دبي تحتضن أول مسجد في العالم بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد
أعلنت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي عن إطلاق مشروع أول مسجد في العالم يُبنى بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في إمارة دبي.
وأكد الدكتور حمد بن الشيخ أحمد الشيباني المدير العام للدائرة، أن مشروع بناء أول مسجد في العالم يبنى بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد هو مشروع متميز على مستوى العالم يبنى بهذه الخاصية، كما أن هذا العمل هو ترجمة على أرض الواقع لرؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بأن ننقل إمارة دبي إلى مستويات متقدمة تتصدر فيها مؤشرات التنافسية العالمية وأن تتبوأ إمارة دبي الريادة والابتكار في كافة المجالات.
ولفت الشيباني، خلال مؤتمر صحفي الخميس، إلى أن هذا العمل يكشف أهمية التعاون مع مختلف الجهات والمؤسسات المحلية التي من شأنها أن تعزز منظومة الاستدامة البيئية من خلال الالتزام بالمعايير العالمية المعتمدة في البناء ترسيخا لقيمها ومعاييرها وتعزيزا لمكانة إمارة دبي كمركز عالمي تنطلق منه الحلول المبتكرة إذ تسهم هذه الخطوة في دعم ومساندة خطط التنمية المستدامة وتعكس في الوقت نفسه مجموعة من المخرجات الإيجابية في المجتمع.
ومن جانبه أوضح محمد علي بن زايد الفلاسي المدير التنفيذي لقطاع شؤون المساجد أن رسالة الدائرة بأن تكون الوجهة الريادية والخيرية المستدامة ومنها إعمار المساجد لذا فإن دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي تسعى إلى تحقيق قيمة مضافة جديدة من خلال هذا العمل بناء على خطتها الاستراتيجية المنبثقة من الرؤية الاستراتيجية لدبي وذلك بتعزيز علاقات الشراكة الإستراتيجية القائمة بين الدائرة والمؤسسات المختلفة سواء كانت حكومية أو خاصة بشكل فعّال يضمن استدامة هذه الشراكات الاستراتيجية وتطويرها وفق توجهات رؤية حكومة دبي.
وأضاف أن هذا المشروع هو باكورة جهود مبذولة لفريق العمل بالدائرة للخروج بالأفكار التي تناغم رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لاسيما أن المستجدات التطويرية العالمية التي تحاكي الذكاء الاصطناعي في جميع مراحله كانت هي العامل الرئيسي وراء تطوير فكرة البناء بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد للمسجد والذي أخذ في الاعتبار كافة المعايير المطلوبة في التنفيذ وسيكون في المستقبل أحد النماذج والحلول يمكن الاستفادة منها على مستوى العالم في دبي.
من جهته أفاد المهندس علي الحليان السويدي رئيس قسم الهندسة أن تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد هي عملية إنجاز الأعمال باستخدام الطابعة ثلاثية الأبعاد وهي عبارة عن آلة ذات تحكم رقمي تقوم بخلط مكونات المواد الأولية والإضافات الصناعية وصبها لتشكيل الهيكل العام للمبنى أو أي من عناصره بحسب المخططات والأبعاد التي تم إدخالها في البرامج الإلكترونية لهذه الطابعة دون الحاجة إلى تدخل بشري مباشر أو الحاجة إلى استخدام القوالب أثناء عملية التشكيل كما هو الحال في عملية صب الخرسانة التقليدية.
وأشار الحليان إلى أن هذه العملية تهدف إلى تعزيز مكانة إمارة دبي بجعلها مركزا رائدا على مستوى المنطقة والعالم في مجال استخدام هذه التقنية مع خفض التكلفة وتقليل المدة المستغرقة في تنفيذ أعمال البناء بما يساهم في دفع عجلة التنمية ومؤشرات التنافسية العالمية والمحافظة على البيئة من خلال تقليل نسبة المخلفات الناتجة عن أعمال البناء واستقطاب الشركات الرائدة في مجال أعمال البناء بهذه التقنية.
وفيما يخص مرحلة بناء المسجد أشار الحليان إلى أن تاريخ بدء الأعمال في الموقع ستكون في بداية الربع الرابع من العام الجاري 2023 أي في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وتاريخ الانتهاء منه سيكون في الربع الأول من عام 2025م وتستغرق مدة أعمال الطباعة الثلاثية الأبعاد 4 أشهر كما تبلغ مدة طباعة الجدران 3D- "معدل سرعة الطباعة" ما يقارب 20 سم في الثانية/ 2 متر مربع في الساعة.
وأضاف أنه من المتوقع أن تكون تكلفة هذا المسجد مرتفعة عن تكلفة المباني الاعتيادية بواقع 30 بالمائة وذلك لأنه المشروع الأول من نوعه ونتوقع انخفاض الأسعار تدريجيا للخبرات التي سيتم اكتسابها من تنفيذ هذا المسجد حيث يمكن أن تصل التكلفة في المشاريع القادمة إلى نفس تكلفة المساجد الاعتيادية وتصل سنوات ضمان البناء لمدة "30 عاما".
تحدث الحليان حول المرحلة الحالية للمشروع حيث تم الانتهاء من التصميم المبدئي للمسجد وسيتم التنسيق مع بلدية دبي لأخذ الاعتمادات النهائية وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمسجد تقريبا 600 مصلي، ومساحة البناء 2000 قدم مربع، منوها بأن المواد المستخدمة في الطباعة هي مواد أسمنتية ذات خلطات معينة متاحة لعملية الضخ بآلة الطباعة، أما عدد العاملين الذين سيعملون على تشغيل آلة الطباعة فهو 3 فقط.
aXA6IDE4LjIyNi44Mi45MCA= جزيرة ام اند امز