المواجهة بين ترامب وجريتا تونبرج تنتقل من "تويتر" إلى "دافوس"
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يصف نشطاء المناخ بأنهم "ورثة قارئي الطالع الحمقى"، مستشهداً بسلسلة من التوقعات التي لم تتحقق
يبدو أن المواجهة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والناشطة البيئية جريتا تونبرج، على موقع "تويتر"، قد انتقلت إلى أرض الواقع، حيث سعى كل منهما إلى التأكيد على وجهة نظره، فيما يخص قضية التغير المناخي، خلال منتدى دافوس.
وكان ترامب سخر في تغريدة على موقع "تويتر"، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، من اختيار جريتا تونبرج شخصية العام من مجلة "تايم" الأمريكية، قائلاً: "يجب على جريتا العمل على حل مشكلة غضبها ومشاهدة فيلم قديم مع صديق".
وردت جريتا على الرئيس الأمريكي بتغيير التعريف الخاص بها على موقع "تويتر"، وكتبت: "مراهقة تعمل على حل مشكلة غضبها.. وهادئة وتشاهد فيلما قديما مع صديق".
وفي كلمته بمنتدى دافوس، الثلاثاء، طالب ترامب الحضور بنبذ أفكار من وصفهم بـ"رُسل التشاؤم في مجال البيئة"، والذين يريدون خنق الحلم الأمريكي، في الوقت الذي قالت فيه الناشطة جريتا تونبرج أمام الوفود المشاركة في المنتدى: "إن الحريق لا يزال مشتعلاً في منزلنا. يجب أن تتحركوا إذا كنتم تحبون أحفادكم".
ووصف ترامب نشطاء المناخ بأنهم "ورثة قارئي الطالع الحمقى"، مستشهداً بسلسلة من التوقعات التي لم تتحقق، بما في ذلك الزيادة السكانية في ستينيات القرن الماضي، وانتهاء النفط في التسعينيات.
لكنه في الوقت ذاته أعلن إشادته بمبادرة زراعة تريليون شجرة، وأعرب عن عزمه المشاركة فيها.
في المقابل، قالت الناشطة السويدية الشابة، جريتا تونبرج، لدى مشاركتها في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، إن العالم لم يحصل بعد على رسالة بشأن كيفية محاربة تغير المناخ بشكل عاجل.
وقالت تونبرج: "الحريق ما زال مشتعلا في منزلنا"، وذلك في إشارة إلى تصريحات سابقة لها كانت أدلت بها قبل عام في القمة التي يشارك بها زعماء العالم في مدينة دافوس السويسرية.
وذكرت أمام إحدى اللجان في دافوس: "إن تقاعسكم عن العمل يساعد في اشتعال النيران باستمرار".
وأكدت الناشطة البالغة من العمر 17 عاماً، إن الشباب لا يرغبون في الانتظار حتى يتم التخلص التدريجي من انبعاثات الكربون، والاستثمارات في الوقود الأحفوري، ولكنهم يريدونها أن تتوقف الآن.
وانتقدت تعهد ترامب بالمشاركة في مبادرة مليار شجرة، بقولها إنه ليس من الجيد زراعة مليار شجرة في أفريقيا، في الوقت الذي تتعرض فيه غابات مثل الأمازون للدمار بمعدلات مرتفعة للغاية.
وقالت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير ليين، في كلمتها الافتتاحية في دافوس: "إن البشرية منذ أمد طويل للغاية، تستنفد الموارد البيئية، وفي المقابل تنتج النفايات والملوثات".
وسيحرص قادة الأعمال الذين يحضرون المنتدى على التأكيد على وعيهم بشأن تغير المناخ، لكن المرجح أن يبدو قلقهم أيضاً إزاء حالة الاقتصاد العالمي الذي تحسنت آفاقه، وفقًا لصندوق النقد الدولي.
وقد خفض صندوق النقد الدولي تقديراته للنمو العالمي لعام 2020 إلى 3.3%، قائلًا إن الهدنة الأخيرة في الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة قد جلبت بعض الاستقرار، لكن هذه المخاطر ظلت قائمة.
وقالت رئيسة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا: "لقد رأينا بالفعل بعض المؤشرات المبدئية للاستقرار، لكننا لم نصل إلى نقطة تحول بعد".
كما يشارك في المنتدى زعيم المعارضة الفنزويلية خوان جوايدو، الذي أعلن نفسه قائماً بأعمال الرئيس العام الماضي، في تحد لحظر السفر الذي فرضه نظام الرئيس نيكولا مادورو بحقه.
وأكد مدير عام الصندوق العالمي للطبيعة ماركو لامبرتيني: "أنا غاضب من حالة العالم، لكنني مصمم أيضاً على المشاركة وتقديم الحلول".