الجزيرة كانت أول قناة عربية وإسلامية تضع خريطة إسرائيل على شاشتها
أثناء حفلة الربيع الاوبا-إخواني، المقلب الأكبر الذي أكله العرب، ضمن المقالب التاريخية التي ارتبطت بهم، كان حمد بن خليفة يمشي كالطاووس، ويعدّد على جلسائه أسماء الدول التي أسقطها، ويشرح لهم المزيد عن الأحداث المستقبلية، عندما تسقط كل الدول العربية، بما فيها دول الخليج، ويحكمها التنظيم الدولي للإخوان، برعاية أوبامية خالصة، أما هو، فسيصبح «شاهنشاه» الخلافة الإسلامية، الذي يأمر فيُطاع، فقد عاش هذا الرجل عقدة الإحساس بالدونية منذ زمن مبكر، خصوصاً تجاه الجارة الكبرى، المملكة العربية السعودية، ولذا أطاح بوالده الذي يرتبط بعلاقات تاريخية قوية مع جيرانه في الخليج، ثم عقد الصفقات المشبوهة على كل المستويات.
بداية الصفقات كانت تأسيس قناة الجزيرة الاستخباراتية التي استطاعت الضحك على ذقون العرب طويلاً بصراخ بقايا القومجية والإسلامويين، الذين استقطبهم حمد للمهمات القذرة، ومن أعجب ما في هذه القناة الاستخباراتية، وكلها عجائب، أنها القناة التي استغلت مشاعر الشعوب العربية، وشحنتهم ضد إسرائيل، وفي ذات الوقت، تشرفت القناة ذاتها، أي ورب الكعبة، باستقبال شمعون بيريز، في حفل بهيج وكبير داخل مبنى القناة!!.
وليس هذا هو كل شيء، فالجزيرة، القناة لا جريدتنا الموقرة، كانت، ولا فخر، أول قناة عربية وإسلامية تضع خريطة إسرائيل على شاشتها، وهو الأمر الذي لم تجرؤ عليه وسيلة إعلامية عربية وإسلامية من قبل، ويقال: إن حمد بن خليفة برر ذلك بأنه يريد أن يذّكر العرب بأن هذه الخريطة لإسرائيل كانت تسمى فلسطين فيما مضى!.
تذكرون كيف كان القذافي يتحدث بصلف وغرور، حتى وثوار ليبيا على أبواب قصره، وكيف كان صدام حسين يتحدث، حتى وهو سجين تحت رحمة جنود أمريكيين، ولعل حمد بن خليفة سيدرك أن أحلامه كانت أكبر بكثير من طموحاته وقدراته، ولكن سيكون ذلك بعد فوات الأوان
لم تكن الجزيرة مشروع حمد الوحيد، فقد عقد صفقات شتى، مع مؤسسات استخباراتية غربية، للقيام بأدوار لا يمكن أن يقوم بها إلا من تشرّب الغدر والخيانة، وهي أدوار تخريبية، تشمل رعاية التنظيمات الإرهابية ودعمها، وبث القلاقل في دول آمنة، وقلب أنظمة الحكم، وقد رأينا جزءًاً من ذلك، خلال «ربيع حمد وبديع وأوباما».
وحمد في كل ذلك يشبه الزعيم المجنون، أدولف هتلر، الذي قرر أن يسقط كل أنظمة الحكم في العالم، ليتسنى له حكم الكرة الأرضية قاطبة، ثم انتهى به المطاف قتيلاً، تحت ركام برلين، فهؤلاء الحالمون المصابون بجنون العظمة، لا يمكن أن يستخدموا عقولهم، فهم مثل الآلة المبرمجة سلفاً، ولعلكم تذكرون كيف كان القذافي يتحدث بصلف وغرور، حتى وثوار ليبيا على أبواب قصره، وكيف كان صدام حسين يتحدث، حتى وهو سجين تحت رحمة جنود أمريكيين، ولعل حمد بن خليفة سيدرك أن أحلامه كانت أكبر بكثير من طموحاته وقدراته، ولكن سيكون ذلك بعد فوات الأوان.
نقلا عن "الجزيرة السعودية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة