نتنياهو ينتظر عودة ترامب رئيسا.. طموحات عالقة بانتخابات نوفمبر
رغم تصريحاته بأنه سيضغط على إسرائيل لإنهاء الحروب، إلا أن عودة دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة أمل ينتظره رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في الانتخابات المقرر إجراؤها الشهر المقبل.
وبعث الرئيس الجمهوري السابق رسائل متباينة بشأن سياسته في الشرق الأوسط، تراوحت بين تشجيع نتنياهو على قصف المنشآت النووية الإيرانية وهو ما امتنعت إسرائيل عن تنفيذه في هجومها السبت، وانتقاد الزعيم الإسرائيلي.
وبحسب محللين، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يأمل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، استنادًا إلى فترته السابقة، والتي كانت جيدة بالنسبة لبنيامين نتنياهو.
وتبقى هذه السياسات غير واضحة وخاصة أنها تترافق مع شعار حملة ترامب «لنعيد لأمريكا عظمتها» وهو ما يقول محللون إن نتنياهو يأمل بتحقيقه.
فلماذا يريد نتنياهو عودة ترامب رئيسا؟
بصفته رئيسا جمهوريا، قد يمنح ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي مزيدا من الحرية في التعامل مع النزاعات التي لا تزال مستعرة في قطاع غزة ولبنان.
ويقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس جدعون راهط لـ«فرانس برس»، إن «الانتخابات الأمريكية أحد أهم إنجازات نتنياهو، يصلي من أجل فوز ترامب الذي يعتقد أنه سيمنحه الحرية الكافية للحركة مما سيسمح له بالقيام بما يطمح إليه».
ويوافق المحلل السياسي أفيف بوشينسكي هذا التحليل ويقول «إن تجربته مع الجمهوريين جيدة جدا.. على عكس الديمقراطيين الذين كانوا أكثر صرامة معه».
علاقة وثيقة
وعلى مدار 17 عاما من توليه رئاسة وزراء إسرائيل، فإن ترامب كان الرئيس الجمهوري الوحيد الذي يمر في عهده.
وخلال رئاسته، أقدم ترامب على عدة خطوات عززت مكانة نتنياهو محليا، بينما قلبت بعض السياسات الأمريكية الراسخة بشأن إسرائيل وصراعها مع الفلسطينيين والمنطقة الأوسع.
ونقل الرئيس الجمهوري السابق، السفارة الأمريكية إلى القدس التي تعتبرها إسرائيل عاصمتها الأبدية، واعترف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان المحتلة، وأشرف على تطبيع العلاقات بين ثلاث دول عربية وإسرائيل. وقام ترامب أيضا بالانسحاب من الاتفاق النووي التاريخي مع إيران، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية صارمة على طهران.
كما يتمتع ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بعلاقة شخصية وثيقة، حيث تباهى المرشّح الجمهوري هذا الأسبوع بمكالماته الهاتفية شبه اليومية مع نتنياهو. وأكد في تجمع انتخابي في جورجيا "لدينا علاقة جيّدة للغاية"، موضحا "سنعمل معهم بشكل وثيق للغاية".
في المقابل، لطالما تمتع الرئيس الأمريكي جو بايدن بعلاقة فاترة مع نتنياهو، مع إصراره على «الدعم القوي» لإسرائيل. وحذر بايدن نتنياهو من ضرب المنشآت النفطية أو النووية الإيرانية.
وأوضح بوشينسكي أن الإيجابيات ستفوق أي مخاوف، موضحا: «أعتقد أن نتنياهو سيكون على استعداد لتحمل مخاطر عدم القدرة على التنبؤ بترامب».
شعبية في إسرائيل
ويحظى ترامب أيضا بشعبية في أوساط الإسرائيليين، فبحسب استطلاع رأي أجراه المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية، (ميتفيم) فإن 68% من الإسرائيليين يرون أن ترامب هو المرشح الذي سيخدم مصالح إسرائيل على أفضل وجه.
واختار 14% فقط نائبة الرئيس كامالا هاريس، رغم إعلانها مرارا عن دعمها لإسرائيل وحق الدولة العبرية في الدفاع عن نفسها.
ويرى ناداف تامير، وهو دبلوماسي إسرائيلي سابق في الولايات المتحدة وعضو في مجلس إدارة ميتفيم أنه «في إسرائيل، وأكثر من ديمقراطية ليبرالية أخرى خارج الولايات المتحدة، يتمتع ترامب بشعبية أكبر من هاريس»، لكنه حذر من أن إدارة ترامب الجديدة قد تأتي بمفاجآت.
وأوضح كيف أحاط الرئيس الأمريكي السابق نفسه بجمهوريين «انعزاليين ولا يريدون أن تكون أمريكا زعيمة العالم الحر أو التحالفات الدولية».
ماذا عن الفلسطينيين؟
على الجانب الفلسطيني، يؤكد خليل الشقاقي من المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله، أنه لا توجد حماسة تجاه أي المرشحين الأمريكيين، مضيفًا: «الفلسطينيون لا يثقون في المرشحين، ولا يرون أي فرق بينهما».
من جهته، أكد المسؤول في حماس طاهر النونو لـ«فرانس برس»، أن «الإدارات الأمريكية المتعاقبة كانت دائما منحازة» لإسرائيل.
ويرى الفلسطينيون أنه بغض النظر عن الفائز في الانتخابات الأمريكية، فإن حياتهم لن تتحسن.
وتوضح الطالبة في جامعة بيرزيت لين باسم (21 عاما): «لا أؤمن كثيرا بأن تحدث الانتخابات الأمريكية تأثيرا إيجابيا على واقعنا السياسي»، مضيفة: «لكن أعتقد أن عودة ترامب إلى الحكم في حال نجح في الانتخابات، ستؤثر سلبا على واقعنا (..) خاصة وأن ذلك كان واضحا حينما كان رئيسا سابقا».
أما حسان أنور (42 عاما) الذي يعمل كمهندس صوت فيقول: «لا أعتقد أن هناك فرقا بين هاريس وترامب، لأن السياسة الأمريكية واضحة تماما في دعمها ومساندتها لإسرائيل».
aXA6IDE4LjIyMi40NC4xNTYg جزيرة ام اند امز