في شرق الكونغو الديمقراطية.. دوي الرصاص يتحدى آمال السلام

لم يخمد أزيز الرصاص لوقت طويل في شرق الكونغو الديمقراطية، فبعد 48 ساعة فقط من توقيع إعلان مبادئ يبشر بسلام وشيك، اندلعت اشتباكات جديدة.
والسبت الماضي، وقعت حكومة الكونغو الديمقراطية وحركة "23 مارس" المتمردة والمعروفة اختصارا بـ"إم 23"، إعلان مبادئ بالعاصمة القطرية الدوحة، وذلك بعد أشهر من المباحثات الصعبة.
وفيما رفعت الخطوة منسوب الآمال بتحقيق السلام في الشرق الكونغولي المضطرب منذ عقود، إلا أن تجدد الاشتباكات فاقم المخاوف من الرجوع إلى المربع الأول.
وأمس الاثنين، اندلعت اشتباكات بين مقاتلي "وازاليندو"، المتحالفين مع القوات الكونغولية، وعناصر من حركة "إم 23"، في مواجهات جرت على بُعد حوالي 15 كيلومترا من بينغا في منطقة واليكالي التابعة لإقليم شمال كيفو (شرق).
وبحسب إذاعة "فرنسا الدولية» (أر إف آي)، تأثرت منطقتان بشكل خاص بالاشتباكات، ففي شمال كيفو، وعلى بُعد حوالي 10 كيلومترات من بينغا الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة الكونغولية، اندلعت اشتباكات بين عناصر من جماعة "وازاليندو"، ومتمردين، حيث أُبلغ عن تبادل لإطلاق النار في تجمع "كيسيمبا".
وفي جنوب كيفو، وتحديدا بمنطقة فيزي، وقعت اشتباكات تمحورت على وجه الخصوص حول تجمع "باسيموكوما سود".
وهناك، اشتبك مقاتلو "وازاليندو" مع عناصر تُعرف بانتمائها لجماعة "تويروانيهو" القريبة من متمردي "إم 23".
ويطرح ضلوع مجموعات موالية أو متحالفة مع هذا الطرف أو ذاك تساؤلات حول إن كان إعلان المبادئ الموقع يشمل هذه الأطراف.
وبحسب بنود الإعلان، التزمت كينشاسا والمتمردون بضمان تطبيق وقف إطلاق النار على جميع القوى المشاركة في النزاع، بما في ذلك حلفاؤهما.
بانتظار السريان
سؤال آخر: متى يُفترض أن يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ؟
هنا، تبدو الإجابة غير واضحة، حيث تنص الوثيقة على أن الأطراف تُعيد تأكيد التزامها بوقف دائم لإطلاق النار، الذي يشمل حظر أي محاولة للسيطرة على مواقع أو تعديلها بالقوة على الأرض.
ومع ذلك، تنص الوثيقة نفسها أيضا على أن أحكام إعلان المبادئ يجب أن يتم تنفيذها فور توقيعها، "وفي موعد لا يتجاوز 29 يوليو/تموز الجاري".
تفاصيل
إعلان المبادئ الذي وقعه الجانبان بعد محادثات استمرت ثلاثة أشهر في الدوحة، جاء عقب اتفاق سلام منفصل تم توقيعه الشهر الماضي في واشنطن بين كيغالي وكينشاسا.
ونصّ إعلان المبادئ على أن "الطرفين يتعهدان باحترام التزاماتهما من اجل وقف إطلاق نار دائم" بما في ذلك وقف "الترويج للكراهية" و"أي محاولة للاستيلاء بالقوة على مواقع جديدة".
وكانت "إم 23" التي استولت على مساحات شاسعة من الأراضي في شرق الكونغو الديمقراطية دعت إلى محادثات جديدة لبحث القضايا العالقة التي لم يتضمنها اتفاق السلام الموقع في واشنطن.
وتضمن إعلان المبادئ التزاما ببدء مفاوضات رسمية قريبا من أجل اتفاق سلام شامل.
كما نص على خارطة طريق لإعادة بسط سلطة الدولة في شرق الكونغو الديمقراطية بعد توقيع اتفاق سلام.
وقال المتحدث باسم الحكومة الكونغولية باتريك مويايا إن الاتفاق أخذ في الاعتبار "الخطوط الحمراء" لجمهورية الكونغو الديمقراطية، بما فيها "الانسحاب غير القابل للتفاوض لحركة "إم 23" من مناطق تحتلها، يليه نشر مؤسساتنا" بما فيها القوات المسلحة الوطنية.
وأضاف أن اتفاق سلام شامل سيُبرم "خلال الأيام المقبلة".
وجاء في إعلان المبادئ أن الجانبين اتفقا على تنفيذ بنوده بحلول 29 يوليو/ تموز الجاري كحد أقصى، وبدء مفاوضات مباشرة للتوصل إلى اتفاق دائم بحلول 8 أغسطس/ آب المقبل.
ومن المفترض أن يلتقي الرئيسان الرواندي بول كاغامي والكونغولي فيليكس تشيسيكيدي في الأشهر المقبلة لتعزيز اتفاق واشنطن للسلام، الذي لم تُنفَّذ بنوده بعد.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTUg
جزيرة ام اند امز