الأرض تمطر السماء إلكترونات.. تهديد خفي فوق رؤوسنا
إذا كانت السماء تمطر الأرض ماء، فإن الأرض يمكن أن تمطرها إلكترونات أثناء حدوث البرق، وذلك وفق دراسة لباحثين من جامعة كولورادو بولدر الأمريكية.
ووجد الباحثون في الدراسة المنشورة بدورية "نيتشر كومينيكيشنز "، أنه عندما يضرب البرق الأرض، فإنه يرسل موجات راديو قوية إلى الفضاء، تصطدم بالإلكترونات في حزام الإشعاع الداخلي، وهي منطقة من الجسيمات المشحونة المحيطة بالأرض، مما يؤدي إلى إطلاقها مسببه ما يمكن تسميته بـ "مطر الإلكترونات الناجم عن البرق".
ولفهم هذه الظاهرة التي فصلها الباحثون في دراستهم، تخيل أنك تمسك بمظلة أثناء عاصفة مطرية مفاجئة، فعندما يضرب المطر المظلة، ترتد قطرات الماء، ولكن إذا هززت المظلة، فإن بعض الماء يرتطم ويسقط بسرعة أكبر على الأرض، ويحدث الشيء نفسه في الفضاء عندما تضرب العواصف الرعدية الأرض.
واكتشف الباحثون أن البرق على الأرض يمكن أن يهز الأشياء في الفضاء، فعادة ما يحبس حزام الإشعاع الداخلي، الذي يشبه "عوامة المسبح" حول الأرض المليئة بالجسيمات عالية الطاقة، هذه الجسيمات، ولكن عندما يضرب البرق، فإنه يرسل موجات راديو قوية تتصاعد إلى الفضاء، تصطدم هذه الموجات بالإلكترونات في حزام الإشعاع، مما يجعلها حرة، تمامًا مثل هز الماء من المظلة.
ويوضح الباحثون أنه "بمجرد تحررها، تبدأ هذه الإلكترونات "الشديدة السخونة" في الارتداد بين القطبين الشمالي والجنوبي للأرض في لعبة "بينبول" سريعة، ومع كل ارتداد، تسقط بعض الإلكترونات من الحزام إلى الغلاف الجوي، و هذه "الإلكترونات القاتلة"، يمكن أن تلحق الضرر بالأقمار الصناعية أو تضر برواد الفضاء .
ولم يتوقع الباحثون العثور على "مطر الإلكترونات الناجم عن البرق" هذا من الحزام الداخلي، حيث كان يُعتقد سابقا أنه منطقة أكثر استقرارا، ولكن بمقارنة بيانات الأقمار الصناعية بسجلات ضربات البرق، وجدوا أن بعض موجات هذه الإلكترونات عالية الطاقة حدثت بعد ثوانٍ فقط من العواصف الرعدية على الأرض، وهذا يوضح أن كوكبنا والفضاء أكثر ارتباطا مما يبدو، حيث تؤثر العواصف الرعدية على ما يحدث فوق رؤوسنا.
ويقول الباحثون أن هذا الاكتشاف يساعد العلماء على التنبؤ بموعد سقوط هذه الإلكترونات، مما يسمح للأقمار الصناعية ورواد الفضاء بتجنب التعرض للإشعاع الضار.
aXA6IDMuMTMzLjEzMS4yNDEg جزيرة ام اند امز