سوريا.. 4 مؤشرات على صدام محتمل بين أمريكا وروسيا
ما بين الشد والجذب سارت العلاقات بين الجانبين الأمريكي والروسي بشأن الأزمة السورية على مدار الأسابيع الماضية.
ما بين الشد والجذب سارت العلاقات بين الجانبين الأمريكي والروسي بشأن الأزمة السورية على مدار الأسابيع الماضية، خاصة بعد أن تصاعدت حدة الاتهامات، حيث توعدت روسيا الولايات المتحدة الأمريكية بالرد على أي هجوم قادم من مواقع عسكرية أمريكية في سوريا.
وفي المقابل، وجهت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة اتهامات لموسكو بمهاجمة مواقعها بالقرب من مدينة الزور السورية.
واعتبر ممثل شباب الحراك الثوري السوري فراس الخالدي، أن هذه الاتهامات المتبادلة تنذر بخلاف وشيك بين الجانبين، وتبديل في المواقف بشأن الحلول المطروحة في الأزمة السورية، موضحا أن المناوشات الأمريكية الروسية في سوريا تدخل بالعلاقة مرحلة جديدة قد لا تصل لمرحلة الصدام، بينما تتسم بالتوتر والخلاف المحتمل.
سبب الخلاف
وأشار الخالدي في تصريحاته لبوابة "العين" الإخبارية، إلى أن الخلاف الأمريكي-الروسي قائم طوال الوقت، ولكن التهدئة التي شهدتها العلاقة جاءت نتيجة لتوافق المصالح في الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي واتفاقية خفض التصعيد ببعض المناطق السورية، كتمهيد لطرح حل سياسي للصراع الحالي.
وأرجع الخالدي سبب طفو الخلاف على السطح مرة أخرى في صورة ضربات غير مباشرة للمواقع العسكرية التابعة لكل طرف إلى قرب انتهاء المهمة الدولية في الحرب ضد داعش، منوها إلى أن مشاركة سوريا الديمقراطية وجيش النظام السوري في معركة دير الزور أكبر دليل على التفاهم المؤقت بين موسكو وواشنطن في سوريا، الذي سينتهي بمجرد نجاح المعركة في دحر داعش خارج المدينة.
ملامح الخلاف
ومنذ نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، ظهرت ملامح لخلاف قادم بين واشنطن وموسكو، ووجهت روسيا اتهاما مباشرا لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من أمريكا بإطلاق نيران مباشرة على مواقع تابعة لجيش النظام السوري في دير الزور شمال سوريا، محذرة الجيش الأمريكي بالرد على أي هجمات جديدة من هذا النوع.
وقال أحد قادة الجيش الروسي: "أي محاولة جديدة من هذا النوع ستستتبع ردا على الأماكن التي ينطلق منها النار" مشيرا إلى أن القوات الخاصة الروسية لا تزال موجودة بجانب قوات جيش النظام في معركة دير الزور.
وكان المشهد الثاني الذي يؤكد بوادر خلاف، حينما أعلنت سوريا الديمقراطية أن الطائرات الروسية وقوات جيش النظام هاجمت مواقعها في دير الزور، ما أدى لوقوع قتلى وجرحى في صفوف قوات سوريا الديمقراطية.
وأطلقت سوريا الديمقراطية تحذيرات لموسكو قائلة: "لن نقف مكتوفي الأيدي وسنستخدم حقنا في الدفاع عن مشروعنا"، وخرجت روسيا نافية أن يكون لديها أي صلة بالهجوم الذي وقع بالقرب من الحقل الرئيسي للغاز الذي تم استرداده من داعش مؤخرا.
وفي الوقت نفسه، لم تصمت روسيا على الهجمات المتتالية التي شنها داعش على قوات جيش النظام، متهمة أمريكا بالوقوف وراء الهجمات، خاصة أن مصدرها جاء من منطقة جنوبي سوريا حيث توجد قواعد عسكرية أمريكية هناك، مؤكدة أن المهاجمين كانت لديهم معلومات دقيقة وإحداثيات لمواقع قوات النظام، وأن طبيعة المعلومات لا يمكن الحصول عليها سوي من عمليات الاستطلاع الجوي.
ووجه المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الميجر جنرال إيجور كوناشينكوف، اتهاما لأمريكا بدعم داعش، قائلا: "العقبة الرئيسية لإتمام هزيمة داعش في سوريا ليست القدرة العسكرية للإرهابيين، ولكن الدعم الذي يحصلون عليه من الولايات المتحدة ومغازلتها لهم".
أوجه الخلاف القادم
ورأى مؤسس حركة الشباب الثوري أن نهاية الحرب ضد داعش في سوريا تفتح باب الخلافات وتباين وجهات النظر بين واشنطن وموسكو، مصنفا أوجه الخلاف إلى 4 نقاط رئيسية.
وتابع بقوله: "المرحلة المقبلة في سوريا ستشهد تبديل مواقف، خاصة فيما يتعلق بالحل السياسي في سوريا" ملمحا إلى 3 سيناريوهات بشأن وجود بشار الأسد في الحكم، ما بين الرحيل الفوري عن المنصب، أو البقاء لمرحلة انتقالية، أو منحه حق الترشح في انتخابات مقبلة.
1- الرئيس السوري بشار الأسد
وبحسب تحليل فراس الخالدي، فمناقشة عملية السلام واحتواء الأزمة السورية لا يتمان دون وجود جميع الأطراف السورية في المشهد بما فيهم نظام الأسد، وفي الوقت نفسه الحل السياسي وإرساء السلام بين الأطراف ستتعارض عملية تطبيقه في ظل وجود نظام الأسد، ما يخلق مزيدا من الخلاف بين موسكو وواشنطن.
2-إيران
وأضاف: "بند نشر قوات دولية محايدة بالمناطق السورية الـ4 وفقا لاتفاقية خفض التصعيد سيصبح نقطة خلاف كبرى، خاصة مع احتمالية ظهور إيران في المعادلة السياسية الحليف الرئيسي لنظام الأسد، الأمر الذي ترفضه أمريكا بقوة، وتلجأ له روسيا، ليس رغبة في التعاون مع طهران، ولكن لافتقادها الحليف القوي الذي يساندها أمام الولايات المتحدة".
3-الأكراد
ويصبح الوجود الكردي بسوريا نقطة خلاف ثالثة بين الطرفين، وقال الخالدي: "تصاعد دور قوات سوريا الديمقراطية المكونة من الأكراد والعرب بمعركة الرقة، واستمرار المناوشات بينها وبين وجيش النظام بدير الزور، يزيدان من اعتماد واشنطن على الأكراد في مواجهة موسكو وجيش النظام".
4- القصف العشوائي
كما أوضح أن الخلاف الرابع سيعود إلى استمرار روسيا في عملية القصف العشوائي على المواقع التابعة لسوريا الديمقراطية ومواقع المعارضة في إدلب وحلب وحماة.