أزمة مغموري التنس.. رسالة مؤثرة و"تغريدة" رئاسية
ردود أفعال غاضبة تنهال على لاعب التنس النمساوي دومينيك ثيم بعد رفضه فكرة دعم اللاعبين المغمورين، والرئيس الجزائري يدخل على الخط بتغريدة
ما إن أعلن لاعب التنس النمساوي دومينيك ثيم المصنف الثالث عالميا، رفضه فكرة دعم اللاعبين المغمورين، بعد الآثار السلبية التي خلفها انتشار فيروس كورونا المستجد، حتى انهالت ردود الأفعال الغاضبة.
وتسبب انتشار فيروس كورونا في توقف معظم الأحداث الرياضية حول العالم، وإلغاء عشرات البطولات، الأمر الذي دفع بعض نجوم اللعبة للمطالبة بدعم صغار اللاعبين والمغمورين.
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، دخل على خط الأزمة، بتغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أعلن فيها دعمه لبطلة التنس في بلاده إيناس إيبو، التي كانت انتقدت موقف ثيم من دعم المغمورين.
مبادرة دعم المغمورين
سلطات كرة المضرب أعلنت إنشاء صندوق دعم للاعبين الذين يعانون جراء تفشي كورونا، وهو الصندوق الذي انضم للمساهمة فيه كل من الصربي نوفاك ديوكوفيتش والإسباني رافائيل نادال والسويسري روجيه فيدرر.
ولا يحصل لاعبو التنس على راتب شهري رغم احترافهم رياضة عالمية تتطلب الكثير من السفر بجانب تحمل راتب المدربين وفرق العمل.
وخصصت الرابطتان العالميتان للاعبات ولاعبي التنس المحترفين والاتحاد الدولي للتنس وبطولات الجراند سلام الأربع الكبرى أكثر من 6 ملايين دولار لمساعدة حوالي 800 لاعب من أصحاب المراكز الدنيا بالتصنيف خلال أزمة كورونا.
وألمح ديوكوفيتش المصنف الأول على العالم، لأن يقوم أول 100 مصنف على العالم بمساعدة اللاعبين الآخرين، بهدف حصول كل لاعب من المركز 250 إلى 700 في التصنيف العالمي على ما مجموعه 10 آلاف دولار، بحسب الخطاب الذي نقلته صحيفة "ليكيب" الفرنسية.
وقال ديوكوفيتش "الكثير منهم يفكر في هجر التنس لأن ليس بمقدورهم النجاة ماليا".
اعتراض دومينيك ثيم
دومينيك ثيم وصيف بطولة فرنسا المفتوحة العام الماضي بدا غير مستعد للمساعدة، حيث قال في حديث لصحيفة "كرونن" النمساوية: "عليّ التحدث بصراحة، لا يوجد لاعب تنس يُكافح من أجل العيش، حتى الأقل تصنيفاً، خبراتي أثبتت أن العديد من اللاعبين لا يمنحون جهودهم لرياضتهم ولا يعيشون كمحترفين".
وواصل: "بالتالي لا أجد أي مبرّر لمنح هؤلاء اللاعبين مبالغ مالية، أفضّل منح هذه المساعدات إلى أشخاص أو منظمات تحتاج إليها فعليا".
انتقادات لاذعة
الألماني المخضرم داستين براون الذي يشتهر بأنه فاز على نادال قبل 5 أعوام في ويمبلدون، انتقد ثيم، وقال إنه عاش في شاحنة تخييم في بداية حياته وكان يحصل على 117 دولار قبل الضرائب، في حال خسارته في الدور الأول في بطولات بعينها ، وكان يقوم بتوتير المضارب للاعبين أخرين من أجل جمع المزيد من المال.
الجزائرية إيناس إيبو، التي تحتل المركز الـ620 عالميا، وجهت الأحد رسالة فيديو مؤثرة إلى النمساوي ثيم، قال فيها: "عزيزي عندما قرأت تصريحك الأخير تساءلت عن ماذا ستكون عليه مسيرتي الرياضية وبالتالي حياتي لو كنت مكانك".
وأضافت: "لأنني نشأت في ضواحي العاصمة الجزائرية وسط عائلة متواضعة جدا مع أبوين لم تكن لهم أية علاقة على الإطلاق بعالم التنس، لا يسعني إلا أن أعتبر أن ذلك (صندوق الإغاثة) يمكن أن يكون مساعدة، لكن لا ألومك".
وأردفت: "توقفت عن التفكير في الأمر، لأنه بعد كل شيء، لا نختار مكان ولادتنا، أدرك الآن كم أنا محظوظة لأن لدي أبوين مثل والداي، وأنني أحبهما أكثر من أي شيء آخر، وأنني لن أغيرهما بأي شيء في العالم".
وتابعت " كما تعلمون، في بلد مثل بلدي، ليس من السهل على المرأة أن تكون رياضية بارزة، لا أستطيع أن أشكر والداي بما يكفي على دعمهما لي وكل التضحيات التي قدماها حتى أتمكن من متابعة حلمي".
وذكرت إيبو، البالغة من العمر 21 عاما في رسالتها، بأن دورات الاتحاد الدولي للتنس للناشئين في الجزائر نادرة للغاية، وأنه لا توجد أية بطولة احترافية لا للاتحاد الدولي للعبة ولا دورات خاصة بمحترفي ومحترفات التنس، ولا يوجد مدرب واحد من المستوى الدولي، وليس هناك أي ملعب مغطى.
وأكدت: "لا أعرف كيف كانت الأمور بالنسبة لك، لكن بالنسبة لنا، عندما ينزل المطر طيلة أسبوع نتدرب داخل الصالة الرياضية، ولا أتحدث عن جودة المرافق والملاعب، لا نعرف على أي أرضية سنلعب إن كانت عشبية أو ترابية، أفريقيا كما يقولون".
تغريدة رئاسية
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، نشر تغريدة دعم خلالها إيبو، حيث قال: "لا يمكن للجزائر أن تضيع موهبة رياضية مثل إيناس إيبو، وهي في مقتبل العمر وزهرة العطاء، في اختصاص نادرا ما ينجب جزائريين يبرعون فيه".
وأضاف: "عاجلا ستتكفل وزارة الشباب والرياضة بانشغالاتك، كل دعمي ومساندتي، وتمنياتي لك بالنجاح إن شاء الله".