الخسائر الاقتصادية لاحتجاجات أمريكا.. فاتورة "فلويد" الخفية
خسائر كبيرة يتعرض لها الاقتصاد الأمريكي خلال الفترة الحالية بسبب الاحتجات المستمرة بعد مقتل جوروج فلويد
يتعرض الاقتصاد الأمريكي خلال الفترة الحالية إلى ضربة قاصمة جراء اندلاع احتجاجات واسعة في البلاد بعد مقتل مواطن أمريكي على يد أحد رجال الشرطة.
تشهد عشرات المدن الأمريكية مظاهرات عنيفة احتجاجاً على مقتل جورج فلويد الأمريكي من أصول أفريقية على يد الشرطة في مدينة مينيابولس.
وتهدد الأوضاع الحالية الولايات المتحدة بمزيد من الخسائر الاقتصادية رغم بدء التعافي من تداعيات كورونا في ظل مساعي فتح الاقتصاد وتحسن مؤشر البطالة.
وما أشبه اليوم بالبارحة، فما يحدث اليوم يعيد للأذهان أحداث لوس أنجلوس عام 1992، وأيضا ذكريات عام 1968، حيث شهدت أمريكا أعمال شغب واحتجاجات، وتم اغتيال كل من زعيم الحقوق المدنية "مارتن لوثر كينغ" والسيناتور "روبرت كينيدي" المرشح الرئاسي.
وتنبيء الاحتجاجات الحالية بفاتورة ضخمة من الخسائر من الصعب حصرها في الوقت الحالي بسبب تصاعد الاحتجاجات واتساع رقعتها.
لكن المؤكد، أن الخسائر الاقتصادية ستكون غير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث يعمل محامو الضحايا على متابعة سير الأحداث وحصر الخسائر المبدئية بناء على حالات سابقة من الاحتجاجات الشعبية في الولايات المتحدة.
أفادت مجلة Claims Journal في الثاني من يونيو/حزيران الجاري بأن حالات العنف والنهب تلك، كانت حتى وقت قريب، الأكثر كلفة بالنسبة للاقتصاد والمجتمع الأمريكي.
وسوف توضع الأرقام الدقيقة بعد انتهاء كل شيء، متوقعة أن تكون "النتائج المستخلصة" غير مسبوقة.
وكشف مسؤولون في مدينة مينيابوليس، الخميس الماضي، عن حجم الأضرار التي لحقت بالممتلكات من جرّاء أعمال التخريب والنهب التي رافقت بعض التظاهرات المنددة بمقتل جورج فلويد، قائلين إنها لا تقل عن 55 مليون دولار.
وقال مسؤولون في المدينة إن التخريب والدمار طال 220 مبنى على الأقل في المدينة التي توفي فيها فلويد، وسط توقعات بأن يرتفع هذا العدد.
ووفق ما ذكرت "الأسوشيتد برس"، فإن عمدة مينيابوليس جاكوب فراي سيطلب مساعدة حكومية وفيدرالية للمساهمة في إعادة البناء بعد الاضطرابات.
وأفاد تلفزيون "دبليو سي سي أو" بأنه تم جمع أكثر من مليون دولار لمساعدة الشركات في شمال مينيابوليس.
ويقول تحالف "وست برودواي للأعمال" إنه سيعلن كيف يخططون لاستخدام الأموال في الأسابيع المقبلة.
وشهدت مينيابوليس أعمال عنف بعد وفاة جورج فلويد، وهو رجل أسود توفي في 25 مايو/آيار بعد أن ضغط رجل شرطة أبيض بركبته عل عنق فلويد، متجاهلا صرخاته بأنه لا يستطيع التنفس.
ورغم تضخم ميزانية الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأمريكي) إلى 7.1 تريليون دولار، في ظل خفض الفائدة إلى الصفر وحزم التحفيز والمساعدات المالية لمتضرري كورونا، فمن المتوقع أن يرتفع هذا التضخم بقوة، خاصة بعد تلميحات الأمس من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بطلب حزمة تحفيز جديدة من الكونجرس وتخفيض ضريبة كسب العمل.
وبلغت فاتورة حزم التحفيز الأمريكية منذ مارس/أذار الماضي وحتى الآن نحو 5.7 تريليون دولار، بواقع 2.2 تريليون دولار في مارس/آذار الماضي، و3.5 تريليون دولار أقرها الكونجرس الأمريكي في مايو/آيار الماضي، فيما تسعى إدارة ترامب لطلب حزمة تحفيز جديدة من الكونجرس خلال الفترة المقبلة.
شركات التأمين الخاسر الأكبر
وأكد ممثل معهد معلومات التأمين لمجلة Claims Journal أن الاضطرابات المدنية تعد أحداثا تأمينية، ووقوعها وارد في أي وثيقة تأمين تقريبا لرجال الأعمال، والبضائع المسروقة مشمولة بالتأمين.
بالإضافة إلى ذلك، وفق معطيات المعهد، فإن نحو 40% من الشركات الأمريكية الصغيرة والمتوسطة الحجم مؤمنة أيضا ضد توقف عملها المؤقت. حتى إذا تم إغلاق العمل أو تشغيله بقيود بسبب الفيروس التاجي، فإن معظم شركات التأمين ستحدد نقص الإيرادات، بناء على تقدير متوسطها السنوي.
ولكن هناك مخرج لشركات التأمين للتنصل من سداد التعويضات، وهو تخلف بعض العملاء جراء تداعيات كورونا الاقتصادية عن دفع القسط التأميني في موعده، الأمر الذي يحول دون حصول العميل المتضرر على التعويض أو دخوله في مفاوضات لتخفيض الفاتورة.
وفي الحوادث الكبرى لا تتحمل شركات التأمين فاتورة التعويضات منفردة، ولكنها تضطر إلى اللجوء لشركات إعادة التأمين والتي يقع عليها الشق الأكبر من التعويضات.
aXA6IDMuMTQ1LjE1NS4xNDkg جزيرة ام اند امز