بالفيديو.. الجزائريون يستقبلون الربيع بحلوى "البْرَاج" و"المْبَرْجَة"
"البْرَاج أو المْبَرْجَة" هي الحلوى الشعبية التي اعتاد على تصنيعها استقبالا وابتهاجا بفصل الربيع
بألوانه الزاهية يدخل فصل الربيع ليضفي على الطبيعة جمالا ورونقا ربانيا، حيث تنعكس هذه الطبيعة على عادات وتقاليد الجزائريين من خلال طقوسا مبهجة توارثوها عن الأجداد منها صناعة حلوى "البْرَاج أو المْبَرْجَة" استقبالا للربيع.
وحلوى "البْرَاج أو المْبَرْجَة" ليست مجرد حلوى عادية، فهي عادة يتمسك بها الجزائريون وتصنع خصيصا لهذه المناسبة، وتستمد لذة الذوق من تراث تقليدي عريق.
وتُجمع كثير من العائلات الجزائرية على أن الاحتفال بهذه المناسبة قديم جدا وضارب في جذور تاريخ المجتمع الجزائري، رغم أن كثير من عاداته اندثرت.
ربات البيوت تتفنن في صنع الحلوى المشهورة التي تختلف تسميتها من منطقة إلى أخرى، لكنها تتشابه في طريقة التحضير وفي ذوقها وحتى في شكلها، وهي حلوى "البْرَاج أو المْبَرْجَة"، كما تنتهز العائلات فرصة إعداد هذه الحلوى لتخرج برفقة الأهل أو الجيران أو الأصدقاء إلى الغابات والمناطق الخضراء التي تزخر بها الجزائر، حتى أن البعض يقول إنه لا ينتبه لدخول فصل الربيع إلا إذا انتشرت رائحة الحلوى المنبعثة من مختلف المنازل.
الأسواق والمحلات تزدحم بالزبائن مع دخول فصل الربيع، لإقبال الجزائريين على شراء "عجينة التمر" وهي من أكثر المنتوجات المعروضة في المحلات والأسواق الشعبية، إضافة إلى حلوى "البْرَاج" أو "المْبَرْجَة".
"بوابة العين الإخبارية" زارت بيت "الحاجة فطيمة"، حيث وجدناها تُحضر نفسها لإعداد هذه الحلوى، فكانت جلسة ثقافية عائلية، عرَّفتنا من خلالها "الحاجَّة فطيمة" على جذور صناعة حلوى "البْرَاج".
"الحاجَّة فطيمة" تعلمت صناعة الحلوى عن والدتها التي تعلمتها هي أيضا عن أجدادها، قائلة: "هذه الحلوى كانت وجبة المجاهدين إبان الاحتلال الفرنسي إلى جانب (حلوى الرْفيس) نظرا لقيمتها الغذائية، كما يأخذها المعتمرون والحجاج الجزائريون معهم، فهي تساعدهم على تحمل الجوع".
وها هي "الحاجَّة فطيمة" تصنع "المْبَرْجَة" مع أحفادها بعد أن كانت تجمع أبنائها وهي تُحضرها مع دخول فصل الربيع.
وعن طريقة تحضير "البْرَاج أو المْبَرْجَة" تقول "الحاجَّةة فطيمة"، إنها تُصنع بمواد بسيطة وغير مُكلفة، حيث يتم تحضيرها بالدقيق وعجينة التمر المعروفة لدى الجزائريين بـ"الغَرْس"، إضافة إلى السمن النباتي.
تابعناها وهي تُحضر وتشرح طريقة التحضير دون أن تترك لنا مجالا للسؤال، لخبرتها الكبيرة في صنع كثير من الأكلات التقليدية التي لا تُجيدها بنات اليوم على حد قولها، حيث يتَطَلَّب إعدادها أكثر من ساعتين.
طريقة التحضير كما قالت "الحاجَّة فطيمة" كانت كالتالي:
لإعداد العجينة، نأخذ ثلاثة أكواب كبيرة من مادة الدقيق الممتاز، ويتم خلطها مع كأس كبيرة من مادة السمن الذائب، مع وضع القليل من الزبدة والملح، ثم يتم مزجها جيدا بإضافة الماء حتى تتحول إلى عجينة متماسكة يمكن تشكيلها، ثم تُقسم على قسمين متساويين، حيث تُبسط العجينة الاولى على مائدة، على أن لا يزيد سمكها عن 2 سم.
ولإعداد العجينة التمر أو كما يسمى الغرس بعد أن يُنقى من الشوائب، تضاف له نكهات القرفة والقرنفل، ثم تُبسط فوق العجينة الأولى حتى تتشكل طبقتين متساويتين وتظهر بشكل دائري، ثم توضع العجينة الثانية فوقهما، لتأتي مرحلة تقسيم العجينة المُتشكلة بشكل هندسي بين المربع والمستطيل، حتى آخر مرحلة وهي وضعها فوق صفيحة معدنية على شكل دائري أو كما يسمى "الطَّاجين" مخصص لصنع "البراج" وغيرها من الأكلات الشعبية في الجزائر.
"الحاجَّة فطيمة" تؤكد أن حلوى "البراج" تؤكل باردة مع اللبن وقت وجبة الغداء أو العشاء.
وفي مدينة "برج بوعريريج" شرق العاصمة الجزائر، يحتفل أهلها بتظاهرة للترحيب بفصل الربيع، تسمى بالأمازيغية "شاو الربيع"، حيث تعني "شاو" بالعربية "بداية"، أي تظاهرة "بداية الربيع"، كما يردد الصغار والكبار بشكل جماعي أغنية باسم التظاهرة، وتقوم العائلات باقتناء القُفف ومختلف أنواع الحلويات وعلى رأسها "المبرجة"، وهي التظاهرة التي تقام في مختلف المساحات الخضراء والجبال والغابات كل عام.
aXA6IDE4LjExNi40My4xMDkg جزيرة ام اند امز