ماذا تخبئ الانتخابات لأردوغان؟.. توابع سياسية لزلزال تركيا
ألقى مشهد الزلزال، الذي ضرب تركيا وخلف دمارا وعشرات الآلاف من الضحايا، بتداعياته على المشهد السياسي قبل 3 أشهر من الانتخابات.
تداعيات اعتبرها خبراء في تصريحات لـ"العين الإخبارية" تشعل التكهنات بشأن المستقبل السياسي للرئيس رجب طيب أردوغان، خاصة مع ما تحمله الفترة المقبلة من تطورات تتعلق بوجود استقطاب سياسي بين الحكومة والمعارضة.
وأعلنت إدارة الكوارث والطوارئ "أفاد" قبل أيام، ارتفاع الخسائر بالأرواح في زلزال تركيا إلى 41 ألفا و20 شخصا، في الوقت الذي أفاد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بأن الدمار تسبب في تشريد نحو 1.5 مليون شخص، وهناك حاجة لبناء 500 ألف منزل جديد.
وقال مسؤول حكومي إن تركيا بدأت العمل لإعادة بناء المنازل بعد الزلزال المدمر، في الوقت الذي أشارت فيه تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن الزلزال شرد 1.5 مليون شخص، وأن هناك حاجة لبناء 500 ألف منزل جديد.
طه عودة أوغلو، المحلل السياسي التركي والباحث بالعلاقات الدولية، قال إن "الساحة السياسية التركية تشهد حالة من الغليان خاصة بعد كارثة الزلزال، وتطورات متعلقة بتداعياتها على الوضع السياسي والاقتصادي بالبلاد".
وأضاف "ستكون الفترة المقبلة حافلة بالكثير من التطورات خاصة المتعلقة بوجود الاستقطاب السياسي بين الحكومة والمعارضة"، مشيرا إلى أنه حتى اللحظة فالأمور تسير تجاه ما يطمح به أردوغان، عكس ما تروج له المعارضة مع الإصرار على إجراء الانتخابات في 14 مايو/أيار القادم.
ورأى أوغلو أن "وعود أردوغان وتحركاته خاصة المتعلقة بقضية الإيواء والسكن ستكون الفصل والحكم لمستقبله ومستقبل حزبه، فإذا ما شعر الناس أن الرئيس سينفذ هذه الشروط ستكون فرصة للفوز بالانتخابات كبيرة جدا".
وعزز أوغلو طرحه بأن "المعارضة لم تقدم أي مشروع لإنقاذ البلاد، أو ما يتعلق بالزلزال وتداعياته سوى مجرد ترديد انتقادات ضد الرئيس وحكومته، وهو أمر قد يحسب ضدها".
وأشار إلى أن انعقاد الانتخابات كما يريد أردوغان في موعدها ليس بالأمر السهل، وهو تحد كبير له وللحكومة، وعليها أن تجتهد جدا من أجل الفوز بالانتخابات المقبلة.
وحرص المحلل السياسي والباحث بالعلاقات الدولية على التأكيد بأن "الأمور ضبابية وغير واضحة حتى اللحظة، فهناك متابعة من الشارع والناخب لتحركات الحكومة التي حققت نقاطا ضد المعارضة، خاصة فيما يتعلق بطمأنة الشارع بشأن تعاملها مع ملف الزلزال".
صعوبة المشهد
واتفق فراس رضوان، المحلل السياسي التركي، مع ما ذهب إليه أوغلو، قائلا إن المعارضة لم تقم بأي مبادرة، أو إثبات نفسها على الساحة السياسية، وتكتفي فقط بانتقادات الرئيس وحكومته، دون حلول عملية.
لكنه أشار أيضا إلى أن أي "تباطؤ في العمل ما بعد رفع الأنقاض سيكون له تداعيات عكسية على الحكومة، لذا فإن الأخيرة تعمل على قدم وساق وبجدية لإنجاز المطلوب من أجل تعزيز موقفها في الانتخابات، لافتا إلى أن أغلب الولايات التي ضربها الزلزال تؤيد بشكل كبير حزب العدالة والتنمية.
وبدوره، قال الدكتور بشير عبدالفتاح الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في حديث لـ"العين الإخبارية" إن المشهد السياسي يبدو صعبا بعد الزلزال، وليس من السهل تغييره، لأن التغيير يعني وجوها وأفكارا جديدة، وقدرة على تقديم بديل للنظام الحالي، وسياسات بديلة، لكن حتى الآن المعارضة عاجزة عن القيام بهذا الدور.
وفي هذا الإطار، بين أن "مشكلة المعارضة التركية المزمنة أنها عاجزة عن تقديم بدائل، بدليل أنها حتى الآن عجزت عن تقديم مرشح رئاسي توافقي، لذا تظل فرص أردوغان أفضل، ليس لأنه أفضل الخيارات لكن لأنه لا يوجد خيارات بديلة يمكن للشارع الرهان عليها.
ودلل بأن الـ6 أحزاب المعارضة الرئيسية كل منها يريد أن يقدم مرشحا رئاسيا.
وزاد عبدالفتاح أن "فرص أردوغان وحزبه تتوقف على قدرة الأخير على إرضاء الشارع سريعا بعد الانتقادات التي طالته لتأخر الاستجابة في التعامل مع تداعيات الزلازل، وقدرة المعارضة في المقابل على استغلال هذا الغضب الشعبي وتوظيفه، وتقديم برنامج يجذب الشارع، ومرشح قوي يقدم برنامجا واضحا وقدرة على إقناع الناخب التركي بأنه أفضل من الرئيس الحالي.
جودة المنازل
وتعرضت حكومة أردوغان لانتقادات بسبب طريقة استجابتها للدمار الذي خلفه الزلزال، وبسبب -ما يقوله كثيرون من الأتراك- تقاعسها لسنوات عن تطبيق ضوابط جودة البناء.
وإذ أشار إلى "حالة الغضب الشعبي" بسبب سوء التعاطي مع الزلزال، وعدم الجدية في مسألة تطبيق جودة بناء المنازل تقاوم الزلزال تساءل "عبدالفتاح": هل سيستمر الغضب أم ينتهي تدريجيا؟ وهل المعارضة ستفشل في استغلال هذا الأمر؟ كلها تساؤلات ستجيب عنها المرحلة المقبلة.
وردا على إمكانية تأجيل الانتخابات، قال عبدالفتاح إنه في الدستور التركي المادة 78 لا يجب تأجيل مواعيد الانتخابات إذا حان موعدها إلا في حالة الحرب، وتؤجل لعام، ويجوز إذا استمرت الحرب أن تؤجل لسنة أخرى، ونحن الآن لسنا بصدد حالة حرب بالتالي لا يوجد مبرر دستوري لتأجيل الانتخابات.
ولفت إلى أن الانتخابات في موعدها حتى الآن، خاصة أن حالة الطوارئ تشمل 11 محافظة من 80، وتنتهي قبل أسبوع من موعد إجراء الانتخابات في 14 مايو/أيار المقبل.
ووجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤخرا، انتقادات لمستشاره السابق بولنت أرينتش، بعد دعوته لتأجيل موعد عقد الانتخابات البرلمانية والرئاسية عقب الزلزال.
وخلال اجتماع اللجنة التنفيذية لحزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان، تم تناول دعوة أرينتش للبرلمان لإجراء تعديل دستوري يسمح بتأجيل الانتخابات.
ولا يمكن لأردوغان تأجيل الانتخابات إلى موعد أبعد من يونيو/حزيران، من دون تعديل الدستور، لذا يحتاج غالبية الثلثَين في البرلمان، أي 400 صوت، مما يعني أنه سيحتاج إلى المعارضة لدعم تأجيل أكبر.
aXA6IDE4LjExNi45MC4xNjEg
جزيرة ام اند امز