تذوب في البحر في أقل من عام.. مادة يابانية قد تنهي عصر البلاستيك

طوّر فريق من العلماء في اليابان مادة جديدة تُحدث نقلة نوعية، وقد تُساعد في حل مشكلة التلوث البلاستيكي في العالم.
تتميز هذه المادة بشفافيتها، ومتانتها الكافية لاحتواء الماء المغلي، والأمر الأكثر إثارةً للإعجاب هو أنها تتحلل طبيعيا في قاع المحيط في أقل من عام.
نُشرت هذه الدراسة في مجلة "ساينس أدفانسز"، وتجمع خبراء في المواد الحيوية، وعلوم البيئة، والتصميم الصناعي من مؤسسات في جميع أنحاء اليابان.
وابتكارهم هو مادة شفافة تشبه الورق، مصنوعة بالكامل من السليلوز، وهو مركب نباتي شائع الاستخدام في الورق والخشب. تُعرف هذه المادة باسم " tPB" وقد تحل قريبا محل العديد من المواد البلاستيكية اليومية، مثل الأكواب والمصاصات.
وأوضح فريق البحث: "تُعدّ نفايات البلاستيك من أكثر القضايا البيئية إلحاحا التي نواجهها. كان هدفنا ابتكار مادة تعمل كالبلاستيك، لكنها تختفي كأوراق الشجر في الطبيعة".
تبدأ العملية بهيدروجيل السليلوز، الذي يُعالَج بعد ذلك بمحلول ملحي لتشكيل صفائح قوية ومرنة، ويمكن تشكيل هذه الصفائح إلى طبقات رقيقة مثل الأكواب البلاستيكية، أو جعلها أكثر سمكًا عند الحاجة.
وعلى عكس المصاصات الورقية التي غالبًا ما تصاب بالبلل، حافظت المصاصات المصنوعة من المادة الجديدة على شكلها دون أن تنهار، حتى بعد نقعها في الماء الساخن لساعات، لم تُظهر المادة سوى تسريبات طفيفة، والتي تم منعها تماما بإضافة طبقة من الراتنج الطبيعي.
ولاختبار أثرها البيئي، وضع الباحثون صفائح من المادة في مياه المحيطات الضحلة والعميقة، وحتى في الأعماق الباردة والمظلمة، حيث يستغرق التحلل عادة سنوات، اختفت المادة في أقل من 12 شهرا.
وماذا عن إعادة التدوير؟ وجد الفريق أنه يمكن إذابة المادة وإعادة استخدامها، على الرغم من أنها فقدت بعضا من صفائها بعد إعادة التدوير.
ويفتح هذا الابتكار الباب لمستقبل يمكن فيه صنع الأشياء اليومية، مثل حاويات الوجبات الجاهزة وأغطية المشروبات والتغليف، من مواد تعمل مثل البلاستيك دون أن تترك أي أثر.