مجازر وجثث في الشوارع.. شرق حلب في قبضة النظام السوري

"مجازر حقيقية" في شوارع شرق حلب، والجيش السوري يوشك على إعلان سيطرته الكاملة هناك، على خلفية "طريق مسدود" في محادثات أمريكا وروسيا

يواجه سكان الأحياء الشرقية لحلب "مجازر حقيقية" في الشوارع، في وقت أوشك فيه جيش النظام السوري على فرض سيطرته بالكامل على مناطق المعارضة، بينما وصلت المحادثات الروسية-الأمريكية حول الوضع في حلب إلى "طريق مسدود".

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، الإثنين، إن هناك مجازر حقيقية ترتكب بحق المدنيين في شوارع حلب، مشيرا إلى مقتل 60 شخصا عند اقتحام الجيش السوري لمناطق تسيطر عليها المعارضة.

وأضاف عبدالرحمن أن "الأطفال يقتلون والجثث منتشرة في كافة المناطق.. الناس والأطفال يهيمون في الشوارع بحثا عن مكان آمن"، موجها نداء استغاثة للمجتمع الدولي لإيجاد ملاذ آمن للمدنيين في حلب الشرقية.

وبدأت قوات الرئيس السوري بشار الأسد هجوما بريا واسعا منذ أسابيع على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شرق حلب، بدعم جوي كثيف من الطيران الروسي، سعيا للسيطرة الكاملة على تلك المناطق قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.

وقال مصدر عسكري سوري، الإثنين، إن الجيش السوري بات على وشك إعلان النصر في معركة استعادة شرق حلب الذي تسيطر عليه المعارضة، وذلك بعيد إعلان المرصد السوري سيطرة قوات النظاع على 95% من شرق حلب.

وأضاف المصدر لرويترز، أن الجيش في اللحظات الأخيرة قبل إعلان انتصاره في معركة شرق حلب، مؤكدا أنه يمكن إعلان ذلك في أي لحظة، وذلك بعد أن تقدم الجيش السوري في مناطق جديدة بعد السيطرة على حي الشيخ سعيد، تاركا قوات المعارضة في جزء صغير من المدينة.

وتسبب الهجوم الضاري على شرق حلب في نزوح عشرات الآلاف من السوريين خارج شرق حلب غالبا إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات السورية في غرب المدينة، لكن المدنيين الباقين داخل المدينة يواجهون كارثة إنسانية في ظل افتقادهم للعديد من أساسيات الحياة، والعيش تحت القصف المستمر، دون وجود مستشفيات أو أية خدمات طبية.

ودخلت الولايات المتحدة وروسيا جولة محادثات جديدة في محاولة لحل الأزمة الإنسانية في الأحياء الشرقية لحلب، عن طريق التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو طريقة لتوصيل مساعدات إنسانية بشكل آمن إلى المدنيين المنكوبين.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الإثنين، إن المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن سوريا "وصلت إلى طريق مسدود"، حسب وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء.

وفي الإطار ذاته، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، الإثنين، إن روسيا أبلغت الولايات المتحدة برغبتها في تأجيل وقف لإطلاق النار يهدف للسماح للمدنيين بمغادرة مدينة حلب السورية لبضعة أيام، وهو اقتراح غير مقبول في ضوء الهجمات المستمرة على المدنيين.

وقال المتحدث باسم الوزارة جون كيربي، رداً على سؤال بشأن المحادثات التي جرت في مطلع الأسبوع بجنيف: "بدلاً من قبول المقترح الأمريكي بوقف فوري لإطلاق النار، أبلغنا الروسيين أن الوقف لا يمكن أن يبدأ قبل عدة أيام.. فيما يعني أن هجوم النظام ومسانديه سيستمر لحين دخول أي اتفاق حيز التنفيذ". 

وأضاف كيربي: "وبالنظر إلى الوضع المزري في حلب والتقارير عن استمرار الهجمات على المدنيين والبنية الأساسية؛ فهذا غير مقبول بالمرة بالنسبة لنا".