مستشفى دبي تدخل موسوعة "جينيس" باستئصال أكبر كلية في العالم
وزن الكليتين معا بلغ 13 كيلوجراما؛ ما يعادل 40 ضعفا لوزن الكلية الطبيعي
دخل مستشفى دبي التابع لهيئة الصحة بدبي، موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية العالمية، باستئصاله أكبر كلية على مستوى العالم من مريض إماراتي، يبلغ من العمر 56 عاما؛ بسبب مرض وراثي يدعى "داء الكلية"، تم على إثره استئصال كليتيه.
وبلغ وزن الكليتين معا 13 كيلوجراما، وهو ما يعادل 40 ضعفا لوزن الكلية الطبيعي، الذي يساوي تقريبا 150 جراما، بينما بلغ طول الكلية نحو 34 سنتيمترا، علما بأن الطول الطبيعي للكلية هو 12 سنتيمترا لتكون بذلك أكبر كلية على مستوى العالم حتى الآن.
وبلغ وزن الكلية اليسرى، بعد الاستئصال مباشرة 6.10 كيلوجرام، فيما بلغ وزن الكلية اليمنى 6.95 كيلوجرام، وطول كل كلية نحو 34 سنتيمترا، في حين أنه بعد أن تم الاحتفاظ بالكلية اليسرى في قسم التشريح وفقد سوائلها وصل وزنها عند التسجيل في "جينيس" 4.25 كيلوجرام، وهي تعد الأكبر في تاريخ المسالك البولية عالميا؛ حيث إن أكبر كلية تم تسجيلها في جينيس للأرقام القياسية العالمية كان 2.14 كيلوجرام.
وقال حميد محمد القطامي رئيس مجلس الإدارة المدير العام لهيئة الصحة بدبي، إن التسجيل في "جينيس" ليس هدفا في حد ذاته، وإنْ كان يمثل انعكاسا طبيعيا للقدرات التنافسية العالمية التي تتسم بها منشآت هيئة الصحة بدبي، وبالتحديد مستشفى دبي الذي يثبت يوما بعد الآخر إمكانياته الطبية الهائلة في إجراء عمليات جراحية معقدة ودقيقة، مؤكدا أن صحة دبي تستهدف دائما رفع مستوى خدماتها الطبية وتسعى لتقديم خدمات تفوق التوقعات، وتحظى بثقة ورضا المتعاملين وأفراد المجتمع بوجه عام.
ولفت القطامي، إلى أن المستشفى نجح من قبل في إجراء أول جراحة من نوعها لإزالة ورم سرطاني بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد؛ ما يشير بوضوح إلى قدرته على استيعاب التقنية الحديثة، ومواكبته لكل ما تشهده الساحة الطبية العالمية من تطورات سريعة ومذهلة في هذا المجال، كما يظهر مستوى الكفاءات والخبرات الطبية التي تزخر بها الهيئة وتقدرها.
وهنّأ القطامي إدارة مستشفى دبي وجميع العاملين فيه على ما تم إنجازه، مشيرا إلى أن تحقيق رضا المتعاملين وسعادتهم سيظل الهدف الرئيس من وراء أعمال التحديث والتطوير التي تقوم بها هيئة الصحة بدبي وتشهدها جميع منشآتها الصحية من مستشفيات ومراكز صحية وعيادات طبية.
وأوضح الدكتور عبد الرحمن الجسمي المدير التنفيذي لمستشفى دبي، خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته إدارة مستشفى دبي، اليوم، أن أكبر كلية مسجلة في "جنيس" للأرقام القياسية العالمية هو 2.14 كيلوجرام؛ ما يعني أن الكلية التي استأصلها مستشفى دبي، تعد حالة نادرة جدا، وهو ما جعلها تستحق التسجيل في الموسوعة العالمية.
وأشار الدكتور فريبرز باقري استشاري ورئيس قسم المسالك البولية في المستشفى، إلى أن المريض كان يعاني من مرض وراثي يدعى "داء الكلية عديدة الكيسات"، منذ ولادته، وقبل سنتين تم فحصه بالأمواج فوق الصوتية "السونار"، وتبين أن لديه أكياسا كبيرة بالكليتين تسبب له مشاكل في التنفس نتيجة الضغط على الرئتين ومشاكل أخرى في القلب، في الوقت الذي رفض فيه إجراء أي جراحة وكان يعيش على الغسيل الكلوي، موضحا أنه في الأسابيع الأخيرة زاد حجم بطن المريض حتى إنه لم يعد قادرا على المشي و لا التنفس؛ ما أدى في النهاية إلى موافقته على استئصال الكليتين.
وأضاف أن العملية التي شارك بها فريق من الجراحين وأطباء التخدير جرت دون حدوث أي مضاعفات أو مشكلات صحية للمريض، وتم نقله بعدها إلى غرفة العناية الفائقة للمتابعة الدقيقة، وبعد 3 أيام واستقرار حالته، نٌقل إلى قسم المسالك البولية؛ حيث تحسنت حالته تدريجيا وعاد لممارسة حياته الطبيعية.
وردا على سؤال حول كيف يعيش المريض بدون كليتين، قال الدكتور باقري، إن المريض يحتاج إلى غسيل الكلى بشكل دائم وحاله كحال أي مريض يعاني من الفشل الكلوي المزمن؛ إذ إن وجود الكليتين في حال الفشل الكلوي من عدمه واحد، وبالتالي بإمكان الشخص أن يعيش على غسيل الكلى لحين إيجاد متبرع مطابق نسيجيا للمريض وزراعة كلية له.
وقال طلال عمر رئيس مكتب "جينيس" للأرقام القياسية في دبي: "لقد قضينا عدّة أشهر في دراسة السجلات الطبية المعقدة للغاية، وبما أن عملية التقييم قد اكتملت الآن؛ فإنه يسرنا في جينيس للأرقام القياسية إعلان أن لقب جراحة استئصال أكبر كلية أصبح رسميا الآن".
وأكد المريض أحمد سعيد، أن حياته تغيرت بعد إجراء العملية الجراحية بشكل جذري؛ حيث إنه كان يعاني من صعوبة في التنفس وعدم القدرة على المشي، معربا عن شكره وتقديره لجميع الأطباء العاملين في قسم المسالك البولية وإدارة مستشفى دبي على ما قدموه له خلال إقامته بالمستشفى ونجاح العملية.