كسوف الشمس.. الهواة يستمتعون والعلماء يترقبون
الكسوف يعد فرصة نادرة لمراقبة إكليل الشمس، وهي الطبقة العليا من الغلاف الجوي للشمس التي لا يمكن مشاهدتها إلا عند حدوثه
من المشاهد المعتادة في حدث الكسوف الشمسي تجمع الهواة في فعاليات تنظمها الجمعيات الفلكية للاستمتاع بمشاهدة هذه الظاهرة عبر النظارات المتخصصة.
وبينما تركز الصور التي تبثها وكالات الأنباء على مثل هذه التجمعات، فإن هناك نشاطا علميا لا تلتقطه الكاميرات يتم بالتوازي في معاهد البحوث الفلكية، والتي تنتظر هذه الظاهرة لجني ثمارها العلمية.
وتختلف الفوائد العلمية التي يمكن الحصول عليها من رصد الظاهرة من مركز بحثي لآخر حسب إمكانيات هذا المركز وطبيعة نشاطه البحثي.
ويقول الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر، في بيان أصدره، السبت، بمناسبة الكسوف الحلقي والجزئي الذي شهده العالم، الأحد، إن الظاهرة تكون مفيدة في ضبط الحسابات الفلكية بالنسبة للشهور العربية والتأكيد على دقة مواعيد بداية الشهر الهجري ونهايته، كما تفيد في دراسة الانبعاثات الشمسية التي تخرج من ضوء الشمس وتحديد الأشعة الضارة والمفيدة، كما أنها تساعد في عمل أطلس شمسي لتحديد أفضل الأماكن لإنشاء مشروعات الطاقة الشمسية.
وتبدو هذه الدراسات التي تجرى وقت الكسوف متوافقة مع الإمكانيات المتوفرة لدى المعهد المصري، ولكن توجد فوائد أكبر تتاح لدى الدول التي تملك إمكانيات تكنولوجية عالية.
وأشارت أدوليكا جواتاكورتا، المسؤولة في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) في مقالة لها قبل عامين، بالتزامن مع الكسوف الكلي الذي شهدته أمريكا، إلى 3 فوائد كبيرة يمكن إضافتها إلى تلك التي أشار إليها الدكتور القاضي.
وقالت جواتاكورتا إن الكسوف فرصة نادرة لمراقبة إكليل الشمس، وهي الطبقة العليا من الغلاف الجوي للشمس التي لا يمكن مشاهدتها إلا عند الكسوف، كما تساعد الظاهرة على دراسة الانبعاثات الإكليلية التي تصيب الأرض بجزيئات أيونية قد تؤثر على الاتصالات والأقمار الصناعية وشبكات التيار الكهربائي، وأخيرا فإن ظاهرة الكسوف تساعد على دراسة طبقة الغلاف الأيوني، وهي الطبقة العليا في الغلاف الجوي للأرض، وهذه الطبقة مشحونة بالإشعاعات الشمسية التي يمكن أن تؤثر على الموجات اللاسلكية.