هل توفر DeepSeek طوق نجاة لاستراتيجية «أبل» المتعثرة؟
عندما أدى الذعر بشأن شركة DeepSeek الصينية إلى محو حوالي تريليون دولار من أسهم التكنولوجيا والطاقة العالمية، الإثنين الموافق 27 يناير/كانون الثاني 2025، كانت شركة «أبل» واحدة من الشركات القليلة في وادي السيليكون التي شهدت ارتفاع أسهمها.
وقد تأثر إطلاق «أبل» الذي طال انتظاره لميزات الذكاء الاصطناعي التوليدي على مدار الأشهر الثلاثة الماضية بالتأخيرات والأخطاء، مما أدى إلى إضعاف الآمال في وول ستريت في أنها ستساعد في تحقيق دفعة فورية لمبيعات آيفون.
لكن بعض المستثمرين والمحللين يعتقدون أن صعود DeepSeek منخفض التكلفة للذكاء الاصطناعي، سيبرر استراتيجية التأني التي اتبعتها أبل ويقدم فرصة لصانع آيفون للحاق بسرعة أكبر بمنافسيها في قطاع الذكاء الاصطناعي.
وقد يشير نموذج DeepSeek إلى مستقبل تكون فيه أنظمة الذكاء الاصطناعي المتطورة صغيرة وفعّالة بما يكفي للعمل على الهواتف الذكية، بدلاً من الحاجة إلى استثمارات ضخمة في البنية التحتية للحوسبة السحابية.
وعلى عكس ميتا، ومايكروسوفت، وغوغل، تجنبت أبل حتى الآن الالتزام بمليارات الدولارات في نفقات رأس المال الجديدة في مراكز البيانات، المخصصة فقط للذكاء الاصطناعي.
وبدلاً من ذلك، عقدت شراكة مع الشركة المشغلة لـChatGPT ليقدم خدماته لمستخدمي آيفون، إذا لم يتمكن المساعد الموجودSiri من التعامل مع الاستعلامات.
وقالت شركة أبل إنها قد تتعاون مع غوغل أو غيرها من الشركات المصنعة لنماذج اللغة الكبيرة في المستقبل أيضًا، حيث تركز جهود الذكاء الاصطناعي الخاصة بها على الأنظمة التي يمكن تشغيلها محليًا على آيفون.
وكتب محللون في مورغان ستانلي في مذكرة للعملاء "نعتقد أن أبل قد تظهر كفائز نسبي في أحداث الأسابيع الماضية".
وتحتاج شركة صناعة هواتف آيفون إلى بعض الخطوات الإيجابية عن الذكاء الاصطناعي، بعد أن أزال تحديث لـApple Intelligence هذا الأسبوع إحدى ميزاته الرئيسية، بعد رد فعل عنيف من الناشرين بشأن ملخصات الأخبار الآلية التي أظهرت معلومات كاذبة أو مضللة لمستخدمي آيفون.
وقالت شركة أبل إنها تخطط لإعادة ملخصات الذكاء الاصطناعي لتطبيقات الأخبار بعد إجراء "تحسينات".
تهدد خطوة صانع آيفون الخاطئة بتقويض حجة الرئيس التنفيذي تيم كوك بأنه كان مرتاحًا لعدم كونه أول من يقدم أحدث منتجات الذكاء الاصطناعي للمستهلكين، مفضلًا بدلاً من ذلك التركيز على كونه الأفضل.
ولقد أدى طرح Apple Intelligence المتعثر إلى توسيع الفجوة بين الشركة التي تبلغ قيمتها 3.5 تريليون دولار ومنافسيها من شركات التكنولوجيا الكبرى.
حيث تم دمج نماذج Gemini من Google الآن في الهواتف الذكية لمنافس أبل الرئيسي، سامسونغ، والتي كشفت في وقت سابق من هذا الشهر عن أحدث هواتفها الذكية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، S25.
وحذر المحللون من أن إطلاق Apple Intelligence فشل حتى الآن في تحقيق أي زيادة متوقعة في مبيعات iPhone، مع كفاح ميزات الذكاء الاصطناعي الأخرى مثل إنشاء الصور وأدوات الكتابة لإثارة حماس العملاء.
وارتفع سهم Apple بنسبة 34% في الفترة بين الكشف عن ميزات الذكاء الاصطناعي في يونيو/حزيران، ووصل لأعلى مستوى على الإطلاق عند 259 دولارًا في 26 ديسمبر/كانون الأول، وسط تفاؤل بأن Apple، الوافدة المتأخرة إلى الذكاء الاصطناعي، يمكن أن تستخدم قاعدة عملاء iPhone المخلصين للحاق بالركب.
ومع ذلك، مع تراجع هذه الثقة، انخفضت أسهم Apple بنحو 9% منذ ذروة ديسمبر/كانون الأول، وسط مخاوف أوسع نطاقًا بشأن خطط التعريفات الجمركية لإدارة ترامب.