تحقيق أمريكي يتهم الصين باختراق هواتف ترامب وفانس.. وبكين ترد
في أعقاب تقارير سابقة عن اختراق قراصنة صينيين، لمزودي خدمات الاتصالات بأمريكا، وجهت واشنطن سهام الاتهامات مجددًا إلى بكين، زاعمة أنها سعت لاختراق هاتفي دونالد ترامب ومرشحه لمنصب نائب الرئيس.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست»، يوم الجمعة، عن مسؤولين قالت إنهم مطلعون على الأمر قولهم، إن قراصنة تابعين للحكومة الصينية حاولوا اختراق الهواتف التي استخدمها الرئيس السابق دونالد ترامب، والسيناتور جي دي فانس وآخرون في حملتهم للبيت الأبيض.
ولم يتسن على الفور معرفة ما إذا كانت محاولات الاختراق التي استهدفت المرشحين ناجحة، لكن يُعتقد أن الاختراق أدى إلى اختراق هواتف الموظفين، حسبما قال اثنان من الأشخاص.
وقال مسؤول مطلع على الأمر، إن أشخاصًا مرتبطين بحملة هاريس-والز كانوا مستهدفين أيضًا. ولم يذكر الشخص ما إذا كان هاريس ووالز مستهدفين أيضا، مشيرًا إلى تحقيق جارٍ من قبل أجهزة إنفاذ القانون.
وقال الأشخاص إن حملة ترامب-فانس أُخطرت من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي في وقت سابق من هذا الأسبوع، وهي تنتظر قائمة كاملة بالأفراد الذين ربما تم استهدافهم.
وقال مسؤول أمريكي كبير، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته: «داخل الحكومة الفيدرالية، نحن عند المستوى 10، وميض أحمر بشأن الصين الآن»، مضيفًا أن اثنين على الأقل من أفراد عائلة ترامب كانا مستهدفين.
هل كان ترامب وفانس وحدهما؟
وقال مسؤولان إن الجهود الصينية تعتبر «ثنائية الحزبية» في الوقت الحالي، مشيرين إلى أنه كانت هناك محاولات لاستهداف اتصالات الرئيس جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس. وقال مسؤولو الاستخبارات إن التجسس على المرشحين «هو ممارسة قياسية من قبل القوى العالمية».
ويعمل المحققون على تحديد ما إذا كانت بيانات الاتصالات، إن وجدت، قد تم أخذها أو رصدها من خلال الاختراق المتطور لأنظمة الاتصالات، وفقًا لمسؤولين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم.
وقال المسؤولون إن فريق حملة ترامب علم هذا الأسبوع أن المرشح الرئاسي الجمهوري وزميله في الترشح كانا من بين عدد من الأشخاص داخل الحكومة وخارجها الذين تم استهداف أرقام هواتفهم من خلال اختراق أنظمة هواتف فيريزون.
وقال أشخاص مطلعون على الأمر إن الأهداف شملت ديمقراطيين، بما في ذلك شخصيات بارزة في الكابيتول هيل وربما أعضاء في حملة نائبة الرئيس كامالا هاريس.
وأعرب مكتب التحقيقات الفيدرالي ومسؤولو الأمن القومي، عن شعورهم بـ«قلق عميق إزاء المدى المحتمل للبيانات المخترقة والنطاق الواسع للضحايا المحتملين».
ولم يتضح بعد ما إذا كان القراصنة قد تمكنوا من الوصول إلى الرسائل النصية، وخاصة تلك المرسلة عبر قنوات غير مشفرة.
وقيل لمسؤولي حملة ترامب إن المتسللين ربما ما زالوا داخل أنظمة فيريزون، لكن من غير الواضح ما إذا كانوا يحاولون بنشاط الحصول على البيانات.
ما أهمية المعلومات؟
وتقول صحيفة «نيويورك تايمز»، إن نوع المعلومات الموجودة على الهواتف التي يستخدمها المرشح الرئاسي وزميله في الترشح قد يكون منجما ذهبيا بالنسبة لوكالة استخباراتية: من الذي اتصلوا به ومن الذي أرسلوا له الرسائل النصية، وكم مرة تواصلوا مع أشخاص معينين، وكم من الوقت تحدثوا مع هؤلاء الأشخاص، مشيرة إلى أنه قد يكون هذا النوع من بيانات الاتصالات أكثر فائدة إذا تمكن القراصنة من مراقبتها في الوقت الحقيقي.
جاء هذا الكشف في المراحل الختامية من حملة استهدفت فريق ترامب أيضًا من قبل قراصنة إيرانيين، الذين استهدفوا دائرته الداخلية مرارًا وتكرارًا برسائل البريد الإلكتروني التصيدية التي نجحت جزئيًا على الأقل في الوصول إلى اتصالات ووثائق حملته.
ولم يتطرق المتحدث باسم حملة ترامب بشكل مباشر إلى ما إذا كانت الهواتف التي استخدمها ترامب وفانس قد تم استهدافها. لكن في بيان، انتقد المتحدث ستيفن تشيونج البيت الأبيض ونائبة الرئيس كامالا هاريس وسعى إلى إلقاء اللوم عليهما للسماح لعدو أجنبي باستهداف الحملة.
وفي وقت سابق من هذا العام، اكتشف مسؤولون أمنيون وجود مجموعة قرصنة تابعة للصين في أنظمة الاتصالات الأمريكية. لكن المحققين لم يحددوا إلا مؤخرا أن القراصنة كانوا يستهدفون أرقام هواتف محددة، على حد قول المسؤولين.
وقال أشخاص مطلعون على التحقيق إن عملية الاختراق التي قام بها المتسللون تمتد إلى ما هو أبعد من الحملة السياسية لعام 2024، حيث قيل إن العديد من الأشخاص مستهدفون، مما يشير إلى أنه قد يكون لها آثار بعيدة المدى على الأمن القومي.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الشهر الماضي، أن هجوما إلكترونيا مرتبطا بالحكومة الصينية تسلل إلى بعض شبكات مزودي النطاق العريض في الولايات المتحدة وربما تمكن من الحصول على معلومات من الأنظمة التي تستخدمها الحكومة الفيدرالية في جهود التنصت على المكالمات الهاتفية في محكمة مراقبة الاستخبارات الأجنبية.
كيف ردت الصين؟
قال المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن ليو بينجيو، إنهم لا علم لهم بالهجوم ولا يمكنهم التعليق عليه، مشيرًا إلى أن «الانتخابات الرئاسية هي شؤون داخلية للولايات المتحدة».
وأوضح متحدث السفارة الصينية، أن «بكين ليس لديها أي نية للتدخل في الانتخابات الأمريكية ولن تفعل ذلك. نأمل ألا يوجه الجانب الأمريكي اتهامات».
وحذر مما وصفه بجهود الولايات المتحدة لـ«نشر كل أنواع المعلومات المضللة حول ما يسمى بتهديدات القرصنة الصينية».
وعلى النقيض من إيران، لم تقم الصين حتى الآن بأي تحركات كبيرة لدعم مرشح رئاسي أو آخر، حسبما قال مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية هذا الأسبوع.
ومع ذلك، قال المسؤولون إن عملاء تابعين للحكومة الصينية شاركوا في عدد من المنافسات الانتخابية للكونغرس، ونشروا على وسائل التواصل الاجتماعي ضد بعض المرشحين الذين انتقدوا البلاد بشكل خاص.
aXA6IDMuMTQ3Ljg5LjUwIA== جزيرة ام اند امز