بيزوس يخشى انتقام ترامب.. سر القرار المفاجئ لصحيفة «واشنطن بوست»
أثارت افتتاحية جريدة «واشنطن بوست» الأمريكية عن موقفها المحايد في الانتخابات الرئاسية المقبلة جدلا، إذ خالفت بذلك تقليدا لطالما اتبعته في تزكية أحد المرشحين على الآخر منذ نحو 40 عاما.
لكن تقريرا نشره موقع بيزنس إنسايدر كشف ملابسات قرار الجريدة التي تعرف بتأثيرها المباشر على الأقل على سكان العاصمة واشنطن. وكشف التقرير أن القرار وراءه مالك الصحيفة جيف بيزوس، مؤسس أمازون.
وجيف بيزوس هو ثاني أغنى أغنياء العالم حاليا بثروة تناهز 211 مليار دولار، وفقا لمؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات.
القرار
وبعد يوم من كتابة عمود يهاجم دونالد ترامب، كتبه روبرت كاجان، اتخذ القرار. ونقل تقرير "بيزنس إنسايدر" عن أحد أعضاء قسم الرأي، الذي تحدث دون الكشف عن هويته لحماية وظيفته، إن هيئة التحرير في الجريدة غاضبة حيث إنه أمر مخيف عندما لا يمتلك الملياردير الشجاعة لانتقاد دونالد ترامب".
وقال مصدر آخر من داخل صحيفة واشنطن بوست: "لقد رأيت الكثير من القلق؛ المحررون مستاؤون".
وأعلن ويل لويس الناشر والرئيس التنفيذي ويل لويس عن القرار في عمود يوم الجمعة، قائلاً إنه يريد من القراء أن يتخذوا قراراتهم بأنفسهم، بمساعدة "الأخبار غير الحزبية" في الصحيفة و"الآراء المبلغ عنها من فريق الرأي لدينا".
ونشر اتحاد المحررين في الصحيفة بيانًا يقول إن قرار لويس أثار مخاوف من تدخل الإدارة في قسم التحرير.
وذكر بيان الاتحاد: "هذا القرار يقوض عمل أعضائنا في وقت يجب أن نبني فيه ثقة قرائنا، وليس خسارتها".
وقال بعض الأشخاص على موقع إكس أنهم ألغوا اشتراكاتهم ردًا على القرار، ووصف مارتي بارون رئيس تحرير واشنطن بوست المتقاعد القرار بأنه "جبن، والديمقراطية هي ضحيته".
انتقام ترامب
وقد أثار القرار مخاوف من أن وسائل الإعلام تمارس الرقابة على نفسها خوفًا من انتقام الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي دعا علنًا إلى الانتقام من أعدائه. وأيدت صحيفة لوس أنجلوس تايمز المرشحين على مستوى الولاية لكنها رفضت تأييد مرشح رئاسي هذا العام، مما دفع ثلاثة موظفين إلى الاستقالة.
وقد حدثت مواجهات بين بيزوس وترامب على مر السنين. فقد شهدت صحيفة واشنطن بوست ارتفاعًا في الاشتراكات حيث سعت إلى تقديم تقارير عدوانية عن إدارة ترامب وأطلقت شعارًا إعلانيًا "الديمقراطية تموت في الظلام". وسخر ترامب من بيزوس وصحيفة واشنطن بوست، واصفًا إياه بـ "جيف بوزو". لكن بيزوس شارك كلمات الدعم بعد إطلاق النار في يوليو/ تموز في تجمع لترامب.
ورفض العديد من الرؤساء التنفيذيين التحدث علنًا عن السباق الرئاسي. واتخذ كبار المديرين التنفيذيين تاريخيًا موقفًا مفاده أن الخوض في السياسة يمكن أن يكون سيئًا للأعمال التجارية، خشية أن ينفروا جزءًا من قاعدة عملائهم.
aXA6IDMuMTQ1LjM5LjE3NiA=
جزيرة ام اند امز