مجتمع
منال بنت محمد تطلق الخطة الاستراتيجية لمؤسسة دبي للمرأة
تقوم الخطة الاستراتيجية على أربعة محاور يشمل كلٌ منها عدداً من المبادرات النوعية لتحقيق رؤية وأهداف المؤسسة.
أطلقت حرم الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الإماراتي، الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، الخطة الاستراتيجية لمؤسسة دبي للمرأة للأعوام الخمس المقبلة (2017- 2021)، الداعمة للرؤية والأهداف التي تتبناها المؤسسة، وفي مقدمتها زيادة مشاركة المرأة الإماراتية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وتعزيز تميزها وريادتها في كافة المجالات.
وتقوم الخطة الاستراتيجية (2017 – 2021) لمؤسسة دبي للمرأة على أربعة محاور أساسية، يشمل كلٌ منها عدداً من المبادرات النوعية لتحقيق رؤية وأهداف المؤسسة، وتتضمن الأولويات الإستراتيجية المدرجة في الخطة للفترة المقبلة، تطوير وتنفيذ البرامج الهادفة والمصمّمة خصيصاً لدعم مشاركة المرأة الإماراتية في مختلف المجالات، وتبني سياسات خاصة بزيادة مشاركتها في قطاعات العمل، وتنفيذ شراكات استراتيجية مع كافة الجهات والهيئات الداعمة من القطاعين العام والخاص القادرة على إحداث نقلة نوعية في ملف المرأة، مع تمثيل المرأة الإماراتية في المحافل الدولية، إضافة إلى تطوير قواعد البيانات البحثية، بما يصب في الإرتقاء بقدرات المرأة وبمهارات جيل جديد من القيادات النسائية.
وبهذه المناسبة، قالت الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم: "يتزامن إطلاق الخطة الاستراتيجية الجديدة لمؤسسة دبي للمرأة مع مرور 10 سنوات على تأسيسها، حققت خلالها العديد من الإنجازات التي يمكن البناء عليها لمرحلة جديدة من الإنجازات والعمل المؤسسي القائم على أرقى المعايير العالمية"، مؤكدة أن الخطة تتماشى مع الأهداف الرئيسية التي تشملها الخطط الاستراتيجية للدولة وأولياتها للمرحلة المقبلة، وفي مقدمتها رؤية الإمارات 2021 وخطة دبي 2021، “مستنيرين بالرؤية الثاقبة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والتوجيهات للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في دعم ورعاية المرأة الإماراتية، كشريك رئيسي في التنيمة الشاملة المستدامة، بتوفير كافة الظروف التي تساعدها على تحقيق التوازن بين حياتها الأسرية والعملية".
وأكدت أن الاستراتيجية الجديدة لمؤسسة دبي للمرأة هي نتاج لجهود وفكر المؤسسة المتجدد نحو تعزيز دور المرأة الإماراتية وإسهاماتها في صياغة المستقبل الاقتصادي والاجتماعي لدبي ودولة الإمارات، من خلال وضع السياسات المؤثرة في ملف المرأة، وتبادل المعرفة وإطلاق المبادرات الرائدة، بما يتماشى مع التوجهات الحالية لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تعلي قيم الإبداع والابتكار وإسعاد المجتمع كأولويات في الأجندة الوطنية.
وأضافت رئيسة مؤسسة دبي للمرأة: "جاء إطلاق الإستراتيجية الجديدة، لينسجم مع أجندة السياسة العامة لحكومة دبي، وبما يتماشى مع تطلّعاتنا لمستقبل القوى العاملة في دبي، من خلال تشجيع المرأة على القيام بدور فاعل في رسم صورة مستقبل الإمارة، وبما يعزّز مكانتها عالمياً في كافة المجالات"، مؤكدة أن مؤسسة دبي للمرأة من خلال هذه الاستراتيجية المتكاملة، تخطو اليوم خطوات جديدة للأمام في مضمار العمل الذي يحافظ على المكتسبات التي حققتها المرأة الإماراتية منذ تأسيس الدولة، والرعاية التي حظيت بها من قبل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، واستثمار تلك المكتسبات والبناء عليها لتحقيق إنجازات جديدة للمرأة خلال السنوات المقبلة، وتعزيز مساهمتها في التنمية الشاملة بالدولة، بما يسهم في تحقيق الإمارات المركز الأول عالمياً، وتصدرها مؤشرات التنافسية العالمية في كافة المجالات، بما في ذلك المؤشرات المرتبطة بتحقيق التوازن بين الجنسين.
وأشادت الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم بالرعاية الكريمة والدعم المستمر من الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، "أم الإمارات"، للمرأة، ما أسهم في فعالية دورها في المجتمع والاقتصاد الوطني، مؤكدة أن وضع سياسات جديدة واستحداث مناهج وبرامج نوعية في استراتيجية (2017 – 2021)، سيمهد الطريق للتوصل إلى أفضل الصيغ لرفع مستوى مشاركة المرأة وتعزيز حضورها في جميع ميادين العمل.
واختتمت الشيخة منال بنت محمد حديثها قائلة: " إننا فخورون بما حقّقته مؤسسة دبي للمرأة على مدار السنوات العشر الماضية من إنجازات ملموسة في مجال إشراك المرأة في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة، إذ كان للمؤسسة دور مهم في مسيرة نجاح إمارة دبي وتميّزها، من خلال تسليط الضوء على الدور القيادي للمرأة، ومساهمتها الفاعلة في تقليص الفجوة بين الجنسين، كما كان لها حضور دائم في ملفات هامة أخرى كملف الشباب، السعادة، والابتكار"، مشيدة بالكفاءات الوطنية القائمة على إدارة مؤسسة دبي للمرأة وعطاء موظفاتها.
الابتكار والقيم المؤسسية
ووفقا لمؤشرات الآداء التي تعكس مدى نجاح وفعالية المبادرات المبتكرة التي أطلقتها مؤسسة دبي للمرأة ضمن خطتها الإستراتيجية الجديدة، وتعتزم تطبيقها خلال السنوات الخمس المقبلة، أكدت منى غانم المرّي، العضو المنتدب رئيس مجلس إدارة مؤسسة دبي للمرأة، أن تنفيذ هذه الرؤية الطموحة يتطلب عقد مزيد من الشراكات الاستراتيجية المثمرة مع الجهات الحكومية على المستويين الاتحادي والمحلي، وكذلك مؤسسات القطاع الخاص، لتحقيق الريادة والتميّز للمرأة الإماراتية، وبما يعود عليها وعلى المجتمع الإماراتي والدولة بصفة عامة بالنفع، وذلك من خلال تبني المؤسسة الإبتكار كأسلوب عمل يومي، وجزء من رسالتها وقيمها المؤسسية، ما يساعد على ترك بصمة قوية ومؤثرة تعزز دور المرأة الإماراتية في عمليات صنع القرار، ومواكبة الرؤية الإتحادية الرامية إلى تحقيق التوازن بين الرجل والمرأة في المجتمع.
وقالت منى المرّي: "ننطلق اليوم وبتوجيهات من الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم لتحقيق مستهدفات مؤسسة دبي للمرأة للمرحلة القادمة وفقا للخطة الإستراتيجية )2017 – (2021، التي تشتمل على أولويات جديدة وواضحة تخدم المرأة الإماراتية في المجالات الإقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتدعم الجهود الرامية لتعظيم مساهماتها في كافة أشكال النمو بالدولة، خاصة وأننا مقبلون على مشاريع وطنية كبرى، منها معرض إكسبو الدولي 2020، الذي يتطلب تضافر الجهود من كافة أفراد وفئات المجتمع لتحقيق استضافة نوعية لهذا الحدث العالمي الكبير تليق بسمعة ومكانة دولة الإمارات ".
ولفتت إلى أن إستراتيجية العمل الجديدة هي بلورة لنتائج اجتماعات العمل المكثفة وجلسات العصف الذهني التي عقدت طوال الفترة الماضية بمشاركة قياديات وموظفات مؤسسة دبي للمرأة، كما تم إشراك عدد من الشركاء الاستراتيجيين والفئات المستهدفة في المناقشات التي جرت لهذا الغرض، وتأتي هذه الخطة استكمالاً للجهود الكبيرة التي بذلتها مؤسسة دبي للمرأة منذ إنشائها في العام 2006، وتركز على كافة القطاعات الحيوية، لترسم بذلك خارطة طريق السنوات الخمس المقبلة.
وأضافت منى المري:" التحدّي الذي نواجهه في المرحلة القادمة هو تسريع وتيرة تحقيق هذه الأهداف الإستراتيجية بمواكبة الإنجازات المتلاحقة في كافة الميادين بالدولة، مع استلهام رؤية وتوجهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإيمانه بأنه لا مستحيل في دبي، والتي نعتبرها نبراساً ومنهجاً لعملنا، بما يدعم الإنجازات الإستثنائية التي حققتها المؤسسة في السنوات الماضية، والتي ساهمت بشكل كبير في تطوير قدرات المرأة".
انطلاقة جديدة
ويأتي تعزيز إمكانات مؤسسة دبي للمرأة في مجال البحث والتطوير لتصبح مصدراً رئيسياً للدراسات المتعلقة بالمرأة، ضمن الأولويات الإستراتيجية لخطة المؤسسة الجديدة، بهدف رسم المسار المحفّز على صياغة عددٍ من السياسات الخاصة بمشاركة المرأة في سوق العمل، وإيجاد بيئة عمل تشجّع على الاحتفاظ بالمرأة الإماراتية ذات الكفاءات والمهارات المتميزة على الصعيد المهني والشخصي.
وفي هذا الإطار ذكرت شمسه صالح المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمرأة، أن استراتيجية الـسنوات الخمس القادمة تعد انطلاقة جديدة لمسيرة عمل المؤسسة بفكر ونهج جديدين يواكبان طبيعة الفرص والتحديات المرتبطة بالمرحلة المقبلة ومكونات الأجندة الوطنية بمزيد من العزم والإصرار لتحقيق إنجازات غير مسبوقة في مجال تعزيز مساهمة المرأة في شتى القطاعات التنموية للدولة، وذلك من خلال آليات ومنهجيات عمل حديثة، والتعاون بهدف تعديل بعض التشريعات القائمة ذات العلاقة بدور المرأة في سوق العمل بحلول 2021، مما يساهم بدوره في تعزيز دور المرأة الإماراتية في عمليات صنع القرار، وفي دعم الإنضمام إلى قطاعات العمل بمختلف مستوياتها، والحد من ظاهرة ترك العمل، مع تشجيع الفتيات على الدراسة والتخصص في قطاعات الصناعة المستهدفة.
وأضافت شمسه صالح: "نسعى لنكون جهة حكومية ذات قاعدة معرفية قوية تنتهج أفضل الممارسات في مجال رفع مستوى مشاركة المرأة وتميزها وريادتها، مشيرة إلى أن الإمارات احتلت المركز الأول عالمياً في مؤشر إلمام المرأة بالقراءة والكتابة والتعليم، وتقدمت 23 مرتبة في مؤشر مشاركة النساء في البرلمان، وفق النسخة الأخيرة لتقرير"الفجوة بين الجنسين" الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي" دافوس" في أكتوبر 2016، وهو أمر مهم للغاية بإعتبار أن التعليم يأتي في مقدمة العوامل الرئيسية لتقدم الدول، كما تتقلد المرأة حالياً ثلث الحقائب الوزارية في حكومة دولة الإمارات، وهي من أعلى النسب في العالم، إضافة إلى أن 70% من النساء في الإمارات جامعيات، وجميعها إنجازات يجب البناء عليها لتحقيق المزيد من النجاحات للمرأة".
آليات للتطوير
وقالت شمسه صالح إن مؤسسة دبي للمرأة تتبنى أساليب مبتكرة لتنفيذ برامجها الجديدة المدرجة في الخطة الإسترتيجية للمرحلة المقبلة، والرامية إلى تطوير الكوادر النسائية في مختلف القطاعات مع وضع السياسات المؤثرة في ملف المرأة، إضافة إلى تعزيز الشراكات الإستراتيجية في مجال تبادل الخبرات والمعرفة، حيث يركّز المحور الأول من الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة على توفير منصة للقيادات النسائية لتشجيعهنّ وإعدادهنّ لشغل مناصب قيادية في المجالات الإقتصادية والسياسية، عبر مجموعة من البرامج التدريبية ودورات التطوير المهني.
ويتم ذلك ضمن آليات جديدة تسمح بتبادل الخبرات والمعرفة حول أساليب القيادة المستدامة والتعرّف على أحدث الأبحاث في هذا المجال من منظور" الابتكار التجديدي"، على غرار برنامج القيادات المبتكرة الذي أطلقته المؤسسة، والمقرر انعقاده بالتعاون مع كلية" آشريدج هالت لإدارة الأعمال الدولية" بالمملكة المتحدة في الفترة من 6 حتى 13 مايو المقبل، وذلك تماشياً مع رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الرامية إلى تمكين أكبر عدد من الكوادر النسائية في مواقع صنع القرار، وإعداد جيل قيادي واعد، وفي إطار حرص مؤسسة دبي للمرأة على توفير دورات تدريبية متميّزة، بالتعاون مع أفضل وأعرق الجامعات العالمية، بهدف دعم الأجيال القادمة من القيادات النسائية الإماراتية.
شراكات استراتيجية
وفي إطار رؤيتها الإستراتيجية الواضحة بعيدة المدى، وضعت مؤسسة دبي للمرأة إطار تصورات جديد يساعد على ابتكار مبادرات نوعية أخرى من شأنها الإرتقاء بقدرات المرأة وترسيخ مكانتها في المجتمع، ويتطلب ذلك تنفيذ شراكات مثمرة لتعزيز التعاون مع الجهات المعنية ذات الصلة، بغية رفع مستوى الوعي العام بالفرص الوظيفية المتاحة للمرأة، وتشجيعها على الإنضمام إلى سوق العمل، لتفعيل دورها في رسم مستقبل الإمارة، مما يرفع بدوره مؤشر مشاركة المرأة في التمثيل الخارجي للإمارات في كافة الفعاليات.
بيئة داعمة
كما وضعت مؤسسة دبي للمرأة ضمن خطتها الإستراتيجية الجديدة تطلعات غير مسبوقة تتعلق بكيفية تحديد معايير جديدة من شأنها رفع نسبة تواجد المرأة في سوق العمل، وتشجيع المرأة في المجالين الإجتماعي والمهني وفق العمل بخيارات بديلة، مع تبني السياسات الداعمة للمرأة وإجراء دراسات تحليلية تشمل وضع أطر عامة وواضحة لمجالات عملها ، وتقديمها كمقترحات وتوصيات للجهات المعنية، وذلك من أجل تعزيز دورها ومشاركتها الفعاّلة في مختلف قطاعات الدولة وفي عملية التنمية المستدامة.
قاعدة بحوث
وترتكز الخطة الاستراتيجية لمؤسسة دبي للمرأة على أولوية أخرى، وهي تأسيس قاعدة بيانات معرفية من خلال بحوث ودراسات تتم وفق وسائل علمية حديثة تستند عليها المؤسسة لتحديد احتياجات المرأة والتحدّيات التي تواجهها في قطاع العمل، وهو ما يعزّز من إمكانات مؤسسة دبي للمرأة في مجال التطوير والبحث، ولتكون مرجعية محلية وإقليمية وعالمية، إذ من المقرر إصدار تقرير في هذا المجال في مايو المقبل بعنوان "المرأة الإماراتية وسوق العمل: قوة الإختيار".