تحذير دولي من بدء الموجة السادسة لانقراض الحياة البرية
العلماء يحذرون من بدء موجة الانقراض الجماعي السادسة للحياة البرية وسرعتها الشديدة وخطورتها على الحضارة البشرية
حذرت دراسة دولية بلهجة شديدة الحدة من بدء موجة الانقراض الجماعي السادسة بالفعل على الأرض نتيجة "الإبادة البيولوجية للحياة البرية" خلال العقود الأخيرة.
وذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية نقلا عن الدراسة التي نشرتها الأكاديمية الوطنية للعلوم في واشنطن، أن هذه الموجة أخطر مما كان متوقعا من قبل.
وحلل العلماء بيانات ٢٧٥٠٠ من الفصائل الشائعة والنادرة، واكتشفوا فقدان المليارات منها محليا وإقليميا، وألقى العلماء اللوم في ذلك على الازدحام السكاني وكثرة الاستهلاك، وحذروا أيضا من أن تلك الأزمة ستهدد الحضارة البشرية في وقت قليل لن يتيح لأحد فرصة التحرك وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وذكر العلماء أن الوضع أصبح سيئا جدا ولن يكون أخلاقيا عدم استخدام لغة قوية.
وكانت دراسات سابقة قد اكتشفت انقراض كائنات بوتيرة أسرع مما كان عليه الوضع قبل ملايين السنين الماضية، ولكن الدراسة الجديدة اتخذت نطاقا أوسع وفحصت فصائل أكثر شيوعا بدأت تفقد الكثير من أنسالها حول العالم.
وعلى سبيل المثال، فإن حيوان الأسد المعروف بوجوده في أفريقيا وجنوب أوروبا والشرق الأوسط حتي شمال شرق الهند، قد تقلص إلى حجم موطنه في أماكن قليلة من المناطق الأصلية.
ووجد العلماء أن ثلث الأنواع الموجودة على كوكب الأرض تخسر ذرية كبيرة، ورغم ذلك فلا يتم حصرها بين الكائنات المهددة بالانقراض.
كما كشفت الدراسة أن ما يصل إلى نصف الحيوانات التي تعيش على الأرض منفردة قد فقدت خلال العقود الأخيرة، وكشف العلماء أيضا أن الثدييات الموجودة على الأرض فقدت ٨٠٪ من نطاقها خلال القرن الماضي، وتبين أيضا أن المليارات من الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات فقدت في أماكن عدة من العالم.
ومن هنا أكد العلماء أن نتائج هذا الانقراض سيكون له بالغ الأثر سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية أو البيئية، وسيدفع البشر في النهاية ثمنا غاليا جراء تدمير التجمع الوحيد من الحياة التي نعرفها في الكون، وأشاروا إلي أنه رغم وجود بعض الأمل في وقف هذه الموجة لكن معدل الانقراض سيتسارع خلال العقدين القادمين ليرسم صورة قاتمة لمستقبل الحياة، بما في ذلك حياة الإنسان.
وشهدت الأرض ٥ موجات انقراض جماعي سابقة، أولاها كانت قبل ٤٤٣ مليون عام، وكان آخرها قبل ٦٥ مليون عام.