«حرب الانتخابات».. ترامب يتعهد بإلغاء التصويت بالبريد وآلات الاقتراع

جدّد الرئيس دونالد ترامب هجومه على نظام التصويت في الولايات المتحدة، متعهدا بالتخلص من آلات الاقتراع، مجددا اتهاماته بوقوع عملية "تزوير واسعة النطاق" في انتخابات 2020 التي أخرجته من البيت الأبيض.
وجاءت تصريحات ترامب قبل انتخابات التجديد النصفي المقبلة عام 2026، والتي ستشكّل اختبارا حاسما لهيمنة الحزبين على الكونغرس، بحسب صحيفة "إكسبريس" البريطانية.
وفي منشور مطوّل عبر منصته "تروث سوشيال"، كتب ترامب اليوم الإثنين: "سأقود حملة للتخلص من بطاقات الاقتراع عبر البريد، ومن آلات التصويت غير الدقيقة والمكلفة، التي تُثير جدلا خطيرا".
وأضاف: "هذه الآلات تكلف عشرة أضعاف تكلفة أوراق الاقتراع المؤمنة بعلامات مائية، والتي تعتبر أسرع وأكثر وضوحا، ولا تترك مجالا للشك في نتائج الانتخابات بنهاية يوم التصويت".
وزعم ترامب أن الولايات المتحدة هي "الدولة الوحيدة في العالم" التي لا تزال تعتمد على التصويت عبر البريد، مدعيا أن الدول الأخرى تخلت عنه بسبب "عمليات تزوير انتخابية ضخمة".
كما كشف عن أن خطته للتخلص من هذه الوسائل ستبدأ بتوقيع أمر تنفيذي، يهدف ـ حسب قوله ـ إلى "إعادة النزاهة لانتخابات التجديد النصفي عام 2026"، حيث سيُنتخب أعضاء مجلسي النواب والشيوخ.
وأضاف الرئيس الأمريكي: "تذكّروا أن الولايات ما هي إلا وكيل للحكومة الفيدرالية في عملية عدّ وفرز الأصوات، ويجب أن تنفذ ما تطلبه الحكومة الفيدرالية، ممثلة برئيس الولايات المتحدة، من أجل مصلحة البلاد".
واتهم ترامب الديمقراطيين بأنهم "يعتمدون بالكامل" على الاقتراع عبر البريد، معتبرا أنه "يكاد يكون من المستحيل فوزهم" بدونه بسبب "سياساتهم اليسارية الراديكالية"، مثل ما وصفه بـ "الحدود المفتوحة، والسماح للرجال بالمشاركة في رياضات النساء، وسياسات التحول الجنسي وثقافة الصحوة".
وأكد أن الانتخابات "لن تكون نزيهة أبدا" طالما استمر اعتماد التصويت بالبريد، متعهدا بـ "القتال بكل قوة" لإعادة ما وصفه بالصدق والشفافية إلى العملية الانتخابية.
وأضاف أنه: "من دون انتخابات عادلة وحدود قوية للغاية، لن يكون لدينا دولة حقيقية".
وتزامنت هذه التصريحات مع لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة الماضي، حيث قال ترامب لاحقا إن بوتين شاركه الرأي بضرورة إنهاء التصويت عبر البريد.
ويواصل ترامب منذ عام 2020 الترويج لرواية تزعم أنه الفائز الحقيقي في الانتخابات الرئاسية، بينما خسر أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن. .
ورغم أن ترامب نفسه صوّت عبر البريد في بعض الاستحقاقات السابقة، فإنه حثّ الجمهوريين مرارا على مواجهة هذا النظام والتشكيك في نتائجه.
معركة انتخابية محتدمة
مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي، يرى الديمقراطيون أن لديهم زخما مماثلا لذلك الذي مكّنهم عام 2018 من انتزاع 41 مقعدا وسيطرة مجلس النواب من الجمهوريين في ولاية ترامب الأولى.
ويحظى الجمهوريون حاليا بأغلبية ضئيلة في مجلس النواب، بينما يحتاج الديمقراطيون إلى عدد محدود من المقاعد فقط لاستعادة السيطرة على الكونغرس.
كما عزّز قانون خفض الضرائب وتقليص الإنفاق، الذي أقرّه الجمهوريون، التفاؤل داخل صفوف الديمقراطيين، حيث يعتقد ثلثي الأمريكيين أن القانون يفيد الأثرياء بالدرجة الأولى.
مع ذلك، يبدي الجمهوريون ثقة كبيرة، مشيرين إلى أن عدد مقاعدهم المهددة أقل بكثير من تلك التي يواجهها الديمقراطيون. ففي حين يشغل 3 جمهوريين فقط دوائر فازت بها نائبة الرئيس كامالا هاريس العام الماضي، يمثل 13 ديمقراطيا دوائر انتخابية فاز فيها ترامب، ما يعكس هشاشة موقف الحزب الديمقراطي في بعض المناطق.