تنويع الأشجار المزروعة.. حل واعد لصمود مناخي أكثر فاعلية

تُعد زراعة الأشجار أحد الحلول الواعدة والفعالة للتخفيف من أزمة المناخ. لذلك، يبحث العلماء دومًا عن أفضل الطرق للاستفادة منها؛ فالأشجار قادرة على امتصاص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون وتحويله إلى أكسجين ومواد غذائية.
وفي هذا الصدد، أجرت مجموعة بحثية دولية دراسة للبحث في مدى فاعلية التنوع في أشجار الغابات على تخزين كميات أكبر من الكربون. خلص الباحثون إلى أنّ تنوع الأشجار المزروعة من شأنه أن يُسهم بفاعلية في التخفيف من التغيرات المناخية. ونشر الباحثون دراستهم في دورية "غلوبال تشانج بيولوجي" (Global Change Biology) في فبراير/شباط 2025.
أقدم تجربة
حصل الباحثون على بيانات من "تجربة سردينيلا"، وهي تجربة شهيرة تعود إلى عام 2001، أُجربت على مرعى سابق في بنما بأمريكا الوسطى، يتكون من 22 قطعة أرض، تضم كل قطعة نوعا أو اثنين أو ثلاثة أو خمسة أنواع من الأشجار المحلية. وتُعد أقدم تجربة لتنوع الأشجار الاستوائية في العالم.
فحص الباحثون البيانات المتعلقة بمخزون الكربون في الكتلة الحيوية للأشجار فوق الأرض، وفي نفايات الأوراق، وفي التربة المعدنية.
وماذا وجدوا؟
وجد الباحثون أنّ الغابات المزروعة لخمسة أنواع من الأشجار لديها مخزون كربوني في الكتلة الحيوية للأشجار فوق الأرض أعلى بكثير من المخزون الكربوني للغابات أحادية النوع حتى في ظل الأحداث الطقسية المتطرفة مثل الأعاصير والجفاف؛ إذ احتجزت الغابات الغنية بأنواع الأشجار المختلفة نحو 57% من مخزون الكربون فوق الأرض أكثر من نظيرتها التي تحتوي على نوع واحد من الأشجار. لكن، لم تكن هناك فروق في مخزون الكربون وتدفقه تحت الأرض.
شدد الباحثون أيضًا على أنّ تأثيرات التغيرات المناخية كالجفاف والأعاصير لم تؤثر على قدرة الغابات ذات الأنواع المختلفة من الأشجار على تخزين كميات كبيرة من الكربون، وهذا مؤشر على استقرار تلك الغابات على المدى البعيد في مواجهة الاضطرابات المناخية.
يقترح مؤلفو الدراسة تعزيز المشاريع التي تدعم زراعة أنواع مختلفة من الأشجار، ما يجعل جهود التخفيف أكثر فاعلية وكفاءة.
aXA6IDE4LjExNi4yMzAuNDAg جزيرة ام اند امز