قصة طبيب أطفال غيّر تخصصه لعلاج ضحايا كورونا المسنين
بيوندي إيطالي قرر أن يصبح واحدا من الذين يحاولون بكل الطرق محاربة فيروس كورونا وغيّر تخصصه من طبيب أطفال إلى معالج للمرضى المسنين.
بدلت جائحة كورونا حياة كثيرين حول العالم؛ فالأزمة التي اجتاحت أغلب الدول منذ مطلع العام الجاري ألقت بظلالها على مختلف الجوانب، بل دفعت البعض لتغيير مهنته وربما تخصصه.
بييرو بيوندي، طبيب الأطفال الإيطالي، كان أحد الذين غيّروا تخصصهم بهدف علاج مرضى فيروس (كوفيد-19) من كبار السن، بعد 25 عاما قضاها في قسم الطوارئ بمستشفى نيجواردا Ospedale Niguarda لطب الأطفال و6 أشهر في طب الأطفال في مستشفى كازا بيدياتريكا Casa Pediatrica في مدينة ميلانو.
قصة بيوندي، صاحب الـ57 عاما، بدأت عندما وصل فيروس كورونا إلى إيطاليا وتفشى مثل تسونامي في شمال البلاد، ليقرر طبيب الأطفال أن يصبح واحدا من الأطقم الطبية الذين يحاولون بكل الطرق محاربة الفيروس، ويغير تخصصه تماما لعلاج المرضى المسنين.
وفقا لصحيفة "كوريرى ديلا سيرا" الإيطالية، ساعد بيوندي في قراره تحويل مسؤولي مستشفى "كازا بيدياتريكا" جناح الأطفال إلى قسم "Covid 19 Help" أو "مساعدة كوفيد-19"، بعد تفشي الفيروس وتزايد أعداد المصابين من كبار السن.
وقالت الصحيفة: "بـ30 سريرا داخل حجرات ملونة ممتدة عبر مساحات واسعة، وأطباء ممتلئين بالطاقة أعيد تشكيل حياتهم وتخصصهم الذي تحول من علاج الأطفال إلى معرفة كيفية استخدام جهاز التنفس الصناعي لمسن في غيبوبة، بدأت التجربة".
وقال بيوندي: "في غضون أيام قليلة تم تنظيم كل شيء، ومنذ شهر حتى الآن نشط القسم في مساعدة الأقسام الأخرى وغرفة الطوارئ؛ فالأمر كان عندي بمثابة دعوة لحمل السلاح".
ورغم لحظات القلق والخوف التي انتابت بيوندي في البداية، لدرجة جعلته يسأل نفسه هل سأكون مؤهلاً وأنجح؟ فإن المسؤولية والإنسانية نجحتا في مساعدة الطبيب للتغلب على كل ذلك، والقفز بشكل تلقائي وغريزي إلى أرض المعركة، متحديا نفسه لمساعدة المرضى من كبار السن.
أما عن ممارسة تخصصه الجديد، فيقضي بيوندي وقته بين جناح المرضى والدراسة، فيومه مكثف للغاية، يبدأ في الثامنة صباحا باستلام تقارير المرضى من زميله المناوب، ثم تأتي خطوة تحية مرضاه ومراجعة أدويتهم وأوضاعهم الصحية والتحدث معهم قليلا. الشيء الذي يراه طبيب الأطفال أمرا مهما وفارقا مع هؤلاء الأشخاص في هذا العمر المتقدم.
وفي الساعة 12 ظهرا يبدأ طبيب الأطفال اجتماعاته مع أخصائيي الأمراض المعدية الذين يدربونه على الأدوية المناسبة لهؤلاء المرضى وخصائصها وتفاعلاتها، ثم تأتي خطوة تقسيم الأطباء إلى فرق للمشاركة في التدريب على كيفية استخدام والتعامل مع أجهزة التنفس الصناعي.
يبدو أن تعامل الطبيب بيوندي مع الأطفال طوال الأعوام السابقة ساعده على التواصل مع المسنين، ربما لأنه يقال في كثير من الأحيان إن المسن هو طفل صغير لكن في جسد شخص كبير السن.
وأضاف الطبيب: "يمكن أن نقول إن نهج التعامل مع الأطفال والمسنين يُعَد متشابها، الفرق هو أن الطفل غير مدرك لمدى خطورة المرض، لكن مع كبار السن ترى الخوف في عيونهم، وتشعر بأفكارهم المشوشة".
وتابع: "لذلك يجب عليك أن تكون على المستوى نفسه معهم. احرص على الاقتراب منهم والانحناء والنظر في أعينهم أثناء الحديث معهم".