الإمارات تشارك في الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات
السويدي: عزم كبير وإرادة في مواجهة الآفة وحماية المجتمع من أضرارها
تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة دول العالم في الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يصادف الـ 26 من شهر يونيو من كل عام، وأقيمت فعاليات تحت شعار " كن مع أبنائك.. يكونوا بخير".
ونظمت الوزارة والقيادات العامة للشرطة بدولة الإمارات عدداً من الفعاليات في هذه المناسبة، تم من خلالها إلقاء الضوء على مشكلة المخدرات، وما تشكله من مخاطر على الأفراد والمجتمعات، وتنظم المعارض التوعوية بهدف توعية أفراد المجتمع، نظراً لما تمثله هذه الآفة من خطورة متعددة الأوجه على مختلف الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والأمنية.
وأكد العقيد سعيد السويدي، مدير عام مكافحة المخدرات الاتحادية بوزارة الداخلية، حرص الوزارة على تجفيف منابع السموم المخدرة، ضمن الاستراتيجية الوطنية المتكاملة التي انتهجتها الوزارة لمكافحة آفة المخدرات، ووضع التدابير المثالية للوقاية من مسبباتها، والحد منها عرضاً وطلباً، وكشف محاولات التهريب التي يتفنن التجار في ابتكار وسائل لإخفاء سمومهم.
وأوضح أنه نتيجة لجهود الأجهزة المعنية، سُجّلت زيادة في مؤشر ضبط الأشخاص المتورطين في جرائم المخدرات بشتى أنواعها وأصنافها، بنسبة 25% في عام 2016، بإجمالي 5130 متهماً، مقارنةً بعام 2015، التي تم فيها إلقاء القبض على 4113 متهماً متورطاً بأنشطة متصلة في تجارة وتهريب وترويج وبيع وتعاطي المخدرات.
وأثنى على جهود عناصر مكافحة المخدرات الذين يبذلون أرواحهم، فداءً للوطن، في سبيل مواجهة المجرمين، ودحر مخططاتهم، وإحباط عمليات الاتجار، لافتاً إلى نجاحهم في تحقيق المؤشرات الاستراتيجية والمستهدفات الطموحة التي اعتمدها مجلس مكافحة المخدرات في إطار الاستنفار الأمني الذي أعلنه الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، رئيس مجلس مكافحة المخدرات، امتثالاً لتوجيهات الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
ونوه إلى العزم الكبير الذي أظهره عناصر المكافحة وريادتهم للمضي قدماً في مواجهة هذه الآفة وتسخير جميع الإمكانات لدعم الجهود الوطنية للحد منها، والذود عن الوطن وحمايته.
وأكد استعداد وزارة الداخلية وقدرتها على "مقارعة مجرمي المخدرات وشل حركتهم وصرعهم بالضربة القاضية"، بحسب تعبيره، مشيراً إلى جهود الوزارة في ترسيخ الأمن والاستقرار بالدولة، من خلال تذليل الصعوبات، واتخاذ التدابير الاحترازية لمواكبة المستجدات الراهنة؛ وفق أفضل الممارسات العالمية المعمول بها والمبنية على أدلة ونتائج إيجابية، انطلاقاً من إيمانها بأن الاستقرار والأمن إحدى أهم ركائز التنمية المستدامة.
ولفت إلى حرص الإدارة العامة لمكافحة المخدرات الاتحادية على تبني رؤية واضحة، هدفها المكافحة ونشر الوعي المجتمعي، وتعزيز آليات المتابعة اللاحقة لتقليل حالات العودة للإدمان، ومواجهة أي مستجدات، وصدّ أي محاولات لترويج السموم المخدرة، وكشف أي محاولات مبتكرة في الإخفاء أو التهريب، وتشجيع الابتكار والإبداع المؤسسي في تنفيذ جهود المكافحة ومواجهة التحديات المستجدة في هذا الشأن، فضلاً عن إطلاق المبادرات الوطنية التي تسهم في مواجهة ومحاربة السموم المخدرة، لبناء مجتمع أكثر أمناً واستقراراً من هذه الآفة القاتلة.
وأشار العقيد السويدي إلى رصد وحصر أكثر من 256 موقعاً إلكترونياً لترويج المخدرات، وذلك بالتعاون الكامل ما بين وزارة الداخلية والهيئة العامة لتنظيم الاتصالات، التي تتبنى مؤشراً تشغيلياً يعتمد على رصد مثل هذه المواقع، مؤكداً أن جميع المواقع المرصودة هي خارج الدولة، ما يمثل تحدياً كبيراً لأن العدو مجهول وخارج نطاقنا الجغرافي والقانوني.
وقال إن وزارة الداخلية أطلقت ألعاباً إلكترونية تتضمن رسائل توعوية تغذي الطفل وتعزز من مهارته، كما أن هناك تنسيقاً مع برنامج الشيخ خليفة «أقدر» الذي يعني بالطالب ويعمل على تنمية السلوكيات الصحيحة وتعزيزها.
ودعا السويدي أولياء الأمور إلى تعزيز رقابة أبنائهم بصورة حضارية عبر مزيد من فتح قنوات الحوار معهم، ومعرفة مواهبهم واستغلالها وتنمية المفيد منها، والعمل على اشغال أوقات فراغهم بما يفيدهم، والحرص على معرفة أقرانهم وزملائهم، لأن كل ذلك يقلل من فرص سقوط الأبناء في براثن المخدرات.
وقال إن القيادة العليا أولت أهمية كبيرة لحماية الشباب والنشء من مخاطر المخدرات، حيث أطلقت استراتيجية وطنية شاملة تعنى بها جميع المؤسسات والدوائر وعززت من آليات مكافحتها على جميع الأصعدة.
وأضاف أن وزارة الداخلية، أولت اهتماماً كبيراً لمكافحة المخدرات، بتوجيهات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، حيث كـلّـفه الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، لرئاسة مجلس مكافحة المخدرات على مستوى دولة الإمارات لقيادة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات وتمكين الأجهزة المعنية من القيام بواجباتها في التصدي لآفة المخدرات، وتعزيز الوعي بمخاطر هذه الآفة على المجتمعات.
ولفت إلى الدور الهام الذي تضطلع به اللجان المشكّـلة في المجلس من مختلف الوزارات والهيئات والمؤسسات، للحد من مشكلة المخدرات ورسم ملامح الخطط التطويرية للحد منها، ضمن برامج تطبيقية مستحدثة ووفقاً لأفضل معايير الكفاءة والفاعلية.
ونوه العقيد السويدي إلى خطورة مشكلة المخدرات، نظراً لتعاظم المسؤوليات للحد منها، عملاً بمبدأ التخطيط قبل وقوع الجريمة، مشدداً على محاربة شرور هذه الآفة والعمل على اجتثاثها من جذورها، لافتاً إلى دور والشركاء الاستراتيجيين والمؤسسات ذات العلاقة، في حشد الجهود للتصدي لهذه المشكلة التي أصبحت تؤرق المجتمعات برمتها إلى جانب دعم الجهود الدولية المتصلة للوقاية منها، استناداً إلى منهج شمولي ومتكامل مبني على المعاهدات والمواثيق الدولية التي تعد حجر الأساس في وضع سياسات واستراتيجية المكافحة.
وذكر أن وزارة الداخلية، وفرت طرقاً متعددة لتوعية الأسر من مخاطر المخدرات ومساعدتهم في كيفية اكتشاف حالة الإدمان المبكرة في محيط الأسرة عبر الاتصال بخدمة (مكافح) على الرقم المجاني (80044) ، وهناك اختبار إلكتروني بعنوان " هل يتعاطى ابني المخدرات" يتم من خلاله تقييم حالات الاشتباه بتعاطي المخدرات في محيط الأسرة وإرشاد المتصل بالإجراءات الكفيلة بحماية أفراد الأسرة من مخاطر تعاطي المخدرات والتدخل المبكر في تلك الحالات.
وطالب أفراد المجتمع بسرعة الإبلاغ عن أي شكوك حول وقائع المخدرات بالاتصال على الخدمة نفسها، مؤكداً التعامل بشكل سري وآمن مع تلك البلاغات، وكذلك التواصل عبر القنوات الرسمية الأخرى التي وفرتها الوزارة، للتصدّي لأية عمليات مريبة أو مشبوهة، وذلك كي يتم اتخاذ التدابير الشرطية في الوقت المناسب؛ حفاظاً على سلامة وأمن المجتمع، ومكتسبات ومقدرات الوطن وشبابه من براثن المخدرات.