تهريب المخدرات وترهيب الدول.. تاريخ أخطر 4 عصابات مكسيكية
استعراض لتاريخ أخطر العصابات التي زعزعت أمن المكسيك على مدى عدة عقود منذ بدأ انتشار تجارة المخدرات وصناعتها.
بالكاد هدأت الأوضاع الأمنية في كولياكان المكسيكية بعد إطلاق سراح أوفيديو خواكين جوزمان، ابن الزعيم السابق لعصابة "سينالوا" خواكين جوزمان الشهير بـ"إل تشابو“، وهو الاعتقال الذي فجّر عمليات مسلحة في المدينة الجمعة، بدأها أفراد العصابة.
- أسلحة ثقيلة وحافلات تحترق.. عصابة "سينالوا" تشن الحرب على المكسيك
- حرب شوارع في المكسيك بعد القبض على نجل "إل تشابو"
وكان مناصرو "إل تشابو" شنوا حرب شوارع على القوى الأمنية مستخدمين أسلحة ثقيلة وعربات مشتعلة، مما تسبب بمصرع عدد من قوات الأمن وهروب 30 سجينا من أحد السجون، لتُعلن حالة حظر التجول فيها، ويُخلى سبيل أوفيديو عقب ذلك، "حقناً للدماء ومحافظة على الأرواح" وفق تصريح الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور.
أخطر العصابات الإجرامية في المكسيك
لطالما أرعبت عصابات المخدرات الحكومات والشعب في المسكيك على حد سواء، إذ بات استئصالها هدف الرؤساء والحكومات التي تعاقبت على حكم المكسيك منذ سبعينات القرن الـ20، وفيما يلي أخطر العصابات التي زعزعت أمن المكسيك على مدى عدة عقود:
1- كارتل سينالوا
تأسست عام 1988 في مدينة كولياكان المكسيكية بزعامة خواكين جوزمان الشهير باسم "إل تشابو“، واستمر نشاطها في مجال تهريب المخدرات وغسيل الأموال والجريمة المنظمة إلى يومنا هذا، إذ باتت تُعرف كـ ”أقوى مجموعة للجريمة المنظمة في المكسيك“، بحسب وصف صحيفة لوس أنجلوس تايمز.
وتعد العصابة منتجًا رئيسيًا للأفيون المكسيكي والماريجوانا، وهي المورد الأكبر لمخدر الفينتانيل غير المشروع في أمريكا الشمالية.
نشطت العصابة في مناطق عدة من أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة الأمريكية، وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية كان زعيمها إل تشابو مسؤولاً عن تهريب ما لا يقل عن 1200 طن من الكوكايين على مدى ربع قرن، إذ صُنّف واحداً من أكثر تجار المخدرات نفوذاً في العالم، كما حلّ عام 2009 في المرتبة 701 كأغنى أغنياء العالم بثروة بلغت نحو مليار دولار.
وبعد اعتقال إل تشابو عام 2017 انتقلت زعامة العصابة إلى إسماعيل المايو زامبادا ظاهريا، لكن يُعتقد أنها تنقسم بينه وبين ابن إل تشابو.
2- عصابة خواريز
انطلقت عصابة خواريز والمعروفة أيضا بـ"منظمة فيسنتي كاريلو فوينتيس" من مدينة خواريز في ولاية تشيهواهوا، شمال المكسيك.
نشطت العصابة منذ الثمانينات في قطاع صناعة وتهريب المخدرات، وهي المسؤولة عن تهريب آلاف الأطنان من المخدرات إلى الولايات المتحدة، لكن وسعت عملياتها الإجرامية لتشمل الإتجار بالبشر والخطف والقتل وتوزيع المخدرات محليا وعمليات الابتزاز.
تنامى نفوذ العصابة بشكل استثنائي بعد مقتل زعيمها أغيلار غواردو في كانكون في عام 1993 في ظروف غامضة وسرعان ما سيطر أمادو كاريلو فوينتيس، المعروف باسم "إل سينور" دي لوس سيلوس، إذ باتت تسيطر على ما لا يقل عن نصف عمليات الاتجار بالمخدرات في المكسيك، كما توسعت نشاطاتها الإجرامية لتصبح دولية وعاشت عصرها الذهبي حتى وفاة زعيمها عام 1997.
وتناوب على قيادة العصابة وإدارة أنشطتها الإجرامية عدد من الزعماء أبرزهم "فيسنتي كاريلو فوينتيس“ الذي تم اعتقاله عام 2014 والذي هوت قوة العصابة ونفوذها من بعده.
3- عصابة تيخوانا
تعد تيخوانا أو ”أريلانو فيليكس“ واحدة من أقدم وأكبر عصابات المخدرات والجريمة في المكسيك وهي الأكثر عنفا أيضا وتتمركز في مدينة تيخوانا الحدودية.
في البداية عمل مؤسسو العصابة عن كثب مع المهرب والمجرم ميغيل أنخيل فيليكس غالارد، الذي بدأ نقل الماريجوانا والهيروين إلى الولايات المتحدة في وقت مبكر من ستينات القرن الماضي، لينتقلوا أواخر السبعينات من مدينة سينالوا نتيجة لمكافحة زراعة الممنوعات.
استقلت العصابة عن ميغيل أنخيل فيليكس غالارد بعد سجنه عام 1989 وأسسوا عصابتهم الخاصة وانتشرت في 15 ولاية مكسيكية على الأقل، وشكلت جناحا مسلحا يمتد نفوذه للولايات المتحدة الأمريكية يسمى ”لوس باليلوس“ وسعت للتوسع بأنشطة التهريب والأعمال الإجرامية في كولومبيا.
تعرضت العصابة الإجرامية لهزائم كبيرة تسببت بخسارتها عددا من الزعماء فيها في عمليات تبادل إطلاق نار عنيفة كما اعتقل زعيمها لأبرز ”فرانسيسكو سيلاس روشا“ عام 2011، لتنتقل الزعامة إلى ألبرتو "إل بيلوتو" أريلانو، ابن "رامون أريلانو فيليكس".
4- "جولف كارتل"
أسس العصابة غارسيا أبريغو بعد سيطرته علي تجارة عمه، إذ كانت ”Gulf جولف كارتل“ واحدة من أقوى عصابات المخدرات في المكسيك ولعلها الأقدم وتمركز نشاطها في مدينتي ماتاموروس وتاماوليباس إضافة لـ13 ولاية مسيكية أخرى وامتد نشاطاتها الإجرامية للولايات المتحدة وبخاصة تكساس وأوكلاهوما لويزيانا وإلينوى وفلوريدا.
بنت العصابة شبكة واسعة لتهريب المخدرات كالكوكايين والميثامفيتامين والهيروين بين المكسيك والولايات المتحدة، كما شكلت تحالفا مع عصابات كولومبية لمساعدتها في التهريب.
ورث الزعامة أوسيل كارديناس غيلين، وهو المسؤول عن تشكيل جناح عسكري للعصابة إذ جنّد لصالحه 31 من عناصر سابقة في القوات الخاصة المكسيكية المدربين على أعلى المستويات، وهو ما جعله واحداً من أكثر زعماء العصابات نفوذا ومكنه من هزيمة منافسيه في عالم الجريمة إذ أصبحت عصابته هي الأكثر دموية.
لكن ما كان يوما سببا بنجاح العصابة أصبح سببا في تفككها، فقد انفصل الجناح العسكري وشكل ”زيتاس“ التي تعد أكثر المنافسين شراسة لعصابة جولف.