الكونغو الديمقراطية و« إم23».. محادثات مباشرة لـ«تسوية سلمية»
أعلنت الرئاسة الأنغولية عن عقد «مفاوضات مباشرة» بين الكونغو الديمقراطية وحركة إم23 المسلحة في لواندا خلال الأيام المقبلة، في محاولة للتوصل إلى تسوية سلمية للنزاع الدائر شرق البلاد.
جاء هذا الإعلان عقب زيارة رئيس الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسكيدي، إلى أنغولا، حيث التقى نظيره الأنغولي جواو لورينسو.
- إم 23.. طموح يتجاوز الكونغو إلى البحيرات العظمى
- في الكونغو الديمقراطية.. مطاردة بملايين الدولارات ضد قادة بـ«إم 23»
وأكدت الرئاسة الأنغولية أن أنغولا، بصفتها وسيطًا في النزاع، ستتواصل مع حركة إم23 لتمهيد الطريق لعقد مفاوضات مباشرة بين الجانبين.
وفي المقابل، علّقت المتحدثة باسم الرئيس تشيسكيدي، تينا سلامة، بقولها إن بلادها "تأخذ علماً" بالمبادرات المطروحة، مشيرةً إلى انتظار كينشاسا لرؤية كيفية تنفيذ هذه الجهود عبر الوساطة الأنغولية.
تحوّل في موقف تشيسكيدي؟
المحادثات المرتقبة تأتي وسط تصاعد التوترات في شرق الكونغو الديمقراطية، حيث سيطرت حركة إم23، على مدينتي غوما وبوكافو الاستراتيجيتين منذ يناير/كانون الثاني الماضي، ما عزز من موقفها الميداني.
وقد رفض تشيسكيدي مرارًا الدخول في حوار مباشر مع إم23، متهمًا رواندا بدعمها لتحقيق مكاسب استراتيجية في منطقة البحيرات العظمى، وهو ما نفته رواندا مرارا.
وفي محاولة لحشد الدعم الدولي، يسعى تشيسكيدي إلى جذب انتباه الولايات المتحدة عبر تقديم مقترحات جريئة، من بينها منح واشنطن امتيازات حصرية لاستغلال ثروات الكونغو المعدنية، مثل الكوبالت والليثيوم واليورانيوم، مقابل دعم عسكري أمريكي لردع التدخلات الخارجية.
وقد شمل عرضه أيضًا منح الولايات المتحدة حق الوصول إلى القواعد العسكرية الكونغولية، إضافةً إلى حصة في مشروع ميناء المياه العميقة.ومع اقتراب موعد المحادثات في لواندا، تترقب الأوساط السياسية مدى جدية الأطراف في التوصل إلى تسوية نهائية، وسط استمرار التحركات العسكرية على الأرض.
طموح يتجاوز الكونغو
وحركة إم23 لم تعد مجرد ميليشيا تسعى للحفاظ على حقوق مجتمع التوتسي الناطق بالرواندية، بل أصبحت لاعبًا إقليميًا يسعى لإعادة رسم الخريطة الجيوسياسية لمنطقة البحيرات العظمى.
ويشير تقرير لموقع "ريسبونسيبل ستايت كرافت" إلى أن إم23، تسعى إلى فرض واقع جديد في المنطقة، حيث بدأت بالفعل في إنشاء إدارات محلية في المناطق التي تسيطر عليها.
وتتهم كينشاسا رواندا بدعم الحركة بغرض استغلال موارد الكونغو الغنية، وعلى رأسها الذهب، الذي يمثل أحد أهم صادرات رواندا.
aXA6IDMuMTUuMjE1LjE0IA== جزيرة ام اند امز
