اختلالات اقتصادية وإنتاج وفير.. رسائل مشفرة في زيارة جانيت يلين للصين
لقيت بساطتها ومهارتها في استخدام عيدان الأكل استحسانا في الصين
غير أن وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين تأمل خصوصا أن تكون مررت رسالة جدية في الأيام الأخيرة بشأن مخاطر فائض القدرة الانتاجية الصينية.
خلال رحلتها الثانية إلى الدولة الآسيوية العملاقة في أقل من عام، أعربت وزيرة الخزانة عن المخاوف الأمريكية بشأن الدعم الضخم الذي تقدمه الحكومة الصينية لقطاع التكنولوجيا لا سيما في مجال الطاقة الخضراء أو السيارات الكهربائية والذي يهدد بإغراق أسواق العالم بالمنتجات منخفضة التكلفة.
وكررت بكين قولها إن هذه المخاوف "لا أساس لها".
- «يلين» نجمة مواقع التواصل الصينية.. ماذا فعلت وزيرة الخزانة الأمريكية؟
- وزير أمريكي: نحتاج لمحادثات «صعبة».. ورد «غير متوقع» من رئيس وزراء الصين
لكن زيارة يلين لم تذهب سدى، فقد رأى قادة الشركات فيها فرصة للبحث عن حلول مع نظرائها، بينما يقول محللون إنها مهدت الطريق لاتخاذ تدابير جديدة، مثل فرض رسوم جمركية.
لقد أدركت يلين الواقعية ببساطة أن المشكلة لن "تُحل في أسبوع أو شهر".
وحظيت بالعديد من التعليقات الإيجابية لدى وصولها في 4 نيسان/أبريل إلى كانتون في الجنوب على شبكات التواصل الاجتماعي الصينية، ولا سيما قيامها بحمل أمتعتها على مدرج المطار. وبعد ذلك، على مهاراتها في استخدام عيدان الطعام في مطعم كانتوني شهير.
ولكن طوال زيارتها التي استمرت أربعة أيام، لم تكن مناقشاتها مع المسؤولين الصينيين سهلة عندما حذرت يلين من أن الإعانات المقدمة للشركات والإنتاج الفائض الناتج عنها، قد تولد "اضطرابات في الاقتصاد العالمي".
حذرناهم
يقول ينس إسكيلوند، رئيس غرفة التجارة الأوروبية في الصين، إن مجرد حدوث هذه التبادلات يعد علامة جيدة. وصرح لوكالة فرانس برس "من المهم أن تجري الحكومات هذه المناقشات قبل أن تستفحل الأمور، وتخرج عن السيطرة وتدخل في دوامة سلبية".
لكنه يقول "سنبالغ في التفاؤل" إذا كنا نأمل في التوصل إلى حل سريع.
اتفقت واشنطن وبكين على مناقشة "الاختلالات الاقتصادية" والقدرة الإنتاجية الفائضة، وهو حوار قال إسكيلوند إنه ينبغي إجراؤه بين الاتحاد الأوروبي والصين.
ويقول شون شتاين، رئيس غرفة التجارة الأمريكية في الصين إن من المهم أيضًا أن يُقال لبكين إن الولايات المتحدة وحلفاءها ينظرون إلى قدرة الإنتاج الصينية الفائضة على أنها يمكن أن تسبب مشكلة. ويضيف "إذا ثبت لاحقًا أن من الضروري اتخاذ إجراءات لمواجهة الزيادة في الصادرات الصينية، فلن يتمكن الصينيون من القول إنه لم يتم تحذيرهم".
ويرى شتاين أن يلين هي الشخص المناسب لمحاولة إقناع الصين بتغيير استراتيجيتها، لأن "الصينيين ينظرون إلى نهجها في التعامل مع المشاكل باعتباره نهجاً اقتصادياً، وليس نهجاً سياسياً".
وتساعد على ذلك العلاقة الشخصية التي تجمع بين وزيرة الخزانة ونظيرها هي ليفينغ، المسؤول عن القضايا الاقتصادية داخل الحزب الشيوعي الصيني.
خلال زيارتها، أجرت يلين معظم مناقشاتها معه، وأمضيا أكثر من 11 ساعة في مناقشة مجموعة من المواضيع، من الاقتصاد إلى المخاوف بشأن التدابير المتخذة بدواعي الأمن القومي.
ردود مشتركة
يقول راين هاس الخبير في شؤون الصين في مركز بروكينغز الأمريكي للأبحاث إن كل المشكلات الرئيسية في العلاقة بين بكين وواشنطن تم التعامل معها أو حتى حلها بشكل فعال على مدار 45 عامًا مضت بفضل مسؤولين "أقاموا علاقات شخصية وفهموا متطلبات كل طرف وحدود ما يمكنه تقديمه".
ويضيف أن رحلة يلين لم تكن تهدف إلى تحقيق "نتائج تتصدر العناوين الرئيسية" لوسائل الإعلام.
ويتابع أن "هذا جزء من استراتيجية أوسع" نحو التعاون في مجالات مثل مكافحة غسل الأموال أو تمويل البروتوكولات المناخية، مع شرح استراتيجية الرئيس جو بايدن بشأن الأمن القومي.
وتعكس زيارتها رغبة إدارة بايدن في إدارة العلاقات مع الصين دبلوماسيا، إذ يؤيد قسم كبير من الناخبين الأمريكيين فكرة إجراء حوار رفيع المستوى مع بكين.
وتتوقع إيلاريا مازوكو، الباحثة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأميركي من بين النتائج المحتملة لزيارة يلين "فرض رسوم جمركية جديدة، أو على الأقل بدء تحقيقات يمكن أن تمهد الطريق لفرض رسوم جديدة".
وتضيف أن من الممكن أيضًا إجراء مناقشات حول الردود المشتركة التي قد تلجأ إليها الولايات المتحدة وأوروبا على مشكلة قدرة الصين الانتاجية الفائضة.
تقول مازوكو "في الوقت الحالي، يبدو أن حل الحكومة (الصينية) يقوم على تشجيع الشركات، على الأقل في قطاع البطاريات والمركبات الكهربائية، على زيادة استثماراتها في مواقع إنتاج خارج الصين من أجل تخفيف التوترات".
لكن هذا قد لا يكون كافيا لتهدئة مخاوف واشنطن.
aXA6IDUyLjE1LjY4Ljk3IA== جزيرة ام اند امز