طعام الكلاب للبشر.. هذا ما يحدث إن جربته

في تجربة غير مألوفة ومثيرة للجدل، قرر عدد من المتطوعين والباحثين خوض تحد غير تقليدي، وهو: تناول طعام الكلاب لمدة 7 أيام متواصلة.
هدفت التجربة إلى تسليط الضوء على جودة طعام الحيوانات الأليفة، وطرح تساؤلات حول المعايير الغذائية والصحية المعتمدة في صناعة هذه المنتجات.
تجربة شخصية تتحول إلى حديث عالمي
كانت أولى التجارب تخص "ميسون رايت"، وهو مدون أمريكي مهتم بصحة الحيوانات، حيث نشر مقطع فيديو يوثق فيه كيف تناول طعام كلبه التجاري لمدة أسبوع بهدف اختبار ما إذا كانت هذه المنتجات "صالحة بما يكفي" كما تدعي بعض الشركات.
قال رايت في منشوره: "أردت أن أختبر ما إذا كانت هذه المنتجات مغذية وآمنة بالفعل، ولماذا نضع ثقة عمياء في مكونات لا نتذوقها ولا نعرف مصدرها."
وخلال أيام التجربة السبعة، لاحظ رايت عدة تغيّرات على جسده، منها: فقدان الشهية بعد اليوم الثالث، آلام في المعدة واضطرابات في الهضم، نقص في الطاقة، خاصة عند ممارسة التمارين، وتغير في المزاج العام والشعور الدائم بالامتلاء دون راحة
هذه التغيرات كان لها تفسير عند الدكتورة "ريبيكا جايلز"، وهي أخصائية تغذية في جامعة كاليفورنيا، حيث علقت قائلة أنه " رغم أن بعض أنواع طعام الكلاب تحتوي على بروتينات حيوانية وخضروات، إلا أنها لا تفي باحتياجات الجسم البشري المعقدة من العناصر الدقيقة، مثل الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء مثل فيتامين C وB12".
وفقًا للدكتورة جايلز، فإن: "طعام الكلاب مخصص لتلبية احتياجات الكلاب البيولوجية، التي تختلف تماما عن البشر"، مشيرة إلى أن الاستمرار في تناوله قد يؤدي إلى نقص حاد في بعض العناصر، أو الإفراط في أخرى مثل الفيتامين A، الذي يمكن أن يسبب التسمم عند الإنسان.
وتشير دراسة نُشرت في دورية " Veterinary Record " عام 2019 إلى أن العديد من أغذية الحيوانات الأليفة تحتوي على مستويات زائدة من المعادن الثقيلة كالنحاس والرصاص، والتي يمكن أن تكون ضارة إذا تناولها البشر لفترات طويلة.
صاحب شركة أغذية كلاب يتحدى نفسه
ولم تكن تجربة رايت هي الوحيدة، ففي عام 2016، قرر "مارك هابر"، وهو مؤسس شركة لإنتاج طعام كلاب طبيعي، أن يتناول وجبات منتجه لمدة 30 يوما ليثبت جودته.
وخلال التجربة، أرفق نتائج فحوصاته الطبية قبل وبعد التحدي، وأظهرت بعض التحسن في مؤشر الكوليسترول لديه، لكنه أكد لاحقا أن هذه التجربة لا يمكن تعميمها ولا يُنصح بها.
وقال هابر: "فعلت ذلك لأثبت التزامي، لكن لا يمكن مقارنة متطلبات الإنسان بتلك الخاصة بالحيوانات".
وعلى ذلك يبدو من التجارب، أنه " من الناحية النظرية، فإن تناول طعام الكلاب المصنع وفق المعايير قد لا يكون ساما إذا تم لفترة قصيرة، لكن من الناحية الصحية والغذائية، فإن ذلك قد يؤدي إلى آثار سلبية على الجسم البشري، وقد يشكل خطرا حقيقيا إذا طالت المدة أو كانت المنتجات رديئة الجودة".