كثافة السكان وطبيعة الأرض.. أخطار تواجه مصر في الهزات الأرضية
قوة الهزة الأرضية قدرت بـ5.5 درجة على مقياس ريختر، وتعد هذه الهزة الأرضية الثالثة التي تضرب مصر خلال شهر يناير
في تمام الساعة التاسعة إلا ربع من مساء يوم الأربعاء الماضي، شعر بعض سكان القاهرة وعدد من المحافظات بهزة أرضية، وقدر المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، قوة الهزة الأرضية بـ5.5 درجة على مقياس ريختر، حيث وصلت الهزة من منبعها من البحر المتوسط للقاهرة، وتعد الهزة الأرضية هي الثالثة خلال شهر يناير/كانون الثاني الجاري.
وخلال الشهر الجاري وقعت هزتان أرضيتان في الخامس من بداية الشهر، بالقرب من مدينة العاشر من رمضان، وهي المنطقة نفسها التي وقع فيها الزلزال الثاني في يوم 21 يناير/كانون الثاني الماضي، بقوة 4 درجات على مقياس ريختير، مما أثار تساؤلات عديدة حول تعرض مصر الفترة المقبلة لهزات أرضية عنيفة، واستقبالها لزلزال مدمر بالقرب من المنطقة نفسها.
وحول خطورة تكرار الزلازل وتأثيرها على مصر، قال أبو العلا أمين، أستاذ الزلازل بمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، "حدوث الزلازل بأي منطقة بالعالم أمر طبيعي، وتقع الهزات الأرضية باختلاف أماكنها ومصادرها وقوة درجتها"، نافياً أن تكون هذه الهزات هي مؤشرات لدخول مصر في حزام الزلازل، قائلا: "من الناحية العلمية لا يمكن دخول منطقة لحزام الزلازل فجأة".
وطوال اليوم تحدث عشرات الهزات الأرضية، لا يشعر بها أحد، ولكن ترصدها الأجهزة والمعاهد المختصة، وأوضح أن الخطورة الوحيدة التي تواجه مصر في الهزات الأرضية، هي عدد السكان وكثافة العدد بمنطقة وادي النيل ومحافظة القاهرة، كاشفاً عن أن كثافة 90% من 90 مليون مصري وتمركزهم بالقاهرة، يجعل منها منطقة هشة غير متماسكة، قابلة لوقوع هزات بها، كما كان الحال في زلزال 1992؛ فالطبيعة الزراعية والتجمع السكاني، والعمق القليل، وغياب الوعي لدى الكثيرين في التعامل أثناء الكوارث الطبيعية، ضاعف الخسائر البشرية والدمار الذي لحق بالمباني.
وأشار أمين، في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، إلى أن الهزة الأرضية الأخيرة التي شعر بها بعض سكان القاهرة والمحافظات القريبة، هي قادمة من أكبر مصدر للزلازل جنوب شرق البحر المتوسط، وأن الزلازل والهزات التي وقعت خلال الشهر الجاري، هي زلازل متوسطة النشاط، حيث تقدر أنشطة الهزات الأرضية بين صغير ومتوسط وقوي.
وحول السبب العلمي لتكرار وقوع هزات أرضية متتالية في المنطقة نفسها، أوضح الأمين العام للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن الزلازل تحدث من وقت لآخر، وفي مصر وتحديداً بمنطقة شمال شرق القاهرة، شهدت طوال عقود مختلفة هزات أرضية مختلفة، ما يعنى أن تاريخياً يثبت صحة نظريته، وأن التخوف حول وقوع هزات عنيفة مقبلة غير صحيح، منذ 1974 وقع بمنطقة أبو حماد هزة أرضية، و1996 شهدت منطقة أبو زعبل زلزال بقوة قدرت بين 4-5 درجات ريختر، وخلال أعوام 2001-2002 وقعت أكبر الزلازل بعد زلزال 92 بمنطقة بلبيس بمحافظة الشرقية.
وتعد الجزر اليونانية هي المصدر الرئيسي للهزات الأرضية التي تتعرض لها مصر، وأوضح أمين أن السبب العلمي وراء طبيعة الصفائح التكتونية المكونة لقارة إفريقيا، 125 كلم تحت اليابسة، و75 كلم تحت المياه، تجعلها تصطدم وتغوص تحت الصفائح التكتونية لقارة أوروبا، لتتكون خنادق ضعيفة وأماكن هشة، مؤكداً أن جزيرتي قبرص وكيرت هما أكثر الجزر بالبحر المتوسط المصدرة للزلازل في مصر.
aXA6IDE4LjIyNy43Mi4yNCA= جزيرة ام اند امز