قلب مفتوح وزراعة كلى.. أول عملية مزدوجة في الوطن العربي لمريض واحد (خاص)
ظل شاب يمني يعاني 14 عاما من مرض الفشل الكلوي وارتجاع في الصمام التاجي حتى خضع لجراحة هي الأولى في الوطن العربي وتخلص من آلامه للأبد.
ونجح فريق طبي في مدينة تعز اليمنية في إجراء عملية جراحية مزودجة للمريض صادق أحمد عبدالله (30 عاماً)، تعد هي الأولى في اليمن والوطن العربي ليتخلص من أوجاع رافقته طيلة أكثر من عقد.
العملية التي أجريت في مركز القلب بتعز التابع للمؤسسة الوطنية لعلاج مرضى القلب والكلى، في 22 مايو/أيار، جاءت بعد تفاقم حالة صادق أحمد الصحية، الناتجة عن الفشل الكلوي، وارتجاع الصمام التاجي، ما تطلب تدخلا جراحيا في غاية الخطورة.
وإثر ضعف المنظومة الصحية في اليمن، لم يستطع المريض صادق تحمل تكاليف السفر، وتكاليف إجراء عمليتي القلب المفتوح وزراعة الكلى خارج البلاد.
كما وقفت الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يعانيها إثر حرب مليشيات الحوثي وحصارها على تعز منذ أكثر من 9 أعوام، في طريق سفره كغيره من عشرات المرضى الذين يتعرضون لانتكاسات صحية أدت لوفاة العديد منهم.
إنجاز نوعي
أعلنت المؤسسة الوطنية مرضى القلب والكلى في اليمن عن "إجراء عملية نادرة ومبهرة تمثلت باجراء عملية القلب المفتوح لإصلاح الصمام التاجي وأخرى عملية زراعة كلية لنفس المريض في نفس الوقت وتحت نفس التخدير".
وأكدت المؤسسة، في بيان طالعته "العين الإخبارية"، أن "هذه العمليات نادرة جدًا، وهي في الواقع العملية الأولى من نوعها في الوطن العربي واليمن".
وأوضحت أن الفريق الذي أجرى هذه العملية المركبة تألف من "البروفيسور أ.د. أبو ذر الجندي، استشاري جراحة القلب والأوعية الدموية، والدكتور نبيل مغلس، استشاري جراحة المسالك البولية، والدكتور محمد السماوي، استشاري أمراض وزراعة الكلى"، إضافة إلى عدد من الأطباء الاختصاصيين والأطباء المقيمين، والفريق الفني.
مراحل العملية
أكد الاستشاري اليمني في جراحة القلب والأوعية الدموية أبو ذر الجندي، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن "حالة المريض صادق كانت معقدة للغاية، حيث كان يعاني من فشل كلوي مُزمن منذ 14 عاماً، وأنه يعاني من انقطاع تام في التبول وارتجاع شديد في الصمام التاجي كمرض مصاحب للفشل الكلوي".
وقال الجندي، وهو رئيس فريق الجراحة الذي أنجز هذه العملية للمريض صادق عبدالله، إن "العملية تطلبت جهداً كبيراً من الفريق الطبي المتخصص، فبعد وجود متبرع الكلى بدأ الفريق بالتجهيز لإجراء عملية الزراعة وعملية القلب المفتوح في آن واحد وتحت نفس التخدير".
وأضاف الطبيب اليمني أنه "في العمليات السابقة التي كان يتم إجراؤها بمركز القلب، كان هذا النوع من العمليات تُجرى بصورة مرحليّة، حيث يجري الفريق عملية القلب المفتوح، ثم بعد ستة أشهر يقوم بإجراء عملية زراعة الكلى".
وأوضح: "لكن مع تطور خبرة الفريق في المركز التي أصبحت تواكب الدول المتقدمة في هذا المجال، فقد قرر الفريق إجراء العمليتين بنفس اليوم والحمدلله حققت العملية نجاحاً كبيراً".
وأشار الجندي إلى أنه "بعد إجراء العملية الناجحة للمريض صادق لوحظ تحسناً كبيراً في حالة المريض، إذ تخلّص من آلامه وتعبه اليومي الناتج عن الفشل الكلوي، كما أن قلبه الآن يعمل بشكل طبيعي دون أي مشاكل".
ويعتبر هذا النوع من العمليات الجراحية المركبة نادر الحدوث، وفقاً للجندي، إذ تتطلب فريقاً طبيّاً متخصصاً وذا خبرة عالية، موضحاً أن هذا الإنجاز يؤكد على التطور الملحوظ في مجال الجراحة وقدرة الأطباء في مركز القلب بمدينة تعز على التعامل مع الحالات الطبيّة المعقّدة.
مبادرة حكومية وآلاف المستفيدين
ومثل افتتاح مركز القلب والأوعية الدموية وزراعة الكلى العام الماضي وسط مدينة تعز المحاصرة حوثيا، بمبادرة حكومية أهمية كبرى للتخفيف من أعباء تكاليف العلاج في الخارج، ومعاناة المرضى مع الأمراض المزمنة، واجراء العمليات المعقدة.
وبحسب إحصائية رسمية لمركز القلب والأوعية الدموية بتعز، اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منها، فإن المركز قدم خدمات طبية متنوعة بلغت أكثر من "680" عملية قلب مفتوح، وأكثر من 43 عملية زراعة للكلى، وأكثر من 1500 عملية أوعية دموية، منذ افتتاحه أواخر العام 2021.
كما استفاد أكثر من 43,000 شخص من خدمات الأجهزة الطبية التي يقدمها هذا المركز الطبي، مثل أجهزة الايكو وE.C.G وفحص التخطيط والعناية المركزة، وفقا لذات المصدر.
aXA6IDMuMTYuMTM1LjIyNiA=
جزيرة ام اند امز