شرق سوريا المسكوت عنه في الأستانة على أجندة القاهرة
المبعوث الأمريكي للتحالف الدولي ضد داعش أجرى في القاهرة مباحثات مع قيادات سورية حول مستقبل شرق سوريا
بينما يستعد فرقاء الأزمة السورية للعودة إلى العاصمة الكازاخية أستانة لعقد جولة سابعة أواخر الشهر الجاري، ما يزال الشرق السوري غائبا عن الحوار المعني بالأوضاع الأمنية في البلد التي مزقتها الحرب الأهلية الدائرة منذ 6 سنوات، لكن القاهرة التي تلعب دورا متناميا في الملف السوري وضعته على أجندتها.
وتعقدت الأوضاع الميدانية في الشرق السوري؛ دير الزور والرقة والحسكة التي يطلق عليها (الجزيرة والفرات) مع تدفق إرهابيي داعش على محافظة دير الزور حلقة الوصل بين سوريا والعراق، ما استدعى تكثيف العمليات بالمنطقة للقضاء على التنظيم.
وشهدت دير الزور أعلى مستوى للتنسيق بين التحالف الدولي ضد داعش الذي تقوده أمريكا، وروسيا المنخرطة في الصراع إلى جانب النظام السوري، لكن مؤخرا ظهرت بوادر خلاف بين الجانبين.
ولم تدخل مدن جزيرة سوريا والفرات ضمن مناطق خف التوتر التي أقرها حوار الأستانة في 4 مناطق سورية هي، الجنوب السوري، وحمص، وغوطة دمشق، وإدلب، لكن القاهرة التي ساهمت في التوصل لتوافقات في منطقتين من المناطق الأربعة دخلت على ملف الشرق السوري مؤخرا لتهيئة الأوضاع من أجل شموله في مناطق خفض التصعيد.
واستضافة القاهرة الأسبوع الماضي المبعوث الأمريكي للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، بريت ماكغورك، الذي أجرى لقاءات مع مسؤولين مصريين وقيادات في المعارضة السورية وكان من بين الملفات التي بحثها مستقبل شرق سوريا.
والتقى أحمد الجربا، رئيس تيار الغد السوري، ماكغورك، في القاهرة الأربعاء الماضي، وجرى خلال اللقاء بحث عدد من المواضيع المتعلقة بالعمليات الميدانية للتحالف الدولي في مناطق الجزيرة السورية والفرات ضد تنظيم داعش، وتثبيت وقف إطلاق النار في سوريا واتفاقات خفض التصعيد ودورها في التهدئة اللازمة لإنجاح المساعي السياسي للحل في سوريا.
وأكد المبعوث الأمريكي أن الولايات المتحدة ملتزمة بالهزيمة الكاملة لتنظيم داعش في المنطقة الشرقية، ومن ثم المساعدة على استقرار المنطقة وتقديم الخدمات الرئيسية لسكانها، كما عبر ماكغورك عن دعمه لاتفاقات خفض التصعيد ودفع مفاوضات جنيف للوصول إلى حل نهائي سياسي في سوريا.
وكانت القاهرة قد استضافت أواخر الشهر الماضي الملتقى التشاوري الأول للقبائل والقوى السياسية العربية السورية في المنطقة الشرقية (دير الزور والرقة والحسكة) بحضور أحمد الجربا، حيث أكد الحضور حينها أن محافظاتهم الشرقية الثلاث تواجه مصيرا مجهولا، حيث يشتد الصراع عليها بين الكثير من القوى المحلية والإقليمية والدولية، ويتوقع لهذا الصراع أن يتأزم لدرجة المواجهة العسكرية المباشرة بين أطراف متعددة.
وخلال ملتقى القاهرة أعلن تشكيل المجلس العربي في الجزيرة والفرات ليكون معبرا سياسيا عن مصالح سكان المنطقة وحقوقهم ودورهم في إدارة شؤون محافظاتهم والمشاركة الفاعلة في رسم مستقبل سوريا، كما تم تشكيل هيئة تنفيذية ونظام داخلي وبرنامج عمل تكون فيه الهيئة التنفيذية مسئولة أمام الهيئة العامة للمجلس العربي في الجزيرة والفرات.
وأصدر المجلس العربي في الجزيرة والفرات بيانه الأول يوم الجمعة، دعا فيه فرقاء المحافظة الشرقية إلى "الالتفاف حول المجلس كأول تجمع سياسي اجتماعي أخذ على عاتقه هموم ومعاناة أبناء المنطقة الشرقية، في نأي عن الحسابات والاصطفافات الإيديولوجية، التي تقاسمت دماءنا في بورصة المصالح الإقليمية والدولية".
aXA6IDUyLjE0LjE2Ni4yMjQg جزيرة ام اند امز