تجريم عقوق الوالدين في مصر.. هل يردع القانون الابن العاق؟ (خاص)
بوتيرة متسارعة، تتنامى ظاهرة عقوق الوالدين في المجتمع المصري، بينما يشهد مجلس النواب المصري الآن مناقشات حول تشريع جديد لردع العاقّين.
وتقدم النائب البرلماني نبيل عسكر، عضو مجلس النواب المصري، بمشروع قانون يجرم عقوق الوالدين، ونص القانون على إضافة مادة لقانون العقوبات تنص على أن "كل من سب أحد والديه أو هجرهما أو أحدث بأحدهما جرحا أو ضربا يعاقب بالسجن من 3 سنوات إلى 5 سنوات ويضاعف الحد الأقصى للعقوبة في حالة العود".
وينص التشريع، الذي حصلت "العين الإخبارية" على صورة منه، في أحد مواده: "يعاقب المتنمر مدة لا تقل عن 6 أشهر وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه ولا تزيد عن 50 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، إذا كان الفاعل من أصول المجنى عليه أو من المتولين تربيته أو ملاحظته".
120 واقعة شهريًا
قال النائب نبيل عسكر، عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب، إن الفترة الأخيرة شهدت تزايدًا في جرائم عقوق الوالدين وبشكل ملحوظ، مؤكدًا أن الأديان السماوية تجلّ الوالدين وهذا الإجلال لا يحتاج إلى قانون، لكن الانفتاح الذي نشهده وتغوّل وسائل التواصل الاجتماعي تسببا في تنامي وقائع العقوق.
وأضاف النائب المصري، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أنه جاب العديد من المحاكم المصرية وتوصل إلى إحصائية تفيد بتسجيل نحو 120 قضية عقوق والدين شهريًا في مصر، مؤكدًا أن هذا الرقم هو ما يتم الإبلاغ عنه فقط، وما خفي كان أعظم، على حد قوله.
وفي العام 2017، تقدمت النائبة شادية خضير، عضو مجلس النواب المصري عن حزب "مستقبل وطن"، بمشروع قانون مشابه، تضمن استحداث نص يجرّم عقوق الوالدين، ويحدد عقوبات رادعة ضد العاقّين.
وأكد النائب نبيل عسكر أن التشريع الذي تقدم به لا يمت بصلة لمشروع قانون النائبة شادية خضير، نافيًا العلم بهذا التشريع، مؤكدًا في الوقت نفسه أن المشروع الذي تقدم به نال موافقة لجنة التضامن الاجتماعي والأسرة وذوي الإعاقة بمجلس النواب، وجرى رفعه إلى مشيخة الأزهر والمجلس القومي لحقوق الإنسان.
"القانون وحده غير كافِ"
الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة طنطا المصرية، ترى أن "عقوق الوالدين مسألة نسبية، يختلف تعريفها من شخص لآخر، كما أنها قضية اجتماعية وليست قانونية، ومعالجتها لا تأتي بالتشريع وحده".
وتوقعت "منصور"، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن "مشروع القانون حال إقراره قد يفيد في حالات عقوق الوالدين الفجة مثل العنف ضد الآباء والطرد من المسكن والكفالة، لكنه سيبرهن على عجزه أمام الحالات الأخرى".
وقالت أستاذ علم الاجتماع إن "عقوق الوالدين ظاهرة مرشحة للزيادة المجتمع المصري، وهي وليدة التربية والتدليل المفرط من الآباء والأمهات للأبناء منذ مراحل الطفولة، لذلك نرى الآباء مهمومين بالأبناء، وهو همّ غير متبادل".
وأكدت "منصور" أن عقوق الوالدين "ميراث دنيوي يورث للأبناء الذين يعقون والديهم، وهذا ثابت في الدين والواقع شاهد عليه، والعقوق يعد نموذجًا ومثلًا يقتدي به الأبناء عند الكبر، والقانون لن يزرع الودّ في قلوب الأبناء تجاه الآباء".
جرائم متكررة
وتشهد مصر جرائم متكررة من أبناء بحق والديهم، وكان آخرها عندما أقدم شاب، يبلغ من العمر 23 عامًا، على قتل والده خنقًا حتى الموت في محافظة قنا جنوب صعيد مصر، ولم يكتف الابن بذلك وإنما ألقى جثة والده على طريق زراعي.
وكشفت تحريات الشرطة في الجريمة التي وقعت أحداثها قبل يومين أن الابن المتهم "مدمن مخدرات ودائم الشجار مع والده، وفي يوم الواقعة نشبت بينهما مشاجرة خنق على إثرها والده حتى الموت، ثم ألقى جثته على الطريق، فيما قررت جهات التحقيق حبس الابن على ذمة التحقيقات.
aXA6IDMuMTM2LjIzLjEzMiA= جزيرة ام اند امز