ترامب في اختبار الـ100 يوم.. ما الذي تحقق من أجندته الاقتصادية؟

أكمل الرئيس دونالد ترامب 100 يوم في ولايته الرئاسية الثانية للولايات المتحدة، وقدّم خلال حملته الانتخابية مجموعة من السياسات الاقتصادية المقترحة فكيف تبدو حصيلة ما تحقق من هذه الوعود حتى الآن؟
واقترح الرئيس دونالد ترامب سلسلة من السياسات الاقتصادية، بدءًا من التعريفات الجمركية وتخفيضات الضرائب وصولًا إلى تعزيز إنتاج الطاقة.
ومع بلوغ ترامب يومه المائة في منصبه، إليكم بعض النقاط التي نفّذ فيها وعود حملته الانتخابية، والنقاط التي لا يزال يسعى لتحقيق تقدم فيها.
زيادات الرسوم الجمركية – تم إقرارها
كانت الرسوم الجمركية أحد الوعود الرئيسية لحملة ترامب الانتخابية، وقد اتخذ إجراءات هامة بشأنها منذ تنصيبه.
وفرض ترامب سلسلة من الرسوم الجمركية، بعضها يستهدف شركاء تجاريين للولايات المتحدة مثل كندا والصين والمكسيك، بينما ركزت أخرى على منتجات مستوردة محددة مثل الألومنيوم والصلب.
وتتجاوز بعض مقترحات ترامب بشأن الرسوم الجمركية ما اقترحه خلال حملته، عندما قال إن الرسوم الجمركية على الصين قد تصل إلى 60%، وأن الرسوم الجمركية الشاملة على دول أخرى قد تتراوح بين 10% و20%.
وارتفعت رسوم ترامب الجمركية على الصين إلى 145%، بينما فُرضت رسوم جمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك على أي سلع غير مشمولة باتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
وفرضت سلسلة من "الرسوم الجمركية المتبادلة" ضرائب استيراد أعلى على السلع من شركاء تجاريين مختلفين، ومع ذلك، فقد تم تعليقها مؤقتًا حاليًا بينما تعمل الدول على التفاوض بشأن اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة.
ويقول ترامب إن الرسوم الجمركية ضرورية لإنعاش قطاع التصنيع، وزيادة إيرادات الحكومة الفيدرالية، وموازنة العجز التجاري.
ويقول الاقتصاديون إن الرسوم الجمركية الأعلى من المتوقع ستؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة التضخم، مما قد يدفع الاقتصاد إلى حالة ركود.
لجنة كفاءة الحكومة – تم إقرارها
كان أحد وعود ترامب الحد من الإنفاق المُبذر في الحكومة الفيدرالية.
ولتحقيق هذا الهدف، كلّف ترامب إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، برئاسة وزارة كفاءة الحكومة المُنشأة حديثًا، والتي ستُخفّض الإنفاق من خلال إلغاء الوظائف والعقود التي تُعتبر غير ضرورية أو مُبذرة.
وفي حين لا يزال أمام لجنة DOGE متسع من الوقت لإجراء المزيد من التخفيضات على الحكومة الفيدرالية، فقد أعلنت حتى الآن عن توفير 160 مليار دولار، وهو أقل من هدفها المتمثل في تريليون دولار.
وأثار البعض تساؤلات حول إجمالي التخفيضات، وتساءلوا عما إذا كانت ستوفر المال على المدى الطويل.
من جانبه، صرّح ماسك الأسبوع الماضي في أحدث إعلان لأرباح تسلا بأنه على الرغم من أنه لم ينتهِ من العمل الحكومي بعد، إلا أنه سيتراجع خطوة إلى الوراء، ويسعى للعودة لعمله خارج الحكومة لتدارك خسائر تسلا خلال الفترة المقبلة.
التخفيضات الضريبية - قيد التنفيذ
وعد ترامب خلال حملته الانتخابية بمجموعة من التخفيضات الضريبية، بما في ذلك تجديد قانون التخفيضات الضريبية والوظائف لعام 2017 (TCJA)، والذي يتضمن عدة أحكام من المقرر أن تنتهي صلاحيتها بنهاية عام 2025.
وفي حين لم يُقرّ الكونغرس بعدُ تشريعًا لتجديد قانون التخفيضات الضريبية والوظائف أو إضافة تخفيضات ضريبية جديدة، أكد المشرعون أن هذه المسألة تُمثّل أولوية قصوى للهيئة التشريعية.
ولا تزال المفاوضات حول تفاصيل مشروع القانون جارية، وقد صرّح وزير الخزانة سكوت بيسنت بأنه من المتوقع صدور التشريع بحلول 4 يوليو/تموز.
وأضاف بيسنت أن مقترحات ترامب لإلغاء الضرائب على الإكراميات والعمل الإضافي ومدفوعات الضمان الاجتماعي ستكون من بين أهم أولويات الإدارة.
تخصيص الأراضي الفيدرالية للمساكن الجديدة - قيد التنفيذ
تعهد ترامب أيضًا بمعالجة محدودية المعروض من المساكن في الولايات المتحدة، وهو عامل رئيسي يُسهم في مشاكل القدرة على تحمل تكاليف السكن الحالية.
وخلال حملته الرئاسية، صرّح بأنه سيُتيح الأراضي الفيدرالية لتطوير المساكن.
وفي مارس/آذار، شكّلت وزارة الداخلية ووزارة الإسكان والتنمية الحضرية فريق عمل لدراسة كيفية إتاحة بعض أراضي الحكومة الفيدرالية، البالغة مساحتها 500 مليون فدان، لتطوير المساكن السكنية.
وأفاد مسؤولون بأن فريق العمل سيسعى إلى العثور على أراضٍ فيدرالية غير مُستغلة بالكامل، ونقل أو تأجير الأراضي إلى حكومات الولايات والحكومات المحلية لأغراض الإسكان.
ولم يُحدد المسؤولون جدولًا زمنيًا لهذه المهمة.
زيادة إنتاج النفط - قيد التنفيذ
في محاولة للسيطرة على أسعار النفط في محطات الوقود، وعد ترامب بزيادة عمليات التنقيب عن النفط.
وحتى الآن، اتخذت إدارته خطوات لزيادة كمية النفط الخام المُنتجة في الولايات المتحدة.
وعقب إعلان ترامب حالة طوارئ وطنية في مجال الطاقة في أول يوم له في منصبه، أعلنت وزارة الداخلية عن خطط لإصدار تصاريح طارئة في أبريل/نيسان، من شأنها تبسيط عملية إنشاء آبار حفر نفط جديدة على الأراضي العامة.
آثار وعود ترامب على الشركات في أول 100 يوم
وترددت أصداء تداعيات الحرب التجارية الأمريكية في مجتمع الأعمال بعد مرور أول 100 يوم على تولي ترامب لمنصبه، إذ أعلنت عملاق خدمات الشحن والتوصيل (يو.بي.إس) عزمها إلغاء 20 ألف وظيفة لخفض التكاليف بينما سحبت جنرال موتورز توقعاتها للعام الجاري وأجلت مكالمة مع المستثمرين إلى يوم الخميس في انتظار تعديلات محتملة على السياسة التجارية.
وانضمت جنرال موتورز وكرافت هاينز وإلكترولوكس وشركات رائدة أخرى اليوم الثلاثاء إلى قائمة تضم شركات من قطاعات متنوعة سحبت توقعاتها للعام الجاري أو خفضتها في تطورات تشير إلى أن السياسات التجارية الفوضوية تؤثر بشدة على الشركات وتصعب عملية التخطيط للمستقبل.
وأظهر تحليل أجرته رويترز أن نحو 40 شركة حول العالم سحبت أو خفضت توقعاتها المستقبلية خلال أول الأسبوعين من موسم نتائج أعمال الربع الأول.
وقال يانيك فيرلين، الرئيس التنفيذي لشركة إلكترولوكس، لرويترز "ثبت خطأ جميع التوقعات، سيدهشني من يدعي أن لديه رؤية واضحة لمسار الرسوم الجمركية".
وتسببت الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب في أوائل أبريل/نيسان في موجة بيع في الأسهم العالمية ودفعت المستثمرين إلى تقليل حيازاتهم من الدولار وسندات الخزانة، وهما من الملاذات الآمنة عادة. ودفع ذلك البيت الأبيض إلى التراجع عن بعض الرسوم أو تعليقها مؤقتا.
وقال وزير الخزانة سكوت بيسنتن إن ترامب سيعلن تخفيضات في الرسوم الجمركية المقررة على قطع غيار السيارات لتجنب فرض رسوم مزدوجة على القطع والمواد المستخدمة في تصنيعها.
وقالت كارول تومي، الرئيسة التنفيذية لشركة (يو.بي.إس)، في مكالمة نتائج الأعمال "لم يواجه العالم مثل تلك التأثيرات المحتملة الهائلة على التجارة منذ أكثر من مئة عام".
وسحبت شركتا جنرال موتورز وفولفو توقعاتهما يوم أمس الثلاثاء لتنضما إلى دلتا إيرلاينز الأمريكية ولوجيتك المصنعة لأجهزة الكمبيوتر ودياجيو العملاقة للمشروبات.
وأجلت جنرال موتورز مكالمة نتائج الأعمال التي كانت مقررة يوم أمس الثلاثاء إلى غدا الخميس بسبب التعديل المتوقع في السياسة التجارية.
وقال بول جاكوبسون، الرئيس التنفيذي للشؤون المالية في شركة جنرال موتورز، في اتصال صحفي بعد سحب شركة صناعة السيارات الأمريكية توقعاتها للعام الجاري "نرى أن التأثير المستقبلي للرسوم الجمركية قد يكون واسعا، ننصح بعدم الاعتماد على التقديرات السابقة، وسنحدثها عندما تتوفر لدينا المزيد من المعلومات حول الرسوم الجمركية".
وأعلنت شركة بورشه الألمانية لصناعة السيارات الرياضية أنها تكبدت خسائر 100 مليون يورو (114 مليون دولار) على الأقل خلال شهري أبريل/نيسان ومايو/أيار بسبب الرسوم الأمريكية.
وهوى سهم فولفو تسعة% بعد أن أعلنت الشركة أنها ستخفض نفقاتها بنحو 1.8 مليار دولار وستعيد هيكلة عملياتها في الولايات المتحدة عقب تراجع أرباح الربع الأول.
ومن المتوقع أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى ارتفاع أسعار السيارات في الولايات المتحدة مما سيقلل الطلب ويزيد الضغوط على القطاع الذي يعاني بالفعل من تباطؤ في التحول إلى المركبات الكهربائية.
وفي أوضح تحذير من بنك كبير عن كيفية تأثير السياسات الأمريكية على القطاع المصرفي، قال إتش.إس.بي.سي إن تداعيات الحرب التجارية العالمية قد تؤثر سلبا على الطلب على القروض وجودة الائتمان.
مخاوف بشأن الاستهلاك
وفي إشارة إلى التوتر المحيط بالسياسة التجارية رد البيت الأبيض بغضب على تقرير صادر عن موقع بانشبول الإخباري ومقره واشنطن يفيد بأن أمازون ستذكر بالتفصيل التكاليف التي يتحملها المتسوقون بسبب الرسوم الجمركية.
ونفت شركة البيع بالتجزئة العملاقة ما ورد في التقرير لكنها قالت إن فريقها الذي يدير أمازون هول للسلع منخفضة التكلفة درس إدراج رسوم الاستيراد لبعض المنتجات.
وقال بيورن جولدن، الرئيس التنفيذي لأديداس، إن الشركة كان من الممكن أن ترفع توقعاتها لإيرادات وأرباح العام الجاري بعد نتائجها الفصلية القوية لولا الضبابية المرتبطة بالرسوم الجمركية.
وأضاف "نظرا للضبابية بشأن المفاوضات بين الولايات المتحدة والدول المصدرة، لا نعرف ما ستكون عليه الرسوم الجمركية في نهاية المطاف. لذلك لا يمكننا اتخاذ أي قرارات نهائية بشأن ما يتعين فعله".
وخفضت كرافت توقعاتها السنوية كما خفضت هيلتون توقعاتها لنمو الإيرادات العام الجاري وقلصت بورشه وإلكترولوكس توقعاتهما للعام بأكمله. وانضمت تلك الشركات إلى نستله ويونيليفر وتشيبوتلي، والتي عزت خفض التقديرات إلى ضعف ثقة المستهلكين.