خبير زلازل لـ«العين الإخبارية»: نشاط زلزال روسيا الارتدادي مستمر لأشهر

في قلب واحدة من أخطر مناطق النشاط الزلزالي في العالم، حيث تتصارع قوى الأرض وتتكسر الصفائح التكتونية بقوة، وقع زلزال كامتشاتكا الهائل.
وترك الزلزال التاريخي العلماء والمجتمعات في حالة ترقب وقلق، فهل كان من الممكن توقع هذا الحدث المدمر؟ وهل تشير الهزات الصغيرة التي سبقت الزلزال إلى تحذيرات مبكرة؟ وما الأسرار الجيولوجية التي تجعل هذه المنطقة مسرحا لأقوى الزلازل في التاريخ؟
في حوار خاص مع "العين الإخبارية"، يستعرض سيغورجون جونسون، أستاذ الجيوفيزياء بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، تفاصيل مثيرة حول طبيعة الزلزال، وأسباب الهزات الارتدادية، ومستقبل أنظمة الإنذار المبكر التي قد تغير قواعد اللعبة في مراقبة الكوارث الطبيعية.
سبق الزلزال التاريخي في روسيا زلزالان بقوة 7.1 و7.4، فهل يمكن تفسيرهما كإشارات تحذيرية للزلزال الأخير بقوة 8.8؟
كان من الصعب تفسير الزلزالين بقوة 7.1 و7.4 كإشارات تحذيرية قصيرة الأمد قبل الزلزال الرئيسي، لكن بالنظر إلى الوراء يمكننا القول إنهما أشارا إلى تراكم الضغط ووصوله إلى مستوى حرج.
كيف يحدث ذلك؟
في هذه المنطقة، تتحرك صفيحتان تكتونيتان باتجاه بعضهما بسرعة نسبية تبلغ حوالي 8 سنتيمترات في السنة، وهذا يُعتبر معدلًا عاليا للحركة بين الصفائح الأرضية. هذه الحركة المستمرة تسبب تراكم الضغط على طول منطقة التماس بين الصفائح.
وعندما يصبح هذا الضغط كبيرا جدا ولا يمكن أن تستمر الصفائح في التحرك بسلاسة، فإنه يُطلق فجأة على شكل زلزال قوي. وبما أن آخر زلزال كبير وقع في هذه المنطقة قبل حوالي 73 عامًا، فهذا يعني أن الصفائح تحركت مع بعضها بمقدار يقارب 6 أمتار خلال هذه الفترة (8 سم × 73 سنة = تقريبًا 6 أمتار).
هذا التراكم الكبير للحركة والضغط يجعل احتمال حدوث زلزال ضخم جديد عاليا، لأن الضغط وصل إلى نقطة لم يعد النظام قادرا على تحملها دون انزلاق مفاجئ يُطلق الطاقة المخزنة.
هل يعني ذلك أن نفس المنطقة ستشهد المزيد من الزلازل الكبرى؟
كما ذكرت، فإن معدل التقارب السريع (حوالي 8 سم في السنة) بين الصفيحتين يساهم في تكرار الزلازل الكبرى. بالإضافة إلى ذلك، شكل هذه المنطقة الاندساسية يؤدي إلى وجود منطقة زلزالية كبيرة نسبيا، فهي منطقة اندساس تنحدر بشكل ضحل، كما هو الحال في مناطق أخرى حول العالم.
هل نتوقع نشاطًا ارتداديا قويا بعد الزلزال الأخير؟
نعم، يمكننا دائمًا توقع نشاط ارتدادي قوي بعد زلزال كبير كهذا، قد تصل شدته إلى 5 أو 6 درجات وربما أكثر من 7 خلال الأسابيع والأشهر القادمة، وهذا أمر طبيعي تمامًا. كما أن الزلزال الكبير يزيد من الضغط في المناطق الواقعة إلى الشمال الشرقي والجنوب الغربي من منطقة التمزق الزلزالي، لذا يجب إيلاء اهتمام خاص لهذه المناطق، لأنها معرضة لاحتمال تقدم الزلازل الكبرى التالية في الزمن (أي أن تقع في وقت أقرب مما كان متوقعًا).
استنادا إلى النشاط الزلزالي الأخير في كامتشاتكا، هل تعتقد أن نماذج الإنذار المبكر من الزلازل يمكن تحسينها؟
نحن نسعى باستمرار لتحسين أنظمة الإنذار المبكر بالزلازل (أي تلك التي تعمل بعد وقوع الزلزال وقبل وصول الموجات الزلزالية إلى البنى التحتية الحيوية)، مثل استخدام المعلومات القادمة من الهواتف المحمولة، ونضيف دائما المعرفة الجيولوجية إلى قاعدة بياناتنا العالمية حول النشاط الزلزالي.
لذلك، نحن نعرف جيدا أماكن حدوث الزلازل الكبيرة وحجمها المتوقع في كل منطقة من العالم. لكن التنبؤات قصيرة الأجل (بالساعات أو الأيام) لا تزال تمثل تحديا كبيرا وغير محلول، ويعتقد كثير من الباحثين أن الزلازل بطبيعتها غير قابلة للتنبؤ.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز