساعد في تمويل السنوات الأولى لشركة OpenAI وكان رئيسًا مشاركًا لمجلس إدارتها بعد تأسيسها عام 2015؛ حيث يزعم ماسك أن الشركة تخون مهمتها التأسيسية سعيًا وراء الأرباح.