محمد صبحي يرى «الأرض مسطحة».. والعلم ينسف «خرافاته» (خاص)
لم يقتنع "السماك الأمي" في مسرحية "السكرتير الفني" للنجم الراحل فؤاد المهندس بحقيقة أن الأرض كروية تدور حول نفسها.
هذا المشهد، وما ذكره "السّماك"، الذي لعب دوره الفنان جمال إسماعيل، من مبررات لعدم اقتناعه، كان في سياق الكوميديا والضحك، لكن ما لم يستوعبه البعض أن يتم الحديث عن "الأرض المسطحة" في سياق يتسم بالجدية، ويكون الطرح على لسان فنان مثقف بحجم وقيمة محمد صبحي.
وخلال حلوله ضيفاً على برنامج "نظرة" للإعلامي حمدي رزق بقناة "صدى البلد"، تحدث صبحي عن وجود أبحاث علمية أثبتت أن الأرض مسطحة وليست كروية، ونهايتها ليست في القطبين الشمالي والجنوبي، حيث توجد أراض لا نعرفها ولم يصل لها أحد.
المعهد القومي للبحوث الفلكية يتفاعل
وتفاعل المعهد القومي للبحوث الفلكية سريعاً مع الجدل الذي أثاره صبحي بهذا التصريح، مؤكداً في تعليق كتبه على حسابه بموقع "فيسبوك"، أن " علوم الفلك منذ الإغريق مروراً بالحضارة الإسلامية وحتى صعود الإنسان إلى الفضاء، أكدت حقيقة واحدة أن الأرض ليست مسطحة بل كروية مثل بقية الكواكب"، وطالب المعهد الوسط الإعلامي والفني، بالحرص على عدم نشر نظريات المؤامرة أو علم زائف ليس له أصل بحثي.
ويتزعم هذا العلم الزائف جمعية الأرض المسطحة Flat Earth Society التي تأسست في خمسينيات القرن الماضي، والتي تتحدث بدون أسانيد علمية أو بحثية عن أن الأرض قرص منبسط يتوسطه القطب الشمالي ومحاط بمحاذاة حافته الجنوبية بجدار من الجليد، وتبعد الشمس والقمر والكواكب والنجوم عن سطح الأرض مئات الأميال فقط.
ويشكك أنصار هذه الجمعية في الصور التي التقطت من الفضاء لتأكيد كروية الأرض، ويزعمون أنها مجرد خدعة نسجتها وكالات الفضاء العالمية بمشاركة حكومات عديدة.
مسؤول بقسم الفلك يرد
ويوضح أشرف شاكر، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أنه "بعيداً عن صور الأقمار الصناعية، فإن هناك عشرات الأدلة التي تؤكد كروية الأرض، ومنها تجربة العالم الإغريقي (إراتوستينيس) منذ أكثر من 2000 عام، عندما قام بحساب محيط الأرض باستخدام زوايا الظل في مواقع مختلفة، مما وفر دليلاً مبكراً على كروية الأرض".
ويشرح شاكر ما قام به إراتوستينس قائلاً في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن "العالم الإغريقي، والذي كان يشغل منصب أمين مكتبة الإسكندرية، عرف أنه في أسوان خلال الانقلاب الصيفي (21 يونيو/تموز)، تكون الشمس في السماء عمودية عند الظهر، وقد تجلى ذلك من خلال حقيقة أن الأجسام الرأسية، مثل العصا أو العمود، لا تلقي بظلالها في هذا الوقت، ولاحظ أنه في نفس اليوم وفي نفس الوقت بالإسكندرية، التي تبعد حوالي 800 كيلومتر (500 ميل) شمال أسوان، كانت الأجسام العمودية تلقي بظلالها، والنتيجة التي خرج بها من ذلك وأثبتها رياضياً، أنه لو كانت الأرض مسطحة ما حدث هذا الاختلاف".
ويضيف شاكر أن "هذا الإثبات الذي حدث قبل نحو ألفي عام تبعته قائمة طويلة من الإثباتات، منها القدرة على السفر حول العالم في مسار مستمر دون مواجهة أي حافة، مما يدل على كروية الأرض، والطريقة التي تعمل بها الجاذبية، وهي سحب الأجسام نحو مركز الكتلة، والتي تؤدي إلى شكل كروي، ولا يُلاحظ هذا على الأرض فحسب، بل في الأجرام السماوية الأخرى مثل الكواكب والنجوم، كما أن الطريقة التي تظهر بها الكواكب والأقمار الأخرى كروية من خلال التلسكوبات وطريقة دورانها ومدارها تتفق مع كروية الأرض".
ويخلص شاكر من ذلك إلى القول: "من حقنا أن نحزن بعد كل ذلك، عندما نجد تأييداً للخرافات، ومن حقنا أن نحزن أكثر عندما يكون ذلك على لسان فنان مثقف مثل محمد صبحي".
aXA6IDE4LjExOC4xNTQuMjM3IA== جزيرة ام اند امز