لأول مرة في العالم.. شرطة دبي تخترع بصمة وراثية ذكرية جديدة
أعلنت القيادة العامة لشرطة دبي عن إنجاز جديد هو الأول من نوعه في العالم، يحققه الفريق العلمي بالإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة.
ويتمثل الإنجاز في الحصول على براءة اختراع من المنظمة العالمية للملكية الفكرية (wipo) عن محاليل دقيقة فائقة القوة والدقة مقارنة بنظيراتها في مجال البصمة الوراثية الذكرية، تستهدف 26 موقعاً جينياً سريع التمحور تصل الدقة فيها إلى نسبة 99%، وتساعد في الكشف عن قضايا جنائية، منها قضايا الاغتصاب والمفقودين وفحص العينات المتحللة والضعيفة، إضافة إلى التعرف على ضحايا الكوارث الطبيعية.
جاء ذلك، على هامش فعاليات القمة الشرطية العالمية التي تنعقد خلال الفترة من 14 إلى 17 مارس/آذار الحالي، في أرض المعارض بإكسبو 2020 دبي، برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
وقال الفريق عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، إن التوصل لمحاليل دقيقة في مجال البصمة الوراثية الذكرية، بحيث تستهدف 26 موقعاً جينياً سريع التمحور وبدقة تصل إلى نسبة 99%، يعد إنجازاً علمياً هو الأول من نوعه في العالم، حققه الفريق العلمي في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة، وهو ما يساهم في الكشف عن القضايا الجنائية وبالأخص القضايا الجنسية، مؤكداً حرص القيادة العامة لشرطة دبي على مواكبة توجهات الحكومة بتطبيق أعلى معايير التميز والريادة في مختلف المجالات الأمنية والشرطية.
وأضاف أن شرطة دبي لا تألو جهداً في تطوير الكوادر البشرية ودعمها بأفضل الكفاءات عبر سياسة تأهيل تسير وفق منهجية علمية ترفع مستوى الأداء والكفاءة.
وشدد على ضرورة ترسيخ المعارف والنظريات العلمية التي يكتسبها الخريج من دراسته في الواقع العملي، وتطوير العمل وتحديثه باستمرار من خلال الدراسات والبحوث العلمية ودعمها بالتطبيقات العملية.
وأوضح الفريق عبدالله خليفة المري أن العاملين في شرطة دبي من الخبراء استطاعوا تسخير الحصيلة العلمية وخبراتهم في تطوير مواقع العمل على كل الأصعدة، بما يلبي تطلعات القيادة العامة لشرطة دبي بأن تكون المؤسسة الأمنية المتميزة، مثمناً قدرة الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة على كشف الوقائع والحقائق في القضايا المعقدة ومواكبتها لأحدث ما توصل إليه العلم في مجال كشف الجريمة واقتناء جميع التقنيات الخاصة بذلك.
من جانبه، قدم المقدم الدكتور راشد الغافري، مدير إدارة التدريب والتطوير في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة، الشكر إلى الفريق عبدالله خليفة المري القائد العام لشرطة دبي، على دعمه الدائم لمختلف الأفكار والمشاريع الطموحة في مختلف المجالات الجنائية، وتشجيعه المستمر على الإبداع والابتكار والتميز في إنجاز المشاريع المختلفة، والخروج بأفكار وابتكارات خارج الصندوق، وهو ما ساهم في الوصول إلى هذا الإنجاز العالمي، مؤكداً أن الفريق عمل قصارى جهده لتحقيق هذا الإنجاز النوعي والذي يضيف لإنجازات شرطة دبي في المجالات كافة.
وبين أهمية هذا الاختراع العلمي ودوره في الكشف عن قضايا الاعتداءات الجنسية والاغتصاب، وإظهار البصمات في العينات المتحللة والضعيفة، والتعرف السريع إلى أصول العينات المجهولة الهوية وتحديد موقعها الجغرافي، والكشف عن هوية ضحايا الكوارث الطبيعية من خلال محاليل دقيقة تستهدف 26 موقعاً جينياً سريع التمحور في البصمة الوراثية الذكرية تصل الدقة فيها لنسبة 99%، مقارنة بمثيلاتها القديمة التي كانت تستهدف مواقع جينية أقل، مشيراً إلى أن الفريق العلمي استطاع الحصول على براءة اختراع، وهذا من أهم النتائج التي تدعم أنظمة العمل بالمختبرات الجنائية في مجال البصمة الوراثية.
واختتمت اليوم فعاليات أعمال البرنامج العالمي للقيادات الشرطية الشابة للإنتربول في نسخته الثانية، ضمن برامج القمة العالمية الشرطية، المقامة تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في مركز دبي للمعارض بإكسبو 2020 دبي.
وكان اللواء أحمد ناصر الريسي، رئيس المنظمة الدولية للشرطة الدولية الانتربول، قد افتتح البرنامج الذي يهدف إلى تأهيل القيادات الشابة في مجال التعاون الشرطي العالمي، وتعريفهم بمدى أهمية التعاون الدولي، حيث يتيح البرنامج للشباب التعرف على زملائهم من 31 دولة في العالم من العاملين في هذا المجال، وهو ما يعزز التواصل بينهم، ويساعدهم على الاطلاع على أفضل الممارسات مع الخبراء والمتخصصين.
شهد البرنامج حضور شخصيات شرطية مهمة، منهم الدكتور محمد بن علي كومان الأمين العالم لمجلس وزراء الداخلية العرب، والفريق طارق بن حسن الحسن، رئيس الأمن العام بوزارة الداخلية بمملكة البحرين، واللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي، واللواء أحمد ثاني بن غليطة، مدير مركز شرطة الرفاعة، والعميد جمال سالم الجلاف مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي.
وقال اللواء أحمد ناصر الريسي، رئيس المنظمة الدولية للشرطة الدولية الانتربول، في كلمته الموجهة للمشاركين، إن البرنامج العالمي للقيادات الشرطية الشابة للإنتربول، يأتي إيمانًا من المنظمة الدولية للشرطة الجنائية بأهمية التواصل بين أجهزة الشرطة في جميع الدول الأعضاء، لجعل العالم أكثر أمنًا، من خلال تبادل الخبرات والتجارب والممارسات في مكافحة الجريمة بكل أشكالها، ومتغيراتها ومستقبلها، فالجريمة باتت تتخذ شكلاً دولياً، ما يستدعي رفع مستوى التنسيق والاتصال الناجع لتعزيز الأمن والأمان في كل المجتمعات.
وأضاف: الإنتربول منظمة عالمية أوجدت مساحة مهمة للقيادة الشرطية العالمية الشابة، لمعرفة مستقبل الجريمة وارتباطاتها القانونية، والآثار المترتبة على ذلك، ومحاولة تصور كل هذه الأنشطة المتعلقة بالجريمة ونقاط الاتصال والترابط فيما بينها، لمنعها والحد منها، من خلال التواصل الدولي بين الأجهزة الشرطية وقادتها، لتحسين تقديم الأفكار والتعلم التخصصي الناجع، ولفهم وإدراك طرق جمع المعلومات وتحليلها، وصناعة الحلول المناسبة، لما لها من أثرٍ بالغ في إثراء المعرفة الشرطية.
وأكد اللواء الريسي، أن انعقاد النسخة الثانية من البرنامج العالمي للقيادات الشرطية الشابة للإنتربول، هو أحد أوجه التعاون المثمر بين المنظمة وشرطة دبي، حيث سيتيح البرنامج الذي يشارك فيه شباب من ٣١ دولة حول العالم رفع مستوى التعاون، وتطوير مهارات الشباب، وسيتعرفون من الخبراء في البرنامج على محاور عديدة متعلقة في الاتصال الدولي ومرونة المدن والتعامل مع الأزمات.
من جانبه قال العميد جمال سالم الجلاف: شهد العالم في الفترات الماضية عدد من التحديات الهامة والمحورية في عصرنا الحديث، منها ما كان متعلق بالصحة العامة، ومنها ما كان له ارتباطات سياسية واقتصادية وأمنية، ولازالت هذه التحديات مستمرة ولو تغيرت صورها وأشكالها.
وأضاف العميد الجلاف أن هذه التحديات بطبيعة الحال لها أثرها ونتائجها على المجتمعات في مختلف دول العالم، وخلقت في المقابل تحديات جديدة للأجهزة الشرطية والأمنية، التي تهدف في المقام الأول إلى تعزيز الأمن والأمان للمجتمع وتقديم خدمات أمنية عالية المستوى، مما يعزز دور القيادات الشرطية الشابة.
وأوضح أن نهج القيادة العامة لشرطة دبي مبني على الاستثمار الأمثل للإمكانيات بمختلف أنواعها، لإعداد قيادات شرطية شابة قادرة ومتمكنة على قيادة المشهد الأمني، وتدفع بالعمل الشرطي إلى الأفضل، ويأتي التعاون مع منظمة الشرطة الجنائية الانتربول لإقامة وعقد هذا البرنامج كأحد الاهتمامات لدينا ووجه من أوجه التعاون المميز، والذي من شأنه أن يجمع تجارب تعليمية نوعية، وبرامج تأهيلية متخصصة وأكاديمية وفق أرقى المعايير.
وأكد أن توفير جميع أوجه الدعم لتمكين القيادات الشرطية من استثمار مهاراتهم وإمكانياتهم وطاقاتهم الكبيرة وقدراتهم المتعددة تأتي في مقدمة أولويات القيادة، إيمانًا منها بأهمية الاستمرار في التعلم والتزود بالمعارف والممارسات والاطلاع على التجارب والخبرات ومشاركة المعلومة، لتطوير المهارات والقدرات وصقلها بما يسهم في تأهيلهم في حياتهم العملية وحصولهم على أدوارهم المناسبة في مسيرة العمل.