حروب ناعمة خاضتها النساء ضد احتكار الرجال لعلوم المناخ.. 6 قصص
يهدف شهر تاريخ المرأة إلى تكريم النساء الأوائل اللاتي امتلكن الشجاعة لاقتحام المساحات غير المطروقة من نون القوة، ولكنهن ثابرن باسم الاكتشاف.
في هذه الفترة من كل عام تحتفي المصادر العلمية البارزة بتاريخ المرأة في المجال العلمي والبحثي، وقرر موقع Climate.gov إلقاء نظرة على أبرز النماذج من النساء الأوائل اللائي اقتحمن قبل غيرهم مجال علوم الأرض والمناخ.
وفيما يلي استعراض للنماذج النسائية صاحبة السبق في هذا المجال، وفق الترتيب الزمني لظهورهن بداية من القرن الـ19، في تاريخ علوم الأرض والمناخ وعلى مدى القرنين الماضيين.
إثيلدريد بينيت (1776-1845)
عرفت إثيلدريد بينيت على أنها "أول عالمة جيولوجية" عرفها التاريخ.
وكانت بينيت من النساء الثريات، التي كونت ثروتها بشكل مستقل ولم تتزوج أبدا، وعرف عنها أنها كانت خبيرة في الحفريات وعلم الطبقات في جنوب غرب إنجلترا.
ونشرت كتبا عن مجموعتها من الأبحاث، وزودت المتاحف بالحفريات، وكانت بمثابة مرجع للجيولوجيين الآخرين في عصرها.
ومن الطرائف في حياتها، أنه بسبب اسمها الذي يوحي للوهلة الأولى بأنه رجل، منحت بينيت عن طريق الخطأ درجة الدكتوراه في القانون المدني من جامعة سانت بطرسبرغ، في وقت لم يكن يُسمح فيه للنساء بالالتحاق بمؤسسات التعليم العالي.
فلورنس باسكوم (1862-1945)
في أثناء دراستها للحصول على درجة الدكتوراه في جامعة جونز هوبكنز، اضطرت باسكوم إلى الجلوس خلف شاشة في زاوية الفصل الدراسي حتى لا تزعج زملاءها الذكور.
وهذا جعل من الصعب عليها سماع المحاضرات أو مشاهدتها، وبعد تخرجها أصبحت ثاني امرأة تحصل على درجة الدكتوراه في الجيولوجيا في الولايات المتحدة، بعد ماري إميلي هولمز.
وفي عام 1896 أصبحت أول امرأة تعمل في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، وأمضت فصول الصيف في العمل الميداني، وتحليل عيناتها، وإعداد الخرائط خلال العام الدراسي في أثناء التدريس كأستاذة في برنامج الجيولوجيا الذي أنشأته في كلية برين ماور.
وأشهر أعمالها هو دراستها الجيولوجية لمنطقة بيدمونت في ماريلاند وبنسلفانيا.
ماريا كلينوفا (1898- 1976)
كانت ماريا فاسيليفنا كلينوفا أول عالمة تقوم بأبحاث في القارة القطبية الجنوبية، وأسهمت في أول صياغة أطلس سوفياتي للقارة القطبية الجنوبية.
وفي عام 1933 أنتجت أول خريطة كاملة لقاع البحر لبحر بارنتس، وخلال الحرب العالمية الثانية تم تعيين كلينوفا كرئيسة لمختبر الجيولوجيا البحرية في معهد الدولة لعلوم المحيطات (GOIN) في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية.
وأنتج مختبرها مئات الخرائط التي دعمت العمليات العسكرية السوفياتية، والعديد من المعالم الجغرافية تحمل اسمها، مثل قمة كلينوفا في القارة القطبية الجنوبية.
مويرا دنبار (1918-1999)
بدأت "دنبار" حياتها المهنية في أبحاث الجليد البحري بالعمل لصالح حكومة كندا بعد هجرتها إلى كندا في عام 1947.
والتقطت صورا للجليد البحري بمنطقة القطب الشمالي في أوقات مختلفة من العام لتحليل ظروف الجليد وتحديد الموقع المتوقع للجليد في أوقات مختلفة من العام.
كما أمضت دنبار ما يقرب من 600 ساعة طيران مع القوات الجوية الكندية لدراسة الجليد في القطب الشمالي من الجو، وتقاعدت دنبار في عام 1978، وحصلت على العديد من الجوائز المرموقة طول مسيرتها المهنية التي استمرت لعقود.
كاتسوكو ساروهاشي (1920-2007)
طورت اليابانية كاتسوكو ساروهاشي الطريقة الأولى التي عرفها العالم لقياس ثاني أكسيد الكربون في المحيطات، باستخدام درجة الحرارة والكلورة ودرجة الحموضة، التي تسمى جدول ساروهاشي.
وكانت ساروهاشي فضولية بطبعها بشأن العلوم منذ الصغر، وفقا لمقالة في مجلة Massive Science، وبعد تخرجها من كلية العلوم الإمبراطورية للنساء درست مستويات ثاني أكسيد الكربون في مياه البحر.
وأصبحت طريقتها معيارا عالميا لقياس ثاني أكسيد الكربون في مياه البحر، واكتشفت أيضا أن المحيط الهادئ يطلق المزيد من الكربون الذي يمتصه، وهو اكتشاف كان له آثار هائلة فيما يتعلق بتغير المناخ.
ويعود الفضل لساروهاشي في تأسيس جمعية العالمات اليابانيات.
جوان سيمبسون (1923- 2010)
كانت جوان سيمبسون أول امرأة تحصل على درجة الدكتوراه في الأرصاد الجوية في الولايات المتحدة.
وأصبحت مهتمة بالسحب عندما أبحرت قبالة ساحل كيب كود في شبابها، والتحقت سيمبسون بجامعة شيكاغو، حيث أنشأ كارل جوستاف روسبي، عالم الأرصاد الجوية الشهير، معهدا للأرصاد الجوية.
وسجلها روسبي كمعلمة تحت التدريب، وقامت بتدريس الأرصاد الجوية لطلاب الطيران خلال الحرب العالمية الثانية.
وبعد حصولها على درجة الدكتوراه أجرت أبحاثا في معهد وودز هول لعلوم المحيطات في ماساتشوستس من عام 1948 إلى عام 1951، ثم في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) من عام 1964 إلى عام 1974.
واختتمت حياتها المهنية في وكالة ناسا، حيث كان عملها الأكثر أهمية كعالمة مشروع لقياس هطول الأمطار الاستوائية في 1997.