متحف دبي للفنون.. مبادرة ثقافية تثري عام المجتمع بالإمارات
مكاسب بالجملة على مختلف الأصعدة الثقافية والاجتماعية والتعليمية سيحققها "متحف دبي للفنون DUMA ".
المتحف الذي تم الكشف عن إطلاقه، السبت، بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتتولى تنفيذه "مجموعة الفطيم" على ضفاف خور دبي، يعد مبادرة ثقافية رائدة تجسد أهداف عام المجتمع الذي يصادف عام 2025.
ولا يعد "متحف دبي للفنون" إضافة حضارية للمشهد الثقافي في دولة الإمارات فحسب، بل يتميز بكونه نموذجا مُلهما للتكامل بين أدوار القطاعين الحكومي والخاص في تقديم مشاريع ومبادرات تثري من منظومة العمل الثقافي في دبي.
وهو ما عبر عنه الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات في تغريدة له، الأحد، عبر حسابه في موقع "إكس"، قال فيها: "تشرفت بحضور إطلاق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لمتحف دبي للفنون، مبادرة رائعة من أسرة عبدالله الفطيم الكريمة، بتصميم المعماري الياباني العالمي تاداو أندو، لتكون أيقونة جديدة تُثري المشهد الثقافي في دبي والإمارات".
وتابع: "مبادرات القطاع الخاص الوطني تواصل إسهامها في خدمة المجتمع، والشكر موصول للأخ عمر الفطيم على مبادرته وعمله المتميز".
أهداف عام المتجتمع
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات أعلن تخصيص عام 2025 ليكون “عام المجتمع” في دولة الإمارات تحت شعار “يداً بيد”، في مبادرة وطنية تجسد رؤية القيادة تجاه بناء مجتمع متماسك ومزدهر.يهدف “عام المجتمع” إلى تعزيز الروابط داخل الأسر والمجتمع من خلال تنمية العلاقات بين الأجيال وتهيئة مساحات شاملة ترسخ قيم التعاون والانتماء والتجارب المشتركة إضافة إلى الحفاظ على التراث الثقافي.
كما يهدف إلى تشجيع جميع من يعتبر دولة الإمارات وطناً له على الإسهام الفاعل في المجتمع من خلال الخدمة المجتمعية، والتطوع، والمبادرات المؤثرة التي تُرسخ ثقافة المسؤولية المشتركة وتدفع عجلة التقدم الجماعي.
ويركز “عام المجتمع” على إطلاق الإمكانيات والقدرات لدى الأفراد والأسر والمؤسسات عبر تطوير المهارات، ورعاية المواهب، وتشجيع الابتكار في شتى المجالات ومنها ريادة الأعمال والصناعات المستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي وغيرها من الأولويات الوطنية لدولة الإمارات، بما يحقق نمواً شاملاً وأثراً إيجابياً مستداماً يسهم في قصة بناء الوطن.
وتدعو المبادرة جميع من يعتبر الإمارات وطناً له، من مواطنين ومقيمين إلى المشاركة من خلال أفكارهم ومقترحاتهم التي تسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية، وتحقيق التقدم المجتمعي، والاحتفاء بالتنوع الثقافي الذي يميز الإمارات، دعماً لمسيرة بناء وطن قوي ومزدهر.
وهي أهداف تتحقق جميعها من خلال المبادرة الثقافية الرائدة المتمثلة في "متحف دبي للفنون".
إطلاق المتحف
وشهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، السبت، الإعلان عن متحف دبي للفنون "DUMA" الذي تشيده مجموعة "الفطيم" ليكون صرحاً معمارياً وثقافياً يضاف إلى الأيقونات الساحرة التي تميز المشهد الحضاري في إمارة دبي.
واطلع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على تصاميم المتحف المتفردة عالمياً، والتي أبدعها المهندس الياباني العالمي تاداو أندو.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "الثقافة والفنون روح المدن.. ومرآة تطورها.. ومكون أساسي يعكس رؤيتها الحضارية وعمق رسالتها الإنسانية.. متحف دبي للفنون "DUMA" يمثل معلماً جديداً في الإمارة.. ويضيف لتنوعها الفني .. ويرسخ مكانتها الثقافية العالمية".
وأضاف: "دبي أصبحت مقصداً للمبدعين من كل أنحاء العالم.. وتحتضن اليوم مجتمعات متكاملة وقطاعات واسعة تعمل معاً على مضاعفة نمو الاقتصاد الإبداعي.. إطلاق مثل هذا الصرح الفني يخدم الأهداف الوطنية الاستراتيجية في جعل دبي عاصمة عالمية للإبداع والثقافة.. ويعزز موقعها العالمي على خارطة الفن الحديث".
وتابع: "متحف دبي للفنون نموذج للشراكة مع القطاع الخاص التي تثمر أفكاراً خلاقة ومشاريع تتجاوز التوقعات، وصروحاً عالمية تليق بدبي ومستقبلها الذي نصنعه معاً.. نشكر مجموعة الفطيم على جهودها في إنشاء هذا المعلم الثقافي ودورها في تعزيز المشهد الفني في الإمارة".
بدوره، قال عمر الفطيم نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة الفطيم: "نفخر في مجموعة الفطيم بأن نكون جزءاً من هذا المشروع الثقافي الاستثنائي الذي يجسّد رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في جعل دبي مركزاً عالمياً للثقافة والإبداع، حيث يمثل متحف دبي للفنون "DUMA" بالنسبة لنا أكثر من مجرد صرح معماري، بل رسالة فنية وحضارية تعكس روح دبي المنفتحة على الإبداع، وتؤكد مكانتها كجسر عالمي يربط الثقافات ويحتفي بالمواهب من مختلف أنحاء العالم".
وتابع: "نلتزم في مجموعة الفطيم بتسخير خبراتنا وإمكاناتنا لإنجاز هذا الصرح وفق أعلى المعايير العالمية، ليكون متحف دبي للفنون "DUMA" امتداداً لنهج المجموعة في دعم مسيرة التنمية المستدامة في مختلف المجالات، وفي مقدمتها القطاع الثقافي الذي يعد ركناً أساسياً في ازدهار المجتمعات وتطورها".

أيقونة حضارية
يتفرد المتحف بكونه مبنى أيقونياً عالمياً ساحراً يطفو على صفحة الماء، بإبداع غير مسبوق، حيث يمتد المتحف فوق مياه خور دبي، ويضم 5 طوابق بحيث يضم الطابقان الأول والثاني صالات العرض وعددها 4 صالات مصممة بمرونة لاستيعاب مختلف المعارض، بينما يضم الطابق الثالث مطعماً وصالة لكبار الشخصيات، إضافة إلى الطابقين الأرضي والسفلي.
ويضم المتحف بداخله مرافق خدمية متكاملة، ومتجر هدايا وبضائع وكتباً تحمل علامات تجارية، كما تشتمل مساحات المتحف على مناطق خارجية تضم مطاعم ومقاهي ومساحات للرسم وممارسة الفنون مطلة على خور دبي والمشهد الحضاري في مدينة دبي الذي تمتزج فيه الأصالة والمعاصرة في انسجام وتناغم.
وتتولى تنفيذ المتحف "مجموعة الفطيم" على ضفاف خور دبي، في نموذج مُلهم للتكامل بين أدوار القطاعين الحكومي والخاص في تقديم مشاريع ومبادرات تثري من منظومة العمل الثقافي في دبي، وتسهم في تعزيز مكانة دبي مركزاً عالمياً للثقافة والإبداع.
ويستوحي المتحف عناصره من الطبيعة، حيث يُشكّل الماء، والسماء، والرياح، والضوء مكونات أساسية في تصميمه، كما تتجسد رموز التصميم في الصدفة، واللؤلؤة، والماء المتحرك، ورياح التغيير، بما يعكس مفاهيم الاستكشاف، وقوة التغيير، والإلهام، لتروي قصة الفن كقوة محركة للثقافة والهوية.
ويأتي تصميم المتحف على شكل صدفة منحنية ثلاثية الأبعاد بدوران حلزوني، وتحتضن الصدفة قاعة عرض دائرية على شكل لؤلؤة ليحاكي هذا التصميم إشعاع اللؤلؤة من داخل الصدفة حيث تنقل مساحة مفتوحة أسطوانية الشكل في قلب قاعة العرض الضوء الطبيعي من السماء إلى الطوابق السفلية، بالإضافة إلى ذلك، تمتد مساحة مفتوحة أخرى على طول محور المدينة، لتدمج المبنى بسلاسة مع محيطه الحضري.
وتنبض المساحات في المتحف بذلك بالحياة من خلال تفاعل الضوء والظل، متغيّرةً مع الزمن وتغيّر الفصول، وضمن هذه الهندسة الأصيلة، سيختبر الزوار بيئةً ديناميكيةً ومتطورةً، ومن خلال إعادة ربط الناس بالماء والسماء والريح، سيُصبح المتحف مصدر إلهام إبداعي.
ويُتوقع أن يشكل متحف دبي للفنون "DUMA" منصة عالمية للفنانين الناشئين والموهوبين ومصدر إلهام للزوار من مختلف أنحاء العالم، بما يقدمه من تجارب فنية وإنسانية آسرة، تعزز الروابط الثقافية وتفتح آفاقاً جديدة للنمو الشخصي والتبادل المعرفي.
وسيضم المتحف مجموعة عالمية من الأعمال الفنية الحديثة، مُختارة بعناية لتتوافق مع روح دبي، كما ستوفر المعارض والفعاليات المؤقتة مجموعة متنوعة من التجارب للزوار، وسيتم تنظيم معارض متعددة التخصصات، ضمن سياق سلسلة من الفعاليات والبرامج التعليمية لتعزيز المشاركة العامة وتقدير الفن، فيما سيعرض المتحف أيضاً أعمالًا فنية محلية في الفعاليات، مما يوفر منصة للفنانين الناشئين ولتعزيز أثره التعليمي سيضم المتحف مكتبة، وقاعات للدراسة، حيث يستهدف المتحف تنظيم برامج تعليمية من 3 إلى 6 أشهر يتم خلالها تقديم تدريب عالمي المستوى.
وقد أبدع تصميم المتحف تاداو أندو المهندس المعماري الياباني الذي يعتبر من أكثر المهندسين المعماريين شهرة وتأثيراً على مستوى العالم، واشتهر بتصاميمه البسيطة باستخدام الخرسانة التي تنسجم وتتناغم مع الطبيعة في تفاعل خلاب، خاصة من خلال استخدامه الضوء والظل والفضاءات المفتوحة.
رُوعي في تصميم المتحف، البُعد التثقيفي والتعليمي ليضم مكتبةً، وقاعاتٍ للدراسة، إذ يستهدف تنظيم برامج تعليمية يتم خلالها تقديم تدريب عالمي المستوى، بما يسهم في رفد المشهد الإبداعي والثقافي بمزيد من المواهب الواعدة.
ويستضيف المتحف معارض متعددة التخصصات، ضمن فعاليات وبرامج تعليمية هدفها تعزيز المشاركة العامة وتقدير الفن، وسيعرض أعمالًا فنية محلية في الفعاليات، ما يوفر منصة تدعم الفنانين الناشئين وتعزز من فرص ظهور أعمالهم. وسيكون المتحف بمثابة فرصة للانفتاح على النتاج الإبداعي العالمي، مستوحيا روح دبي المنفتحة على العالم، إذ سيضم مجموعة من الأعمال الفنية الحديثة، مُختارة بعناية من حول العالم، فيما توفر المعارض والفعاليات التي سيتم تنظيمها في المتحف مجموعة متنوعة من التجارب للزوار.
ويحمل المتحف رسالة فنية وحضارية تؤكد مكانة دبي جسرا عالميا يربط الثقافات ويحتفي بالمواهب من مختلف أنحاء العالم.
وسيشكّل المتحف منصة عالمية للفنانين الناشئين والموهوبين ومصدر إلهام للزوار بتجارب فنية وإنسانية فريدة، تعزز الروابط الثقافية وتفتح آفاقاً جديدة للتبادل المعرفي.

نهضة ثقافية واعدة
جاء الكشف عن متحف دبي للفنون بعد يومين من افتتاح متحف العين بعد عملية تطوير شاملة لترميم المبنى التاريخي حفاظاً على قيمته الثقافية والأثرية.
يأتي هذا في وقت تتواصل فيه الاستعدادات على قدم وساق لافتتاح متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي، الذي يعد أكبر متحف من نوعه في المنطقة، في 22 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في إنجاز يعقبه افتتاح متحف زايد الوطني، المتحف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، يوم 3 ديسمبر/كانون الثاني المقبل.
ويقع متحف زايد الوطني ومتحف التاريخ الطبيعي في قلب المنطقة الثقافية في السعديات في أبوظبي، أحد أكبر تجمُّعات المؤسسات الثقافية في العالم، لتعزز مكانة الإمارات كمنارة عالمية للمعرفة والإبداع والتبادل الثقافي.
3 متاحف تفتتحها الإمارات في غضون 6 أسابيع، في إنجاز ثقافي مهم يعزز مكانتها كوجهة عالمية للمعرفة والبحث العلمي والثقافة.
وتعد المتاحف منبرا للثقافة والعلم والفن على مر العصور وهي وسيلة من وسائل الاتصال التعليمية والثقافية التي تقدم للزائر خبرة وفيرة من المعلومات والأفكار بجانب القيم العلمية والفنية والجمالية، إضافة إلى كونها لغة عالمية للتواصل بين الشعوب لا تحتاج لترجمة بل يمكنها التعبير عن الشعب وتاريخه بوضوح.
وتساعد المتاحف الباحثين على فهم التاريخ والحفاظ على التراث الوطني والإنساني بجانب تعزيز مكانة الهوية الثقافية لكل أمة لأنها تحمل صفحات هامة من التاريخ القديم والتي تجسد حضارة كل شعب ودوره في الحضارة الإنسانية عبر العصور.
يجسد اهتمام الإمارات بالمتاحف حرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات على توثيق الإرث التاريخي للإمارات وحماية وصون الهوية الثقافية والتراث العريق والحفاظ عليهما ونقلهما إلى أجيال المستقبل.
