دونالد ترامب.. صديق التضخم والذهب وعدو الدولار القوي
يقول دونالد ترامب إنه يريد أن يكون رئيسا "ضعيف الدولار"، وفي مقابلة أجريت معه في يوليو/تموز، حذر المرشح الجمهوري من أن الدولار الأمريكي القوي يمثل "مشكلة عملة كبيرة" و"عبئا هائلا على شركاتنا".
لكن، المفارقة هنا هي أن الأجندة الاقتصادية التي وعد بها ترامب بدأت بالفعل في دفع الدولار إلى الارتفاع.
تعمل الأسواق بسرعة على تكثيف رهاناتها على رئاسة ترامب، والنتيجة هي دولار أقوى، وارتفاع أسعار الفائدة على الديون الحكومية طويلة الأجل، وقفزة في أسعار العملات المشفرة، وارتفاع قياسي جديد في أسعار الذهب.
لكن الاقتصاديين يعتقدون أن هذه مجرد بداية لما يسمى بصفقات ترامب، حيث يقول جون هاردي، كبير الاستراتيجيين في ساكسو بنك، إنه لم يتم تسعير أي شيء بالكامل ومن المرجح أن تكون هناك تحركات أكبر عندما تظهر استطلاعات الرأي الأولى.
أين ينقل المتداولون أموالهم؟ ولماذا؟
يظهر موقع استطلاع الرأي FiveThirtyEight أن تقدم كامالا هاريس على ترامب في استطلاعات الرأي يتقلص بشكل مطرد، وفي أواخر أغسطس/آب حصلت على تقدم بنسبة 3.7 نقطة مئوية في التصويت الشعبي، واليوم تتقدم بفارق 1.8 نقطة فقط.
ونظرا لهيكل نظام المجمع الانتخابي الأمريكي فإن هذا يعني أن ترامب يسير حاليا على الطريق الصحيح لتحقيق النصر.
وبالعودة إلى عام 2016، فاز ترامب بالرئاسة على الرغم من تأخره عن هيلاري كلينتون بنسبة 2.1% في التصويت الشعبي، ويقول موقع Polymarket.com، وهو موقع للمراهنة إن هناك فرصة بنسبة 61% لفوز ترامب، مقابل 39% لهاريس.
ويحذر الاقتصاديون من أن أجندة ترامب الاقتصادية ستكون تضخمية.
وقد وعد ترامب بزيادات صارمة بشكل خاص في الرسوم الجمركية على البضائع الأجنبية التي تدخل البلاد، ويخطط لفرض رسوم تصل إلى 20% من قيمة البضائع القادمة من الدول الأخرى، و60% على الواردات من الصين، وسيتم دفع هذه الرسوم من قبل الشركات المستوردة للبضائع.
إذا تم فرض هذه الرسوم الجمركية بأكملها، فيمكن أن تضيف ما يقرب من نقطة مئوية كاملة إلى التضخم بينما تخفض 1.5 نقطة مئوية من نمو الناتج المحلي الإجمالي، وفقا لمورغان ستانلي.
علاوة على ذلك، تعهد ترامب بخفض معدلات الضرائب على الشركات من 21% إلى 15% للشركات التي تصنع منتجات داخل الولايات المتحدة، وإلغاء الضرائب على مزايا الضمان الاجتماعي، وتقديم إعفاءات ضريبية للشركات التي تشتري الآلات الثقيلة.
ومن المتوقع أيضا أن يقوم بتقليص صلاحيات الهيئات التنظيمية المالية وإلغاء بعض الإصلاحات التي تم إدخالها في أعقاب الأزمة المالية.
يقول جون هاردي، كبير الاستراتيجيين في ساكسو بنك، إنه من المرجح أن تؤدي أجندة ترامب إلى تعزيز النمو، لكنها ستكون أيضا تضخمية وستؤدي إلى تآكل المصداقية المالية.
لماذا ارتفعت أسعار الفائدة على سندات الحكومة الأمريكية؟
قفز العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات من 3.78% في نهاية سبتمبر/أيلول إلى 4.12%، وهو أعلى معدل تم تسجيله منذ يوليو/تموز.
ويقول لوك بارثولوميو، نائب كبير الاقتصاديين في بنك أبردن، إن هذا الارتفاع في تكاليف الديون الحكومية طويلة الأجل يعكس احتمال حدوث ضغوط تضخمية في المستقبل وزيادة الاقتراض الحكومي مع أجندة ترامب الاقتصادية.
ويضيف "أعتقد أنه من الواضح إلى حد كبير أن رئاسة ترامب تنطوي على عوائد أعلى إلى حد ما".
يقول جون هاردي، كبير الاستراتيجيين في ساكسو بنك، إنه في حين أن التخفيضات الضريبية وإلغاء القيود التنظيمية من شأنها أن تعزز الأعمال، فإن التعريفات التجارية الكبيرة ستشكل عائقا كبيرا أمام الشركات الأمريكية.
إن الحرب التجارية ستعني ارتفاع التضخم، وهو ما يعني بدوره تباطؤ تخفيضات أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، إن احتمال ارتفاع التضخم يدفع المستثمرين إلى شراء الذهب، وهو أصل الملاذ الآمن الكلاسيكي.
ماذا يحدث لأسعار الذهب وبيتكوين؟
وارتفعت أسعار الذهب بنسبة 32.6% منذ بداية العام إلى مستوى قياسي بلغ 2734.6 دولار، ويرجع ذلك أيضا إلى عوامل أخرى بما في ذلك التحفيز الاقتصادي في الصين.
كما ارتفعت عملة البيتكوين، وهي أصل آخر يجذب المستثمرين الراغبين في عوائد تتغلب على التضخم.
وإذا كان الجمهوريون قادرين على تقديم نظام ملموس لخفض الضرائب، فربما تتوقع أن يؤدي ذلك إلى امتصاص رأس المال إلى الولايات المتحدة أيضا، وهذا يميل إلى الضغط على الدولار.
من المرجح أن ترتفع أسعار الأسهم الأمريكية على خلفية التخفيضات الضريبية على الشركات، لكن الفوائد ستكون أكبر بالنسبة للشركات الصغيرة وليس الشركات الكبيرة.
لكن سلطة ترامب قد تكون محدودة، وإذا فاز بالرئاسة فسوف يتمكن على الفور من المضي قدما في فرض التعريفات التجارية، لكنه لن يكون قادرا على الضغط على زر خططه لتخفيض الضرائب على الشركات وإلغاء القيود التنظيمية إلا إذا حصل أيضا على الأغلبية في الكونغرس.
aXA6IDMuMTI5LjY5LjEzNCA= جزيرة ام اند امز