التعليم في فلسطين.. عودة تنكأ جراح "شعبان"
حزينًا يبدو الطفل الفلسطيني محمد شعبان (8 أعوام) لعدم تمكنه من العودة لمقاعد الدراسة، بعدما فقد بصره خلال قصف إسرائيلي.
وأصيب شعبان في غارة إسرائيلية على شمال قطاع غزة في مايو/أيار الماضي خلال توجهه لشراء ملابس عيد الفطر، وهي الإصابة التي أطفأت نور عينيه ولكنها لم تطفئ أحلامه وطموحاته.
يقول والده لـ"العين الإخبارية"، إن ابنه لا يزال يعاني من آثار الإصابة التي حرمته بصره وعاد مؤخرًا من رحلة علاج في القاهرة، وكان يفترض أن يلتحق اليوم بالصف الثاني، ولكن إصابته وفقده بصره غير هذا الأمر.
وشدد على أنه سيحرص على أن يتلقى ابنه تعليمه كباقي أشقائه وأصدقائه الذين كانوا ينتظرون هذه اللحظة بعد نحو عام من الدراسة عن بُعد، بفعل انتشار فيروس كورونا.
وأشار إلى أن ابنه الذي تم استئصال عينه بعد إصابتها بالشظايا، يمر بحالة نفسية صعبة، ويحتاج لمن يساعده في التنقل داخل البيت، الذي لا يكاد يخرج منه إلا للضرورة وبرفقة أحد والديه.
وأشار إلى أن نجله بحاجة إلى مدرسة خاصة لتلقي التعليم، وهذا يحتاج إلى من يتكفل بمصاريفه من مؤسسات خيرية أو غيرها، إلى جانب تقديم الدعم النفسي له.
والإثنين، بدأ العام الدراسي في فلسطين، وفق إجراءات وبروتوكولات صحية، لتأمين عودة آمنة للمدارس، ولتقليص مساحة انتشار الفيروس، وللحفاظ على الطلبة والمعلمين.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم أن ما يزيد على 3200 مدرسة و1500 روضة فتحت أبوابها في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، ليلتحق بها ما يزيد عن 1,2 مليون طالب/طالبة، وأكثر من 150 ألف طفل في رياض الأطفال، وفق نموذج التعليم الوجاهي الكامل، الذي كان سائداً قبل الجائحة.
وخلال مؤتمر صحفي، أكد وزير التربية والتعليم مروان عورتاني، أن العودة للمدارس ستكون بشكل كامل، وضمن اشتراطات صحية ووقائية معينة تم التوافق عليها في إطار اللجنة الوبائية وجهات الاختصاص وبين وزارتي التربية والتعليم والصحة.
وبيّن أن أولى هذه الاشتراطات سيتمثل في منع دخول المعلمين والطواقم التربوية إلى المدارس دون الحصول على التطعيم، مشيراً إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد زخما وازناً وجدياً للانتهاء من عملية التطعيم والوصول بها إلى نسبة 100%، وفق تفاهمات مع وزارة الصحة تنص على منح الأولوية للمعلمين والكوادر التدريسية، وفق قوائم أعدتها الوزارة بأسماء من لم يحصلوا بعد على التطعيم.
وشدد على جهوزية النظام التربوي لاستقبال العام الدراسي الجديد، من حيث توفير المقاعد الدراسية لكل الطلبة والمعلمين، والانتهاء من تجهيز البنى التحتية والمرافق المدرسية لاستقبال الطلبة، حيث تم بناء نحو 33 مدرسة جديدة، وصيانة وتأهيل وترميم عشرات المدارس، لا سيما في قطاع غزة.
وأكد أنه تم الانتهاء من أزمة طباعة الكتب المدرسية التي تعثرت في الأسابيع الأخيرة بسبب أزمة السيولة التي كانت تعاني منها الحكومة، منوها أن الكتب ستكون متوفرة بين يدي الطلبة حتى تاريخ 27 أغسطس/آب الجاري.
aXA6IDMuMTQuMTMyLjE3OCA=
جزيرة ام اند امز