أنقاض زلزال سوريا وتركيا.. رائحة الموت تسحق آمال الحياة
تضاعف فرق الإنقاذ في سوريا وتركيا الجهود بحثا عن ناجين تحت أنقاض الزلزال رغم مرور نحو مائة ساعة على وقوع الكارثة المفجعة.
وفيما يزيد البرد الصقيعي من صعوبات الوضع تراجعت الآمال بالعثور على أحياء، الجمعة، وتجاوزت حصيلة القتلى 22 ألفا في تركيا وسوريا، فضلا عن عشرات الآلاف من المصابين والمشردين، في إحدى أسوأ الكوارث الطبيعية منذ قرن.
ويتابع السكان المضطرون إلى المبيت في خيام أو سيارات وهم يبكون عمل المنقذين الذين يحاولون تحديد مكان ناجين محتملين بواسطة مسيّرات وكاميرات كشف تعمل بالطاقة الحرارية.
وتمكن 130 عامل إنقاذ أرسلتهم دولة قطر من إخراج صبي في الثانية عشرة حيا من بين الأنقاض في مدينة نورداجي الريفية البالغ عدد سكانها 40 ألف نسمة والواقعة قرب مركز الزلزال في تركيا، وينشط أيضا مئات من عمال الإغاثة من ماليزيا وإسبانيا وكازاخستان والهند ودول أخرى.
في مدينة أنطاكية التي دمرها الزلزال، قطع عمال مناجم مسافة ألف كيلومتر لتقديم المساعدة، وقد تسلح هؤلاء بمعاول ومجارف ومناشير تستخدم في المناجم وهم يحاولون مساعدة أشخاص عالقين تحت كتل الأسمنت والحديد.
وكانت جرافة تساعد في إزالة الركام عندما طلب منها المشرف على فريق عمال منجم زوغولداك قرب البحر الأسود، التوقف، وكان يحطم بمطرقته كتلة من الأسمنت وطلب غطاء بعدما عثر على طفل ميتا في سريره، وقد حمل الوالد جثة الطفل الملفوفة بشرشف بين ذراعيه صامتا.
نسيبة كولوبيجي أوغلو التي تمكنت من الخروج سالمة من سريرها مع ابنتها، فقدت ستة من أقاربها في الزلزال ولم تعد تأمل بالعثور عليهم أحياء.
أوغلو ممتنة لعمال المناجم، لكنها حانقة من الحكومة وتندد ببطء عمليات الإغاثة شأنها في ذلك شأن هاكان تنريوردي وهو من سكان مدينة أديامان في جنوب تركيا.
وقال هاكان "نحن مجرحون في الصميم من أن أحدا لا يدعمنا". وأضاف محمد يلديريم غاضبا "لم أر أحدا قبل الساعة 14,00 من اليوم التالي لزلزال" أي بعد 34 ساعة على أول زلزال، موضحا "لا دولة ولا شرطة ولا جنود.. عار عليكم لقد تركتمونا لحالنا".
وأعلنت إدارة الكوارث والطوارئ في تركيا (أفاد) الجمعة ارتفاع عدد قتلى الزلزال إلى 18342، إلى جانب ارتفاع عدد المصابين إلى 74242، وذكرت أنه تم إجلاء 75780 من ضحايا الزلزال من المنطقة التي ضربها في جنوب تركيا وأن أكثر من 121 ألفا يشاركون في جهود الإنقاذ والإغاثة.
وأضافت أن الزلزال أعقبه 1509 هزات ارتدادية.
وعلى الجانب السوري، تخشى المنظمات الإنسانية خصوصا انتشار وباء الكوليرا الذي عاد للظهور قبل فترة في البلاد. وأرسل الاتحاد الأوروبي مساعدات أولى إلى تركيا بعد ساعات على الزلزال الإثنين، إلا أنه لم يعرض إلا مساعدة محدودة لسوريا عبر برنامج المساعدات الإنسانية المعمول بها أساسا بسبب العقوبات الدولية المفروضة على دمشق.
وطلبت سوريا، الأربعاء، رسميا مساعدة الاتحاد الأوروبي وطلبت المفوضية الأوروبية من الدول الأعضاء تلبية هذا الطلب. وأعلن البنك الدولي الخميس تقديم مساعدة قدرها 1.78 مليار دولار لتركيا، فيما كشفت واشنطن أنها ستخصص 85 مليونا لتركيا وسوريا.
وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أيضا الرفع المؤقت لبعض العقوبات المفروضة على سوريا بهدف نقل المساعدات بأسرع وقت ممكن إلى السكان المنكوبين.