نقطة تحول حاسمة بمناخ الأرض.. ثلث كهرباء العالم «نظيفة»
يومياً، يستخدم مليارات الأشخاص حول العالم أنواعاً مختلفة من الطاقة، وكان 2023 عاماً قياسياً بالنسبة لمصادر الطاقة المتجددة.
وتُعرف مصادر الطاقة المتجددة بأنها تلك التي لا تنبعث منها ملوثات تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان؛ وفقاً لدراسة نشرتها المؤسسة الفكرية الرائدة بأبحاث ودراسات الطاقة النظيفة والمناخ «إمبر - Ember» في 8 مايو/أيار 2024.
بحسب نتائج الدراسة، قالت مؤسسة «إمبر» أن كوكب الأرض وصل إلى «نقطة تحول حاسمة» تجاه تبني الطاقة النظيفة، متوقعة انخفاضاً طفيفاً في الاستهلاك العالمي للوقود الأحفوري خلال عام 2024، قبل أن يتراجع بمعدلات أسرع كثيراً خلال الأعوام المقبلة.
30 % من كهرباء العالم.. نظيفة
وللمرة الأولى، سطر العالم إنجازاً بتوليد ثلث من الكهرباء من مصادر الطاقة النظيفة، حيث استمر عدد مزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في النمو المتسارع، لتوفر 30.3% من إمدادات الكهرباء في العالم خلال 2023، ارتفاعا من 29.4% العام السابق له.
ومن بين أنواع الطاقة النظيفة التي تم توليدها في العام الماضي، أنتجت السدود الكهرومائية أكبر قدر ممكن. لذلك؛ لا تزال الطاقة الكهرومائية أكثر المصادر المتجددة إسهاماً في مزيج الكهرباء العالمي، بحصّة 14.3%، ما يعادل 4210 تيراواط/ساعة خلال العام الماضي، رغم انخفاضها من 14.9% في العام السابق له.
بينما أسهمت الطاقة النووية في توفير 9.1% من إمدادات الكهرباء العالمية خلال العام الماضي، بانخفاض طفيف عن عام 2022.
ومع ذلك، فإن حالات الجفاف في الهند والصين وأمريكا الشمالية والمكسيك أدت إلى وصول الطاقة الكهرومائية إلى أدنى مستوياتها منذ خمس سنوات. وتُظهر الأبحاث أن تغير المناخ يتسبب في تطور حالات الجفاف بشكل أسرع وأكثر حدة.
في عام 2023، استخدم البشر المزيد من الكهرباء أكثر من أي وقت مضى، بنحو 2%، أي بزيادة قدرها نحو ما تستخدمه كندا في عام واحد، وتمثل بعض هذا الطلب الجديد على المضخات الحرارية، وهي وسيلة فعّالة لتدفئة وتبريد المباني، وعلى السيارات الكهربائية، وكذلك المحللات الكهربائية، وهي آلات خاصة تستخدم لاستخلاص الهيدروجين من الماء للحصول على الطاقة. جميعها تعتبر تقنيات توفر حلولاً لتغير المناخ.
وجاء الطلب المتزايد الآخر على الكهرباء لتغذية مراكز البيانات الجديدة وتكييف الهواء مع ارتفاع درجة حرارة الأماكن حول العالم.
وقد ارتفع الطلب العالمي على الكهرباء بشكل كبير عام 2023، وإن ظل معدل الارتفاع أبطء من نظيره خلال العقد الماضي.
وقادت الصين الزيادة في الطلب على الطاقة، في حين شهدت كل من الولايات المتحدة وأوروبا تراجعاً حاداً في الطلب نتيجة تباطؤ النشاط الصناعي والطقس الأدفأ من المعتاد خاصة في أوروبا.
وتوقعت دراسة «إمبر» أن يشهد الطلب على الكهرباء ارتفاعاً مستمراً بدءاً من عام 2024 فصاعداً، نتيجة انتشار التقنيات والمنتجات الحديثة، مثل السيارات الكهربائية، ومضخات التدفئة، وعمليات التحليل الكهربائي المستخدمة في إنتاج الهيدروجين الأخضر، وأنظمة الذكاء الاصطناعي المعروفة بكثافة استهلاكها للطاقة.
ومن المتوقع استمرار نمو حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء العالمي خلال العام الجاري (2024)، ما قد يدفع حصة الوقود الأحفوري للانخفاض أقلّ من 60% للمرة الأولى منذ عام 2000 على الأقل، بعدما بلغت 61% في 2023.
الطاقة الشمسية.. الأسرع نمواً وانتشاراً
وقد شكلت الطاقة الشمسية الحصة الأكبر من الطاقة النظيفة الجديدة في العام الماضي؛ حيث تمت إضافة أكثر من ضعف الطاقة الشمسية مقارنة بطاقة الفحم.
للعام الـ19 على التوالي، مثّلت الطاقة الشمسية أسرع المصادر المتجددة نمواً في 2023، إذ سجلت معدل نمو بلغ 28.8% خلال الفترة من 2014 حتى 2023، مقابل 13.8% لطاقة الرياح، و5.6% للطاقة الحيوية، و1.1% للطاقة الكهرومائية خلال الفترة ذاتها.
وفي عام 2023 لوحده، شهدت الطاقة الشمسية والرياح نموًا ملحوظًا في مزيج توليد الكهرباء بحصّة إجمالية 13.4%، مقابل 12% في العام السابق له.
وشكّلت طاقة الرياح 7.8% من مزيج الكهرباء العالمي، في حين وفرت الطاقة الشمسية 5.5%، أمّا الطاقة الحيوية فقد بلغت حصتها 2.4%، وفق تقرير حديث صادر عن مركز أبحاث الطاقة النظيفة "إمبر".
وأسهمت طاقتا الشمس والرياح في تلبية 82% من نمو الطلب العالمي على الكهرباء عام 2023، ارتفاعًا من 77% في العام السابق له.
ولفتت نتائج الدراسة إلى أن معظم أنظمة الطاقة الشمسية الجديدة تم تركيبها في نهاية 2023، أي أن تأثيرها سيبدأ بالظهور بشكل كبير هذا العام.
تراجع حصة الوقود الأحفوري
وعلى الرغم من أن الفحم والغاز لا يزالان يمثلان النسبة الأكبر من مزيج الطاقة العام الماضي، فإن معدل نموهما جاء أقل كثيراً من نظيره للطاقة الشمسية وطاقة الرياح خلال الفترة ذاتها. وتتوقع الدراسة أن يشهد عام 2024 قفزة أكبر بمعدل نمو الطاقة الشمسية، كمصدر رئيسي لطاقة العالم المتجددة.
وقد أضافت الصين طاقة متجددة أكثر من أي دولة أخرى في العام الماضي، موزعة على 51% من الطاقة الشمسية الجديدة و60% من طاقة الرياح الجديدة على مستوى العالم، وشكلت الصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والبرازيل مجتمعة 81% من توليد الطاقة الشمسية الجديدة في عام 2023.
ومع ذلك، كانت الصين مسؤولة أيضا عن 55% من توليد الفحم على مستوى العالم؛ إذ جاء 60% من الكهرباء المولدة في الصين من الفحم، وتقول وكالة الطاقة الدولية إن الفحم هو أكثر أنواع الوقود الأحفوري كثافة بالكربون.
aXA6IDMuMTUuMjExLjcxIA== جزيرة ام اند امز