المعدة الذهنية لمنتخب تونس: فرجاني ساسي مثل أعلى.. وهذه تفاصيل مهمتي
أعلن الاتحاد التونسي لكرة القدم مؤخرا تعيين إشراف قنفود كمعدة ذهنية جديدة لمنتخب تونس قبل انطلاق تصفيات كأس العالم 2022.
وجاءت خطوة الهيكل المشرف على الكرة التونسية، تحضيرا للمنافسات المهمة المقبلة التي تنتظر منتخب "نسور قرطاج"، بداية من تصفيات كأس العالم 2022، فضلا عن البطولة العربية للمنتخبات، وكأس أمم أفريقيا 2022.
وكان منتخب تونس اعتمد على تجربة المعد الذهني خلال نهائيات كأس أمم أفريقيا "مصر 2019"، حيث شغل هذه المهمة الفرنسي ديفيد مارسال، الذي تم استبعاده أثناء البطولة بسبب إخلاله بواجباته.
كما تحدثت إشراف عن الدور الذي لعبته في تطوير أداء فرجاني ساسي خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وأخيرا عن المهام الموكلة إليها في منتخب تونس.
"صدفة" معز حسن
كشفت قنفود عن الصدفة التي رافقت اقتحامها عالم كرة القدم، حيث قالت في هذا الصدد: "أرتبط بعلاقة صداقة مع معز حسن حارس منتخب تونس. والذي اتصل بي لمساعدته على تجاوز صدمة نفسية قوية عانى منها بسبب الإصابة التي تعرض لها خلال مواجهة إنجلترا في كأس العالم روسيا 2018".
وتابعت: "بصفتي أخصائية في التنويم المغناطيسي أخضعته لجلسات تنويم كان لها أثر إيجابي على نفسيته، وهو ما شجع لاعبين آخرين من منتخب تونس على الاستعانة بخدماتي".
وواصلت "أول فريق تعاملت معه هو الملعب التونسي، الذي اتصل بي في المرحلة الأخيرة من موسم 2018-2019 بهدف مساعدته على الهروب من شبح الهبوط لدوري الدرجة الثانية.. بعدها اشتغلت مع ناديي مستقبل الرجيش وحمام الأنف خلال المباريات الفاصلة الخاصة بالصعود لدوري الأضواء".
وأتمت: "الحمد لله نجحت في كل هذه التحديات وساعدت الفرق التي اشتغلت معها على تحقيق أهدافها".
أدوار مهمة ومتعددة
أكدت إشراف قنفود أن المعد الذهني قادر على القيام بعدة أدوار مهمة تساعد اللاعبين أو الفرق على التغلب على بعض نقاط ضعفهم، فضلا عن تدعيم نقاط قوتهم.
وقالت في هذا الصدد: "عمل المعد الذهني مع اللاعبين أو الفرق ليس مرتبطا بالضرورة بالمدى القصير، بل يمتد على كامل الموسم، ويشمل عدة محاور، منها تطوير التعامل مع الضغوطات، فضلا عن تحسين الأداء الفردي، بجانب تعزيز عامل الثقة بالنفس".
وأضافت: "هناك عدة آليات وطرق تساعد على القيام بهذه الأدوار، منها جلسات التأمل وأيضا جلسات التنويم المغناطيسي، بالإضافة لتدعيم القدرات الذاتية للرياضيين ولاعبي كرة القدم عبر وضعهم في دائرة الأمان والتركيز الخاصة بهم".
وتابعت: "هدفي الأول هو وضع اللاعب في وضعية نفسية ملائمة تساعده على تقديم أفضل ما يملك من إمكانات، فضلا عن تخليصه من عامل الضعوطات.. كما أن المعد الذهني يسعى لمساعدة اللاعب على التحكم في عواطفه وحماية نفسه من التأثيرات السلبية للانتقادات على شبكات التواصل الاجتماعي عبر جملة من تمارين التنفس بشكل خاص".
وأتمت: "شخصيا، أكون سعيدة للغاية عندما أرى نتائج عملي على أرض الواقع".
احترافية الأندية.. واحترازات الجماهير
أشادت إشراف قنفود باحترافية الأندية التونسية التي تعاملت معها باحترام، بعيدا عن جميع الأفكار المسبقة التي تعتبر كرة القدم لعبة رجالية بالأساس.
وقالت المعدة الذهنية التونسية بخصوص هذا الأمر: "العقلية متطورة في صفوف الأندية التونسية، حيث يتعامل معي اللاعبون والمدربون والمسؤولون باحترافية كبيرة".
وتابعت: "التواصل كان سهلا وبدون أي تحفظات، حيث إن اللاعبين لم يترددوا في التعبير لي عن مشاغلهم ومشاكلهم الشخصية، وهو ما ساعدني على تطبيق طرق عملي بشكل سلس".
وأضافت قنفود: "في المقابل، ما زالت هناك بعض الاحترازات في صفوف الجماهير، التي لم تفهم معظهما الأدوار الموكلة للمعد الذهني في فريق ما".
ساسي "مثل أعلى"
في سياق آخر، أشادت إشراف قنفود باحترافية فرجاني ساسي، النجم الأسبق للزمالك المصري المنتقل حديثل لصفوف فريق الدحيل القطري، والذي شهد أداؤه نقلة نوعية خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
وقالت في هذا الصدد: "اشتغلت طوال الفترة الماضية مع فرجاني ساسي، الذي أعتبره شخصيا مثلا أعلى ينبغي الاقتداء به، نظرا لالتزامه الكبير بالنصائح والتوصيات".
وأضافت: "ساسي أظهر التزاما كبيرا في تطبيق برنامج العمل الذي ضبطته له، وهو ما ساعده على مواصلة تطوير قدراته الذهنية، وإجادة التعامل مع الضغوطات، كما ينجح في التركيز بشكل كامل على أدواره في الملعب بعيدا عن كل التأثيرات الخارجية".
طموحات كبيرة مع منتخب تونس
تحلم إشراف قنفود بمساعدة منتخب تونس على تحقيق أهدافه في الفترة المقبلة، التي ستشهد رهانات كبرى من أبرزها تصفيات مونديال 2022، فضلا عن كأس أمم أفريقيا 2022.
وقالت في هذا الصدد: "مهمتي مع منتخب تونس تشمل عدة جوانب بينها مساعدة اللاعبين من أصحاب الجنسية المزدوجة على التأقلم مع الأجواء الجديدة".
وأضافت: "سأسعى بمعية الجهاز الفني لوضع أهداف عامة وخاصة، بهدف مساعة اللاعبين على تطوير قدراتهم الذهنية".
وختمت: "في الوقت الحالي، أنا مركزة بشكل كامل على مشواري مع منتخب تونس، وأتمنى الإسهام في وصوله لكأس العالم 2022 وتحقيق إنجاز في أمم أفريقيا، ولو أني أملك تحديات مستقبلية من بينها الاشتغال في أحد الأندية العربية أو الأوروبية".