هل يعيد الزلزال علاقات تركيا لمسارها؟ دبلوماسي سابق يجيب "العين الإخبارية"
هل تتحول محنة زلزال تركيا إلى منحة لتحسين علاقاتها المتوترة وتبعث بحرارة تذيب طبقة جليد سميكة راكمتها خلافات وتوترات مع محيطها؟
سؤال يجيب عنه نامق تان، سفير تركيا السابق لدى الولايات المتحدة الأمريكية، في مقابلة مع "العين الإخبارية"، تطرق فيها إلى رؤيته بشأن ما إن كانت كارثة الزلزال الذي ضرب مؤخرا شمالي تركيا، ستتحول إلى خطوة قد تغير مسار علاقات أنقرة المتوترة لعدة سنوات.
وفي 6 فبراير/ شباط الجاري، ضرب تركيا زلازل مدمر أطلق عليه اسم "كارثة القرن"، وخلف خسائر في الأرواح ودمارا كبيرا، ما فجر موجة تضامن دولية واسعة، حيث انهالت المساعدات لمنكوبي الفاجعة من العديد من البلدان، بما في ذلك تلك التي تربطها علاقات متوترة مع أنقرة.
فهل يحرك الزلزال صفائح الدبلوماسية التركية ويعيدها إلى مسارها؟
نامق تان كشف عن رأيه حول تأثير مساعدات الزلزال على التوترات التي شهدتها تركيا في العلاقات الدولية، وذلك مع تشاغلار يلديرم، في مقابلة مع "العين الإخبارية" في نسختها الناطقة بالتركية.
تأثير إيجابي
وقال تان إن هذه العلاقة التي بدأت بعد ألم شديد عاشته تركيا سيكون لها تأثير إيجابي على التوتر الذي تمر به مع بعض البلدان.
وأعرب عن اعتقاده بأن أنقرة ستقدر تعبئة المساعدات المكثفة لتركيا التي تركت تأثيرًا قويا في كثير بين الشعوب، معتبرا أن هذا سيخلق ضغطًا كبيرًا على المسؤولين فيسيطر التأثير الإيجابي.
وتابع: "أعتقد أن هذه الخطوة ستكون موضع تقدير من قبل المسؤولين في تركيا أيضًا، فكل هذه الدول قدمت مساعدات جادة بغض النظر عن حالة العلاقات، حيث قدم البعض مساعدة كبيرة".
ولفت إلى أن "الشعب امتن لهذه الخطوة، ومن المفترض أن يكون حكام البلاد عند نقطة موازية، لذلك أتوقع أن تشهد العلاقات بعض الليونة والتحسن بعد هذه العملية".
اليونان وأرمينيا
وبحسب تان، فإن هذه الخطوة قد تعني نقطة تحول في العلاقات مع أرمينيا، حيث كانت التوترات سائدة لسنوات عديدة، قائلا "تم فتح باب العلاقات مع يريفان في هذه العملية، وأعتقد أن هذا مهم للغاية لكلا البلدين، وخاصة بالنسبة لأرمينيا".
وأضاف: "أعتقد أننا سنشهد تهدئة فيما يتعلق بالعلاقات مع اليونان التي شهدت توترًا متزايدًا خاصة في السنوات الأخيرة، ولاحظنا بدء تغيير مسار العلاقات الذي تجسد في الرسائل المتبادلة التي أعقبت مساعدات الزلزال".
أمريكا
وفي معرض تأكيده للزيارة المتوقعة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، قال تان: "قدم الأمريكيون مساعدة مهمة للغاية، قد لا تتحسن العلاقات فجأة، لكني أعتقد أنه سيتم اتخاذ خطوات على الأقل لفترة معينة من الزمن من شأنها أن تحدث تغييرات وتخفف في حدة الخطاب".
وأشار تان إلى أنه لا يمكن للسياسيين أن يظلوا غير مبالين بالتغييرات في وجهة نظر الشعوب، متوقعا "مستوى معينًا من التعافي في العلاقات بين واشنطن وأنقرة".
وف يما يتعلق بمدة هذا التطور الإيجابي، قال تان: "أعتقد أننا لن نشهد تقلبات مفاجئة في العلاقات مع هذه الدول لفترة طويلة، على الأقل حتى نهاية هذا العام، وأرى أن هذه الفاجعة إلى جانب كل الآلام التي تسببها ستحد من التأثير العدائي للسياسة على العلاقات الخارجية لفترة".
aXA6IDMuMTQ1LjExNS4xMzkg
جزيرة ام اند امز