"ديوان الأمومة".. تجارب شعرية عربية بألسنة الأمهات

وجوه أخرى للأمومة كشفتها الشاعرة رنا التونسي خلال كتابها "ديوان الأمومة" الذي حررته وضمّنت خلاله شهادات ونصوصا عن الأم والكتابة.
وجوه أخرى للأمومة كشفتها الشاعرة المصرية رنا التونسي خلال عملها على إنجاز كتاب "ديوان الأمومة" الذي حررته ووثقت بلغة رقيقة رحلة الأديبات للأمهات وخواطرهن عن تلك الفترة.
تقول رنا تونسي: "جاءت فكرة الكتاب من بعد ولادة ابني في ٢٠١٣ وكتابتي لتجربة الأمومة الخاصة بي في كتاب بعنوان كتاب الألعاب عن دار شرقيات للنشر، بعدها بدأت التفكير والبحث عن تجارب لشاعرات أخريات في نفس الموضوع".
وأضافت لـ"العين الإخبارية": "وجدت ديوانا للشاعرة السورية مرام المصري عن الأمومة نشر بالفرنسية والعربية، وتواصلت مع عدد من الشاعرات العربيات داخل مصر والعراق وسوريا وفلسطين وليبيا للكتابة عن تجربة الأمومة والكتابة وأيضا الأمومة المعكوسة".
وكانت لكل كاتبة من الكاتبات المشاركات الحرية فيما ستكتبه من مشاركة أو شهادة، وكان دوري فقط هو تقديم بعض النقاط الاسترشادية التي تمكنهن من التعبير عن ذواتهن فيما يخص هذا الأمر، ولكن من خلال الكتابات اكتشفت أن ما سيجمع بيننا في هذه التجربة هو الاختلاف، فالتجارب لا تتشابه حتى في هذه العاطفة.
وعند صدور الديوان عن دار ميريت العام الماضي كان يضم نصوصا لشاعرات وكاتبات من مصر هنَّ: رنا التونسى وهدى حسين وهدى عمران ومروة أبوضيف وعزة حسين وسها السباعي وسارة عابدين وسهى زكي وأميمة عبدالشافي، بينما تشارك الكاتبات: مرام المصرى وجاكلين سلام وسمر دياب من "سوريا"، ومنال الشيخ من "العراق"، ورنيم ضاهر من "لبنان"، ومايا أبوالحيات ورجاء غانم من "فلسطين"، وسميرة البوزيدى من "ليبيا".
وتتابع: "اكتشفت أننا نتشارك نفس الأنين والألم والتوق، والانشغال بالسؤال عن العلاقة بين الأمومة والكتابة، كما نتشارك نفس الشعور بالوحدة، وسط جمع، وليست الوحدة بمعناها النمطي المعروف".
وأوضحت صاحبة كتاب "السعادة" أن "الموضوع لم يفكر الكثيرون في الكتابة عنه، خصوصاً أنني لم أعرض في كتابي لصورة الأم النمطية القدسية أو المضحية على طول الخط، وإنما حاولت تقديم وجوه أخرى لها، حيث إنها أيضا صاحبة طموحات، وأحلام وتحديات، فهي مثلها مثل طفلها تحتاج إلى بعض الألعاب وإن اختلفت في شكلها عن الألعاب التي يتناولها طفلها بالطبع".
وكان اختيارها "ديوان الأمومة" كعنوان للكتاب تدشينا للأمومة بصفتها صاحبة الفعل الشعري، لأنها بالفعل كانت التحريض الشعري للكتابة في هذا الكتاب، فهذا الكتاب يحاول رصد الحياة من خلال الشعر، ففي الديوان تكاد تسمع في القصائد والشهادات ضحكات أطفال وخطوات ذهاب وإياب، فإن كانت الشاعرات أردن الكتابة عن أطفالهن فإنهن كتبن في الحقيقة عن أنفسهن.
وعن الأم الممارسة للإبداع تقول رنا: "وجهة نظري الشخصية إن كل شخص مبدع بطريقة ما، الأمهات والنساء يتنقلن عبر حيوات عدة خلال اليوم الواحد وعبر أحلام مختلفة".
رنا تونسي شاعرة مصرية تنتمي لشعراء قصيدة النثر، بدأت النشر نهاية تسعينيات الفرن الماضي، صدر لها "ذلك البيت الذي تنبعث منه الموسيقى"، و"وردة للأيام الأخيرة"، و"وطن اسمه الرغبة" و"تاريخ قيصر" و"قبلات" و"السعادة"، و"عندما لا أكون في الهواء".