«صراع هادئ» بين أجنحة الحزب الديمقراطي.. الانقسام «وارد» بعد 5 نوفمبر
خلف ستار الائتلاف القوي حول نائبة الرئيس كامالا هاريس خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو، يدور صراع هادئ حول سياستها ومواقف حزبها.
وأعرب العديد من أعضاء الكونغرس التقدميين، الذين تحدثوا لموقع أكسيوس، عن شعور "بالانزعاج" إزاء كيفية تحوّل الديمقراطيين نحو الوسط وليس اليسار، وتوقعوا حدوث "انقسام" بعد انتخابات 5 نوفمبر/تشرين الثاني.
وأشار عدد من أعضاء مجلس النواب إلى تراجع هاريس عن العديد من المواقف التقدمية التي اتخذتها في عام 2020، بما في ذلك دعم حظر التكسير الهيدروليكي لاستخراج النفط والغاز، وهي تقنية تُعتبر ضارة بالبيئة، ونظام الرعاية الصحية الذي يوفر التأمين الصحي لجميع الأمريكيين، وحظر بيع الأسلحة الهجومية، وتوسيع المحكمة العليا.
وأشار الموقع إلى أن البرنامج الانتخابي الديمقراطي يقيد هذه المواقف ويسحبها نحو الوسط، من خلال حذف الإشارات إلى الرعاية الصحية الشاملة من برنامج عام 2020، مع إضافة لغة أكثر تشدداً بشأن أمن الحدود.
وقالت النائبة الديمقراطية من إلينوي ديليا راميريز إن "المشكلة التي نواجهها هي أننا لا نستطيع أن نفصل بين الحدود وإصلاح الهجرة".
وتابعت: "الأمريكيون العاديون يريدون رؤية أجندة تقدمية. هذا هو نوع العمل الذي ستسمعونه منا، ونتحدث عنه باستمرار خلف الكواليس، علناً ونسعى إليه في كل مكان".
"انقسامات داخلية"
ولفت الموقع إلى استعداد ملحوظ لدى المشرعين التقدميين للإعراب عن مخاوفهم، بالنظر إلى الكيفية التي قام بها الديمقراطيون بالالتفاف حول هاريس بنجاح، وهو ما يعد مؤشراً على أنه رغم تأجيل "الانقسامات الداخلية" هذا العام، والتي هيمنت على دورات الانتخابات في عامي 2016 و2020، لكنها لن تبارح مكانها على المدى الطويل.
ويدور صراع آخر بين التقدميين والمؤسسة الديمقراطية بشأن كيفية تعامل المؤتمر مع المندوبين من أعضاء حملة "غير ملتزم" المناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة، والذين يضغطون من أجل الحصول على مساحة للحديث بالمؤتمر.
وقالت ديليا راميريز والنائبة الديمقراطية من واشنطن براميلا جايابال رئيسة الكتلة التقدمية في الكونغرس، إنهما من بين المشرعين الذين يدفعون الحزب لتلبية هذه المطالب لتجنب إثارة استياء الناخبين الشباب والتقدميين.
وأصر بعض التقدميين على أن هذه النزاعات، ينبغي إبقاؤها إلى حد كبير خلف الكواليس على الأقل حتى بعد الانتخابات.
وقالت جايابال: "انظروا، البرنامج (الانتخابي) يشكل تحدياً دائماً.. لكن ما يهم حقا هو الأجندة التشريعية".
في الوقت ذاته، يواصل المعتدلون أيضاً تجاهل الرأي القائل، بأن الحزب يحتاج إلى بذل المزيد لإرضاء التقدميين.
وقال النائب الديمقراطي من فلوريدا جاريد موسكويتز: "هل يريدون أن يكونوا على صواب أم يريدون الفوز؟ إذا أردنا الفوز، فإننا بحاجة إلى جذب ليس فقط الديمقراطيين. بمجرد أن نكون في السلطة، يمكننا إجراء تلك المناقشات".
وأعرب أغلب المشرعين الذين تحدثوا إلى "أكسيوس" عن أملهم في أن تسعى هاريس لتحقيق أجندة تقدمية جريئة عندما تتولى منصبها، رغم أنهم اعترفوا بأن ذلك سيعتمد إلى حد كبير على ما إذا كان الديمقراطيون يحتفظون بالسيطرة الكاملة على الكونغرس.
برغم ذلك، فإنهم لا يعتزمون تركها تتصرف بحرية، إذ قال جارسيا: "الكثير منا يدعم (إبرام) اتفاقية بيئية جديدة، وتحولاً عادلاً إلى مجتمع أكثر استدامة، لذا فهذه كلها نقاشات ومعارك سنتطرق إليها بعد الانتخابات".