هناك كائنات تعشق أدوار البطولات الوهمية، لا تنطلي إلا على السذج، الذين يصفقون لكل صاحب صوت عالٍ، أو ما يطلق عليه اسم "المهايطي".
هناك كائنات تعشق أدوار البطولة، وهي بطولات وهمية لا تنطلي إلا على السذج، الذين يصفقون لكل صاحب صوت عالٍ، أو ما يطلق عليه شعبيا اسم «المهايطي»، ويتفق الباحثون على أن المهايطي كائن فارغ، ومتقلب المزاج، يستغل البسطاء والدهماء، ليلعب دور الحقوقي تارة، ودور المناضل تارة أخرى، وغني عن القول أن المهايطي يعشق التصفيق، وكلما زاد صوت التصفيق؛ زاد منسوب المهايط، وقد ارتفع عدد المهايطية بعد تدشين منصة التواصل الاجتماعي الأشهر، أي تويتر، فاعتقد النكرات أنهم نجوم، وبلغ الأمر ببعضهم أن سعى لشراء شهادات عليا وهمية، لزوم البرستيج، وهي شهادات بلغ سعرها في أحد الدكاكين 5 آلاف للماجستير، و9 للدكتوراه، ولا يزالون يزينون معرفاتهم بحرف الدال الرخيص!
نجم نجوم فرقة المهايطية، هو إعلامي لم يترك أيديولوجية فكرية إلا اعتنقها؛ فهو يتلون حسب المزاج العام للشارع، فحين كانت الموضة هي الجهاد، صار مجاهدا، وعندما انفتح المجتمع، بعد أحداث سبتمبر، صار ليبراليا يُشار إليه بالبنان، أما بعد التثوير الأوبا-إخواني، فقد انخرط في تنظيم الإخوان
من أشهر المهايطية السعوديين في تويتر، ذلك الواعظ، الذي غرر به السذج، فاعتقد أنه كوميدي من طراز رفيع؛ إذ أصبح يتلذذ وينتشي كلما قال له أتباعه: "اجلد يا شيخ"، ويُقال إنه يمضي الساعات، يفكر في عبارة يجلد بها مغرد آخر. هذا، ولكن موهبته الكوميدية خانته مؤخرا، فلم يعد قادرا على جلد أحد، فأصبح باهتا، بلا لون ولا طعم، أما المهايطي الآخر، فقد تخصص في الدفاع عن الحزبيين، وقد أكسبه ذلك شعبية فيما مضى، ثم انكشف أمره هو الآخر، بعد أن أصبح يدافع عن قضايا، يتفق المجتمع على شجبها، كما أن كشف سلوكه الشخصي غير المتزن، الذي لا يتناسب مع طرحه المحافظ، جعله مكشوفا عاريا أمام الناس، ويُقال إنه بصدد الانخراط بدورة تدريبة عنوانها: "كيف تكسب شعبية في خمس دقائق؟!".
أما المهايطي الذي تخصص في شتم الإعلام الوطني والإعلاميين الوطنيين، فهو قصة طريفة بذاتها؛ فبعد أن تم رفض ظهوره من خلال وسائل الإعلام الوطنية، نذر نفسه للتشنيع عليها، واتهامها بأنها متصهينة، وجدير بالذكر أن كل من يخالفه فهو متصهين، أما القنوات التلفزيونية التي تستضيفه وتغدق عليه، فهي قنوات إسلامية محافظة، حتى ولو زارها شمعون بيريز، فهو يقول إن بيريز زارها من باب الاعتراف بتفوق العدو! أما نجم نجوم فرقة المهايطية، فهو إعلامي لم يترك أيديولوجية فكرية إلا اعتنقها، فهو يتلون حسب المزاج العام للشارع، فحين كانت الموضة هي الجهاد صار مجاهدا، وعندما انفتح المجتمع، بعد أحداث سبتمبر، صار ليبراليا يُشار إليه بالبنان، أما بعد التثوير الأوبا-إخواني، فقد انخرط في تنظيم الإخوان، وأصبح مناضلا عنه، ثم طال به الدهر، ليصبح مناضلا من المنافي، وهي ليست منافي للفقراء، مثل منفى جيفارا، بل منافي فنادق السبع نجوم، والبيوت الراقية، في عواصم الغرب، وما زلنا نتابع نشاط المهايطية، وسنحكي لكم المزيد من قصصهم المليئة بالعجائب والطرائف.
نقلا عن "الجزيرة السعودية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة